الهجمة الإعلامية الشرسة الجائرة التي تتعرض لها المملكة هي نوع من السعار والهستيريا والتوجس غير الحميد والسلوك الشائن المجافي للواقع والمنطق تماماً، مصدره أن المملكة تعاطت مع الأحداث والمتغيرات الإقليمية والدولية، بنوع من الحزم والقوة والمسئولية والدراية الكاملة والقراءة الدقيقة المتريثة. إن من يغذون تلك الهجمة ويقفون وراءها؛ سواء بعض الجهات الغربية أو إيران وأبواقها في المنطقة، ربما نسوا أو تناسوا أن المملكة هي حامية حمى الحرمين الشريفين، وحاملة لواء الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وبالتالي، فهي معنية في المقام الأول بالحفاظ على مصالح المسلمين، ووحدة كلمتهم وحماية مشاعرهم المقدسة، وقد قطعت المملكة على نفسها عهداً أمام العالم، أنها لن تتهاون في مكافحة الإرهاب، مهما كلفها ذلك، ومهما اختلف لونه أو شكله أو مكانه وزمانه، ولطالما اكتوت بنار الإرهاب على أكثر من صعيد، وأزهقت أرواح العديد من أبنائها من مدنيين وعناصر أمنية على مدى سنوات، ودفعت ثمن الإرهاب غالياً من منشآتها ومواردها. هذه الأبواق المأجورة والهجمات المغرضة، ساءها ما تقوم به المملكة من خطوات لتصحيح الأوضاع، وبسط العدل، وإنصاف المظلومين، ومحاربة المفسدين في الأرض، باختلاف مسمياتهم وانتماءاتهم وجنسياتهم، فهؤلاء يريدون للمملكة أن تركن وتستكين لمجريات الواقع الذي يفرضه الطامعون، وتستسلم للظلم والاعتداء والاستفزاز الذي ظل يتكرر ويتمادى مع صبر المملكة وحكمتها. هذه الهستيريا سببها أن المملكة عقدت العزم وانتهجت الحزم وتصدت لمسئولية تاريخية تحفظ بها أرض الحرمين الشريفين، ومصالح حلفائها وجيرانها، وتحمي حدودها من كل طامع ومعتد، وهذا واجب تمليه مكانتها الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والأمنية والروحية، وكذلك دورها الريادي والقيادي المؤثر في تجنيب العالم الكثير من المخاطر والمهددات. وترجمت المملكة ذلك من خلال إقامة التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن استجابة لنداء الحكومة الشرعية وأبناء اليمن الشقيق، ولدحر المتمردين الانقلابيين الحوثيين حلفاء الصفويين الطامعين التوسعيين، وكذلك إنشاء التحالف العسكري الاسلامي لمحاربة الارهاب، والتكتل الذي يضم20 دولة لإقامة مناورات رعد الشمال في محافظة حفر الباطن، كأكبر مناورة عسكرية تشهدها المنطقة. المملكة دولة محورية مؤثرة وفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي، وحريصة وقادرة على أداء دورها ورسالتها بجدارة، وهذا التحول الكبير والتغيير الايجابي لصالح السلم والأمن والعدل تم في وقت وجيز، وبقدرات هائلة وبتنظيم دقيق، وهذا أذهل أعداء الأمن والاستقرار والسلام، وجاءت ردة فعلهم السلبية متمثلة في الهجمة الاعلامية الشرسة غير المبررة التي أسفرت عن نواياهم الحقيقية، وأكدت نجاح المملكة في مسعاها.
مشاركة :