رسمت جنازة الشهيد العقيد كتاب ماجد الحمادي، الذي طاولته أول من أمس أيد غادرة، لوحة تآزر بين الوطن وأبنائه، ورسالة بأن «يد الغدر مهما حاولت فلن تخترق وحدة الصف»، إلا أن المنظر الأكثر تأثيراً شهدته مقبرة الدوادمي أمس (الأربعاء) عند تشييعه إلى مثواه الأخير، إذ حضرت عبارة دوّت في أرجائها: «حسبي الله على من تسلط عليه». وكان أن شارك جُلّ سكان محافظة الدوادمي (شمال غربي الرياض) والقرى والمحافظات المجاورة لها في تشييع «الحمادي»، الذي استشهد وهو في طريقه إلى عمله بالقويعية منطلقاً من مقر سكنه بمركز عرجاء بالدوادمي، إذ امتلأ مسجد الراجحي منذ دخول وقت صلاة الظهر وارتفاع المآذن في وسط مدينة الدوادمي، ولوحظ أن جميع المصلين رفعوا أيديهم يدعون بأن «يرحم الله العقيد كتاب الحمادي وينزله منزلة الشهداء»، والأمر ذاته شهدته المقبرة، في حضور كبير، قال بعضهم إن «الدوادمي لم تشهد من قبل حضوراً مهيباً لتشييع جنازة مثل هذا الحضور». (للمزيد) وبدت الدوادمي أمس شاحبة، ولا حديث بين سكانها إلا عن تلك الفاجعة، وكانت نهاية كل حديث عابر عن فضائل العقيد الحمادي، وكيف أن مآثره ودماثة خلقه وتواصله الدائم مع المحيطين به لم ينقطع، على رغم تنقله بين مدينة وأخرى أثناء خدمته العسكرية. ويشير عدد ممن شارك في التشييع إلى أن التنظيم المتطرف الآثم، حتى وإن تمكن من الغدر الذي هو ديدنه، فإن الجميع يزدادون يوماً بعد آخر يقيناً بأنه مُهدد للأمن لا يمثل ديناً، وأن استئصاله واجب، ومهما حدث فلن يتمكن من تفرقتنا، وإن حاول فإن الجميع يقف صفاً واحداً ليحول دون أية غاية يسعى إلى تحقيقها، ورجل الأمن سيكون له بالمرصاد بسلاحه، والمواطن العادي سيحاصره بوعيه، أو بدعوة صادقة تقرع أبواب السماء. وكانت وزارة الداخلية أوضحت في تصريح، على لسان المتحدث باسمها اللواء منصور التركي، أنه «عند الثامنة والنصف من صباح أول من أمس (الثلثاء) تعرض العقيد كتاب ماجد الحمادي لإطلاق نار من مصدر مجهول في مركز عرجا في محافظة الدوادمي، نتج منه استشهاده». وتبنى تنظيم «داعش» المتطرف العملية.
مشاركة :