طالبت دراسة بحثية علمية بضرورة تبني التخطيطِ الإستراتيجيِ في الجهاتِ الدعويةِ بالمملكة ليساعدهَا على معرفةِ ومواكبةِ بيئتِها الداخليةِ والخارجيةِ ومتابعةِ متغيراتِها المؤثرةِ على عملِها، والعملِ وفقَ منظورٍ إستراتيجي واضحٍ. وبينت الدراسةِ التي حملت عنوان "التخطيط استراتيجي في العمل الدعوي" وحصل بموجبها الباحث عبدالله آل دحوان على درجة الدكتوراة من جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية مؤخراً، بينت إن من أبرزَ معوقاِت التخطيطِ الإستراتيجي في الجهاتِ الدعويةِ نقصُ العناصرِ البشريةِ المؤهلةِ لتنفيذِ الخطةِ الإستراتيجيةِ، وعدمُ التوازنِ بين الإمكاناتِ الماديةِ وحجمِ الخططِ الإستراتيجيةِ، وضعفُ امتلاكِ التفكيرِ الإستراتيجي لدى بعض قيادات العملِ الدعوي. وقد أوصت الدراسة بضرورة بناء نظامِ معلوماتٍ إستراتيجيٍ شاملٍ في الجهاتِ الدعويةِ يزودُ متخذي القرارِ فيها بالمعلوماتِ المتعلقةِ بالدعوةِ بصفةٍ عامةٍ وبيئتِها الخارجيةِ بصفةٍ خاصةٍ، يستطيعون من خلاله تكوينَ رؤيةٍ واضحةٍ وشاملةٍ تساعدُهم على اتخاذِ القراراتِ الدعويةِ الصائبةِ، وشددت على أهمية تنسيقُ الجهاتِ الدعويةِ مع وزارةِ الشؤونِ الإسلاميةِ والأوقافِ والدعوةِ والإرشادِ لربط خططِها الإستراتيجيةِ بالتوجهاتِ الإستراتيجيةِ للوزارةِ بحكمِ أن الوزارةَ تعدُ المظلةَ للدعوةِ إلى الله تعالى في المملكةِ . وكان من أهم أهداف هذه الدراسة الوقوفُ على واقعِ ممارسةِ التخطيطِ الإستراتيجيِ في الجهاتِ الدعويةِ، وعلى مدى وضوحِ مفهومِ التخطيطِ الإستراتيجيِ لدى قياداتِ الجهاتِ الدعويةِ، وكذلك رصدُ المعوقاتِ التي تواجهُ التخطيطِ الإستراتيجيِ في الجهاتِ الدعويةِ ووضعِ الحلولِ المناسبةِ لها. وجاءت أهم النتائج التي خرجت بها الدراسة قناعة الجهاتِ الدعويةِ بأهميةِ التخطيطِ الإستراتيجيِ وحرصهم عليه كأداةٍ مهمةٍ في تطويرِ أعمالِهم الدعويةِ، كما تبين من الدراسةِ وجودُ ضعفٍ في بعضِ جوانبِ التخطيِط الإستراتيجي لدى الجهاتِ الدعويةِ التي لديها خطةٌ وكذلك أهمية وضع الإستراتيجياتِ المناسبةِ التي تتلاءمُ مع قدراتِ البيئةِ الداخليةِ وظروفِ البيئةِ الخارجيةِ. وقد أشرف على هذه الرسالةِ الشيخِ د. سليمانَ الحبس عميدِ المعهدِ العالي للدعوةِ والاحتسابِ.
مشاركة :