وبعد أربعة أيّام على ضمان فوزه بترشيح الحزب الجمهوري، حذر ترامب أيضا من "حمام دم" إذا لم ينتخب لكن في إطار تعليقات له عن قطاع صناعة السيارات الأميركي. وقال ترامب في تجمع في فانداليا بولاية أوهايو إن "الموعد - تذكروا ذلك الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر - أعتقد أنه سيكون الأهم في تاريخ بلدنا"، مؤكدا من جديد أن خصمه الديموقراطي جو بايدن هو "أسوأ" رئيس للبلاد. وانتقد ترامب ما وصفه بأنه خطط صينية لإنتاج سيارات في المكسيك وبيعها للأميركيين. وقال "سنفرض رسما نسبته مئة بالمئة على كل سيارة تعبر الخط، ولن تتمكنوا من بيع هذه السيارات إذا انتخبت" رئيسا. واضاف "إذا لم يتم انتخابي، فسيكون ذلك حمام دم للجميع - سيكون هذا أقل ما في الأمر، سيكون حمام دم للبلاد. سيكون هذا أقل ما في الأمر. لكنهم لن يتمكنوا من بيع هذه السيارات". وبينما لقيت تعليقات ترامب رواجا واسعا على وسائل التوصال الاجتماعي، وصفت حملة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن في بيان، الرئيس الجمهوري السابق بأنه "خاسر" في اقتراع 2020 و"يضاعف تهديداته بالعنف السياسي". وقال البيان إن ترامب "يريد 6 كانون الثاني/يناير ثانيًا، لكنّ الشعب الأميركي سيلحق به هزيمة انتخابيّة أخرى في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، لأنّهم (الناخبون) يواصلون رفض تطرّفه وحبّه للعنف وتعطّشه للانتقام"، في إشارة منها إلى اقتحام أنصار الرئيس السابق لمبنى الكونغرس (الكابيتول) في 2021. في وقت لاحق، تحدّث بايدن في مأدبة عشاء بواشنطن حذّر خلالها أيضا من "لحظة غير مسبوقة في التاريخ". وقال بايدن إن "الحرّية تتعرّض لاعتداء (...) الأكاذيب حول انتخابات 2020 والمؤامرة لقلب نتائجها واحتضان تمرّد 6 كانون الثاني/يناير تشكّل أكبر تهديد لديموقراطيّتنا منذ الحرب الأهليّة الأميركيّة". أضاف "في عام 2020 فشلوا لكنّ (...) التهديد لا يزال قائما". وحاول بايدن (81 عاما) تهدئة المخاوف من سنه المتقدمة. وقال مخففا من حدّة خطابه بشيء من الدعابة "ثمّة مرشّح كبير في السنّ وغير مؤهّل عقليا ليكون رئيسا. الرجل الآخَر هو أنا". قضية الحدود فاز كل من الجمهوري ترامب والديموقراطي بايدن خلال الشهر الجاري بعدد كاف من المندوبين يضمن ترشيحه باسم حزبه للسباق الرئاسي لعام 2024، مما سيؤدي إلى واحدة من أطول الحملات الانتخابية في تاريخ الولايات المتحدة قد تكون شبيهة بتلك التي جرت في انتخابات 2020. ومن بين القضايا التي يركز عليها ترامب في حملته الانتخابية الإصلاح الشامل لما يسميه سياسات الهجرة "المرعبة" التي ينتهجها بايدن، على الرغم من نجاح الرئيس السابق في الضغط على الجمهوريين لمنع تبني مشروع قانون في الكونغرس يتضمن أصعب إجراءات أمنية للحدود منذ عقود. وتحدث ترامب السبت عن مسألة الحدود لاستمالة أقليات تصوت تقليديا للديموقراطيين. وقال إن بايدن "طعن الناخبين الأميركيين من أصل أفريقي في الظهر مرارا" من خلال منح تصاريح عمل "لملايين" المهاجرين، محذرا من أنهم هم والأميركيون من أصل إسباني "من سيُعانون أكثر من سواهم". وكانت أوهايو تعتبر لعقود ولاية رائدة في المعركة، على الرغم من أنها أصبحت أكثر ميلاً إلى الحزب الجمهوري منذ فوز ترامب بالبيت الأبيض في 2016. "لن ننحني" وفي تصريحاته، انتقد بايدن الجمهوريين في الكونغرس الذين أطلقوا تحقيقًا في النشاطات التجارية لنجله. وقال إنهم "يفضلون الفشل في المساءلة على النجاح في أي شيء آخر". وأضاف أن رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار الذي كان يجلس على الطاولة الرئيسية مع بايدن عشية عيد القديس باتريك "ألقى نظرة واحدة على الكونغرس وطلب موسوعة غينيس أخرى". وطالب كل من فارادكار وبايدن خلال اجتماع في البيت الأبيض الجمعة الجمهوريين في الكونغرس بالتوقف عن منع المساعدات العسكرية لأوكرانيا لمحاربة الغزو الروسي. لكن بايدن عاد بعد ذلك إلى ترامب قائلا إن الحملة الانتخابية للديموقراطيين ستظهر كيف أعادوا بناء الاقتصاد الأميركي بعد جائحة كوفيد-19 "من دون تشجيع الشعب الأميركي على استخدام المنظفات". ويشير بايدن إلى حادثة سأل ترامب خلالها أحد كبار المستشارين الطبيين عما إذا كان من الممكن حقن ضحايا الفيروس بمطهر لعلاجهم. وأضاف بايدن "أتمنى أن تكون هذه نكات، لكنها ليست كذلك"، معتبرا أن "الديموقراطية والحرية تتعرضان لهجوم (...) بوتين يسير في أوروبا وسلفي ينحني أمامه ويقول: إفعل ما تريد". وتوجه إلى رئيسة حكومة إستونيا كايا كالاس وهي من أشد المنتقدين لروسيا، وتجلس على طاولته أيضا، قائلا "لن ننحني، لن ننحني، وأنا لن أنحني". وأضاف أن ادعاءات ترامب الكاذبة بفوزه في انتخابات 2020 واعتداء مثيري الشغب المؤيدين لترامب على الكونغرس في كانون الثاني/يناير، كشفا أن هناك "سمًا يسري في عروق ديموقراطيتنا". وعبر عن دعمه للصحافيين الذين هاجمهم ترامب مرارا، وقال "أنتم لستم أعداء الشعب. أنتم إحدى ركائز أي مجتمع حر".
مشاركة :