في ظلّ التصعيد المتواصل على الجبهة اللبنانية الجنوبية، وما يرافقه من تحذيرات من اتساع رقعة الحرب، أوضحت مصادر واسعة الاطلاع لصحيفة "الجمهوريّة"، أنّ التعاطي الحذِر مع ما حُكي عن خريطة حل فرنسية قدّمت بصورة رسمية الى الجانب اللبناني، "مردّه ليس فقط من مضمون مسودة الحل التي تتضمن ثغرات جوهرية، بل مما يتردّد بقوة عن وجود تباين اميركي فرنسي حولها، وسط كلام يتردد عن تجاهل اميركي لهذه الورقة، التي تزاحم المسعى الذي يقوده الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، لخفض التصعيد في الجنوب ومنع الانزلاق الى حرب ومواجهات واسعة. وهذا التباين يبدو انه وراء إفشال انعقاد مؤتمر دعم الجيش الذي كان مقرراً انعقاده في باريس قبل ايام قليلة". وكشفت معلومات موثوقة لـ"الجمهورية"، أنّ "الورقة الفرنسية التي قُدّمت بصورة رسمية هي ورقة جديدة- قديمة، ونسخة طبق الاصل عن الورقة السابقة التي قدّمت عبر وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورني بصورة غير رسمية ولم تتبنّاها أيّ جهة دولية، وخلاصتها وقف العمليات العسكرية على جانبي الحدود مع تعزيز مهام قوات اليونيفيل، ونشر الجيش (15 ألف جندي)، وتفكيك مواقع "حزب الله"، وانسحاب المقاتلين والمنظومات الصاروخية 10 كيلومترات وراء الخط الأزرق، وإحياء اجتماعات اللجنة الثلاثية (اللبنانية- الاسرائيلية- اليونيفيل) في الناقورة؛ مع ترك البحث في مصير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا الى مرحلة لاحقة". من جهته، أكّد مرجع مسؤول لـ"الجمهورية"، "وجود اعتراضات جوهرية على مضمونها"، مشدّدًا على "التمسّك بالقرار 1701، وبأنّ الحل قائم عبر التطبيق الكامل لمندرجاته بحرفيتها، ولبنان ملتزم بهذا القرار ومتطلباته، فيما المطلوب إلزام اسرائيل به وبعدم خرقه". وركّز على "اننا لسنا في حاجة الى ترسيمٍ جديد للحدود، فحدود لبنان معروفة، والمطلوب هو ان تنسحب اسرائيل من نقطة الـ"b1"، ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر، والنقاط التي تتعدى عليها على الخط الازرق"، مشيرًا إلى أنّ "لا مجال الآن لبحث اي صيَغ، وموقف لبنان واضح لناحية رفض البحث في اي ترتيبات او اجراءات حول المنطقة الحدودية والقرار 1701، قبل وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ولبنان. وهو ما تم إبلاغه للموفدين الاجانب، لا سيما للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين". ولفت المرجع إلى أنّ "قبل الحديث عن اي مشاريع حلول، لبنان ملتزم بصورة نهائية بالقرار 1701، وما يطالبون به في الاوراق التي تُقدّم هو إجراءات من الجانب اللبناني حصراً، فيما لا تلحظ هذه الاوراق أي إجراءات او خطوات مقابلة في الجانب الاسرائيلي، ويقولون بوجوب التزام بالقرار 1701؛ ونحن بالتأكيد ملتزمون به". وبيّن أنّ "السؤال الذي نطرحه على كل الوسطاء أيّاً كانت جنسياتهم: مَن يضمن منكم أن تلتزم اسرائيل بالقرار 1701، ووقف اعتداءاتها على لبنان وخروقاتها لهذا القرار؟ ولدينا تجربة صريحة منذ العام 2006، حيث قامت اسرائيل بما يزيد عن 30 ألف خرق، بحسب احصاءات الجيش اللبناني. ومَن يضمن مِن دولكم تقديم الدعم اللازم للجيش وتعزيزه بالسلاح لتمكينه من أداء المهمة المطلوبة منه على الحدود في منطقة القرار 1701؟". بدورها، ذكرت صحيفة "الشّرق الأوسط"، أنّ "انقطاع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين عن التواصل مع حكومة تصريف الأعمال، وغيابه المتعمّد عن المشهد العسكري المشتعل بين إسرائيل و"حزب الله"، طرح أكثر من سؤال حول الأسباب الكامنة وراء غيابه عن السمع، وما إذا كان قرر تعليق وساطته الهادفة إلى تهيئة الشروط السياسية لتطبيق القرار الدولي 1701، على أن يعود مجدداً إلى تشغيل محركاته بين بيروت وتل أبيب، في حال توصل اللقاء الرباعي الذي استضافته باريس إلى "هدنة رمضانية". وأكّدت مصادر وزارية لـ"الشرق الأوسط"، أنّ "هوكشتاين قرّر تجميد وساطته، ريثما يتم التوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة، ليكون في وسعه أن يبني على الشيء مقتضاه، خصوصاً ألا مجال أمام تسويق الورقة الفرنسية لبنانياً، بعد أن قررت باريس تبنيها بصورة رسمية، باعتبار أنها ليست متوازنة من وجهة نظر "حزب الله"، في حين أنها تلقى تفهُّماً من الحكومة اللبنانية؛ كونها لا تؤدي إلى تهدئة الوضع على الجبهة الشمالية كبديل للقرار 1701". وأفادت بأنّ "الحكومة تنتظر بفارغ الصبر أن يؤدي اجتماع باريس إلى إحلال هدنة مديدة في غزة، يُفترض أن تنسحب على جنوب لبنان، وتفتح الباب أمام الوسيط الأميركي ليعاود وساطته". وتوقّفت أمام "موقف "حزب الله" في مساندته لحركة "حماس" في غزة، موضحةً أنّه "لا يزال يلتزم بعدم توسيع الحرب، وهو يتناغم في موقفه مع إيران، برغم أن إسرائيل تستدرجه لتوسعتها، وتتمادى في توسيع مروحة اعتداءاتها التي تجاوزت الخطوط الحمر وتخطت قواعد الاشتباك، واضطرار الحزب للتعامل معها بالمثل في استهدافه مواقع عسكرية وأمنية تقع في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة". في هذا السياق، شدّد مصدر بارز في "الثنائي الشيعي" (حزب الله وحركة أمل) لـ"الشّرق الأوشط"، على أنّ "الحزب يضطر غالباً لتجاوز الخطوط الحمر في ردّه على الاعتداءات الإسرائيلية، لكنه لن يُستدرج لتوسعة الحرب، لأنه انطلاقاً من قراره بعدم الوقوع في فخ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يستدرجه لتوسعتها". وركّز على أنّ "تل أبيب بدأت منذ فترة باستهداف عدد من البلدات الجنوبية الأمامية الواقعة على امتداد الجبهة الشمالية، بتدمير مبرمج لتحويلها إلى منطقة يصعب على سكانها الإقامة فيها، خصوصاً أن الاعتداءات الإسرائيلية تركّز على الوحدات السكنية المطلة على المستعمرات والمستوطنات في إسرائيل، بذريعة منعها مقاتلي الحزب من التسلُّل إليها واستخدامها في توجيه ضرباتهم للمواقع الإسرائيلية المتمركزة فيها". وأشار المصدر نفسه، إلى أنّ "تل أبيب تراهن، بتدميرها لهذه الوحدات السكنية الواقعة على تماس مباشر مع المستعمرات والمستوطنات الإسرائيلية، على إحراج الحزب تمهيداً لاستدراجه لتوسيع الحرب". وبيّن أن "تل أبيب ماضية في تحويل القسم الأكبر من البلدات والقرى الواقعة في جنوب الليطاني، إلى منطقة منكوبة غير مأهولة، وصولاً لتعديل القرار 1701 كأمر واقع، لأن تعديله رسمياً يحتاج إلى موافقة مجلس الأمن الدولي، الذي يواجه صعوبة طالما أن روسيا والصين، العضوين الدائمين فيه، ليسا في وارد تعديله بممارستهما باستخدام حق الفيتو" وبالتالي يبقى القرار 1701 بحالته الراهنة الناظم الوحيد لتحديد الحدود اللبنانية - الإسرائيلية". وأكّد أنّ "حزب الله ليس في وارد التدحرج لتوسعة الحرب التي تُجمع غالبية الجهات اللبنانية على تفاديها، خصوصاً أنها لا تحظى بغطاء لبناني وتأخذ البلد إلى مكان لا يريده في ظل الأوضاع المأزومة التي يتخبط فيها". في السّياق، لفتت مصادر المعارضة لـ"الشرق الأوسط"، إلى أنّها "تأخذ على "حزب الله" تفرُّده بقرار الحرب والسلم الذي يُفترض أن يبقى بيد الحكومة، التي يتوجب عليها أن تبادر لاسترداد دورها، بتوليها قيادة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل برعاية دولية لتطبيق القرار 1701، بدلاً من قيامها بدور الوسيط الناقل للرسائل بين الحزب والجهات الدولية والإقليمية المعنية بعودة الاستقرار إلى لبنان، شرط أن تقول بوضوح؛ ماذا تريد؟ وكيف ترى الحل لوضع حد للمواجهة المشتعلة في الجنوب؟". كانت هذه تفاصيل خبر في صحف اليوم: اعتراضات وتعاطٍ حذر مع خريطة الحل الفرنسية وهوكشتاين جمّد وساطته بانتظار الهدنة بغزة لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد. كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
مشاركة :