شهدت قرية التأسيس بمدينة تبوك لليوم الثاني على التوالي، حضوراً لافتاً من العوائل والشباب، على حزمة الفعاليات والبرامج التاريخية والثقافية المتنوعة، التي نظمتها وزارة الثقافة بالتزامن مع يوم التأسيس، وذلك للاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية من خلال باقة من العروض التي أبحرت بالأجيال في رحلة من الزمن لثلاثة قرون، من البناء والنماء لوطن العطاء، منذ تأسيسه على يد الإمام محمد بن سعود عام 1139هـ / 1727م. وتفاعل الأطفال مع مسار "الألعاب التقليدية والأحاجي" التي روت لهم قصص الأجداد وما كانت عليه أنشطتهم الرياضية والترفيهية، حتى أن الكبار وجدوا فيها فرصة لتحفيز ذاكرتهم نحو الكثير من تلك الأنشطة، التي حوّلت الشوارع والأزقة في ذلك الزمن, ميادين للتنافس ركضًا وقفزًا, وأصبحت موروثًا اجتماعيًا في حياة الأهالي، وأسهمت وقتها في تقوية الروابط الاجتماعية بين أفراد الحي وأبناء القرية أطفالًا وشبابًا، وساعدتهم على تنمية روح الشجاعة والفروسية والنجدة والتعاون الجماعي وقوة الاحتمال وحسن التصرف وسرعة البديهة. وروت تلك الفعاليات للأطفال أبرز الجوانب الثقافية في مجتمع الدولة السعودية الأول، وقدمت لهم فرصة التعرف عليها وتجربتها، فمن خيمة الأحاجي التي تحمل سردًا قصصيًا بطريقة الألغاز، إلى منطقة الألعاب التقليدية وتجربتها الفريدة، يجد الطفل نفسه أمام كم كبير من التاريخ والموروث.