من الأهرامات المصرية، وكولوسيوم روما، إلى دار سيدني للأوبرا وبرج خليفة، يمتلئ العالم بأمثلة رائعة للهندسة المعمارية، والتي تجعلنا نتساءل حول الوحي الذي ألهم هذه الإبداعات، والجهود الجبارة التي تظافرت لتحويل الفكرة إلى واقع يسرق الأبصار في كل زمان. لكن بحسب المهندس المعماري الشهير عالمياً دانيل ليبيسكيند، فإن هذا النوع من الهندسة المعمارية المتفردة والمتميزة يواجه خطراً أمام انتشار ظواهر معينة، مثل تحويل الهندسة المعمارية إلى أمر تجاري واستهلاكي يجعل المهندس المعماري مجرد موظف أكثر من كونه فناناً متفرداً. وطوال مشواره المهني، قام ليبيسكيند بتصميم مبانٍ تلمس مشاعر الناس وتشعره بأنه حقق رؤيته ومشاعره كفنان من خلال التصميم. وقال ليبيسكيند إن "التعبير الشخصي هو ما يجعل البشر مختلفين عن الحيوانات. هو ما يميزنا كجنس بشري،" مضيفاً أن "التفرّد بات كلمة "وسخة في عالم الهندسة المعمارية." ورغم تميز الكثير من المهندسين المعماريين بتصاميمهم، إلا أن غالبية مخططي المدن والمطورين يفضلون توفير الوقت والجهد والعمل على تصاميم ذات كلفة بسيطة لتجنب أي مفاجآت غير مرغوب بها. والنتيجة هي انتشار واسع للتصاميم السهلة التي تفتقر للتميز، والتي تعج بها المدن الحديثة. وبحسب المهندس المعماري البريطاني والكاتب سام جيكوب، فإن "أنظمة وبروتوكولات البناء أصبحت بيروقراطية بشكل متزايد، ما يقمع أي شعور بالتفرّد." وتشاهدون في معرض الصور أعلاه مجموعة من الأعمال الهندسية الخالدة التي تعتبر أمثلة للإبداع البشري، والتي أدرجت جميعها ضمن لائحة مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليوينسكو.
مشاركة :