وضعت السلطات الروسية كل الوحدات المسؤولة عن ضمان أمن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها مدينة سوتشي من 7 إلى 23 شباط (فبراير) المقبل في حال تأهب بدءاً من أمس، وشددت القيود على دخول المدينة التي تقع بين ساحل البحر الأسود وجبال القوقاز. وتأتي تدابير الأمن التي لا سابق لها في التاريخ الأولمبي وتعتبر أكبر من تلك خلال الألعاب الأولمبية الصيفية في بكين عام 2008، وسط اشتداد المخاوف من حصول اعتداءات إثر هجومين انتحاريين استهدفا محطة قطارات وباصاً كهربائياً في مدينة فولغاغراد (جنوب)، وأسفرا عن 34 قتيلاً على الأقل. وبات دخول جميع السائقين إلى سوتشي يخضع لتدقيق شديد، فيما منع دخول السيارات المقبلة من الخارج إلى المدينة التي يسكنها 350 ألف شخص، بلا إذن خاص يمكن رؤيته من الزجاج الأمامي، وفق صور بثها التلفزيون الروسي. وحصلت حوالى 12 ألف سيارة على إذن بالدخول إلى سوتشي، بينها 3 آلاف لتسليم مواد ضرورية و9 آلاف للوصول إلى المواقع الأولمبية. وستخصص «طرق أولمبية» للسيارات التي تحمل إذناً خاصاً في المدينة، مع تحديد غرامة مقدارها خمسة آلاف روبل (110 يورو) للمخالفين. وفضلاً عن وسائل النقل البري، فرضت قيود على حركة الملاحة في البحر الأسود، كما فرضت رقابة من الجو مع جهاز متصل بالقمر الاصطناعي، إضافة إلى عشرات الطائرات بلا طيار. وسيُجهز سلاح الجو بمنظومات دفاعية مضادة للطيران من طراز «بانتسير - إس»، وهي جيل جديد من صواريخ أرض - جو. وعزز آلاف من رجال الأمن انتشارهم في المنتجع السياحي. وستُجرى تعبئة حوالى 37 ألف شرطي ووحدات من سلاح البر لتولي مسؤولية الأمن خلال الدورة، فيما ستراقب السلطات كل الاتصالات بفضل نظام يسمح لجهاز الأمن الفيديرالي بالوصول إلى كل المكالمات الهاتفية ومواقع الإنترنت. وفيما تعد الدورة أهم حدث دولي تنظمه روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي في 1991، ويوليها الرئيس فلاديمير بوتين أهمية خاصة، إذ يريد أن يجعلها واجهة لروسيا، لكن قادة غربيين سيقاطعونها، بينهم الرئيسان الفرنسي والألماني، احتجاجاً على انتهاكات حقوق الإنسان في روسيا التي تندد بها منظمات غير حكومية. وقد تقررت هذه التدابير الأمنية الاستثنائية منذ مدة طويلة، لمواجهة خطر الإرهاب، خصوصاً بعد دعوة زعيم التمرد الإسلامي في القوقاز، دوكو عمروف، في تموز (يوليو) الماضي، إلى تعطيل الألعاب «بكل الوسائل». لكن المخاوف من شن ناشطين إسلاميين هجمات أثناء الألعاب تنامت إثر الهجومين الانتحاريين في فولغاغراد التي تبعد حوالى 700 كيلومتر عن سوتشي. وكانت الولايات المتحدة أعلنت الأسبوع الماضـي اســتعدادها لمسـاعدة روسيـا في تـوفـير أمن الألعاب الأولمبية إذا تسـلمت «طلباً» في هذا الشأن.
مشاركة :