لم يخطر ببال زينب الناصر وهي تجلس بين جمهور حفل ختام مهرجان "أفلام السعودية" أن يُعلن اسمها فائزة بجائزة النخلة الذهبية. الكاتبة السعودية الشابة لم تصدق وهي ترى ثاني نص سيناريو تكتبه يفوز في مسابقة السيناريو بعد أن كتبت نصاً بعنوان "مخيال" أخرجه الفنان محمد سلمان العام الماضي. "ثوب العرس" هو اسم السيناريو الفائز في الدورة الأخيرة والذي اختارته لجنة التحكيم بين خمسة وخمسين سيناريو مكتوب تقدم للمسابقة، غير أن لجنة التحكيم انحازت لهذا النص الذي يدور حول قصة خياطة أربعينية في قرية صغيرة تلاحظ أنه كلما خاطت ثوباً لامرأة في القرية ماتت، ليأتي موعد زواج ابنتها الوحيدة فتضطر لخياطة ثوبها بنفسها وهي تعلم بالمصير الذي سيؤول له هذا الفعل. النص حسب زينب الناصر خضع لمراجعة وإعادة كتابة امتدت لأشهر، نتج عنها اثنتا عشرة مسودة إلى أن استقرت على المسودة الأخيرة، الفائزة، وهي تقدم نصاً مغرقاً في الخيال يحيلنا في مكان ما، إلى عوالم ألف ليلة وليلة والأجواء الغرائبية التي تمزج الواقع بالخرافة بأسلوب فني لم يخل من البساطة. ولكن ماذا عن توجهها لكتابة السيناريو؟ تجيب الكاتبة الشابة بأن البداية كانت من انضمامها لجماعة الأفلام التابع لنادي الفنون بالقطيف عام 2013: "حيث دخلت في ورشة كتابة السيناريو عند المخرج محمد سلمان". وعن هذه المرحلة تقول: "العمل مع جماعة الأفلام كان جاداً ومثمراً والمخرج محمد سلمان كان قاسياً وصارماً في العمل لذا أنا مدينة له لأنه هو من أدخلني هذا العالم الجميل". مضيفة: "الورشة الأخرى كانت مع السينارست الإماراتي محمد حسن أحمد، في الدورة الثانية من مهرجان "أفلام السعودية"، حينها سألني الكاتب الإماراتي: ليش جايه؟ بعد أن لاحظ امتلاكي للعديد من الأدوات المؤهلة لكتابة السيناريو". مشيرة إلى أن هذه البداية والدعم "هو الذي دفعني لأن أثق بموهبتي وأحاول صقلها من خلال القراءة والمشاهدة المستمرة". زينب التي بدأت علاقتها بالكتابة الأدبية والثقافية منذ سن الثانية عشرة، تعكف حالياً على إنهاء دراستها الأكاديمية والتفرغ لكتابة مشروع فيلم تخطط لكتابته. أما عن مستقبل السيناريو الفائز "ثوب العرس" فتقول: "كلمني ثلاثة مخرجين، لكني لن أخاطر وأتسرع بتنفيذه ما لم أقتنع بالقدر الكافي أن المخرج الذي سيأخذه قادر على تجسيده بالصورة الفنية المناسبة". مشيرة إلى أنها تميل لأن يخرج النص مخرجة "كون المرأة ستلامس الحساسية الأنثوية في السيناريو والحكاية أو أن يخرجه مخرج على قدر من الوعي بهذا الجانب الذي يمس المرأة".
مشاركة :