اثنان وعشرون عاما مرت على الإبادة الجماعية التي عصفت برواندا في السابع من أبريل/نيسان من العام ألف وتسعمائة وأربعة وتسعين وأودت بحياة أكثر من ثمانمائة ألف شخص، غالبيتهم الساحقة من قبائل الـ: توتسي وقلة من المتسامحين والمعتدلين من نظرائهم الـ: هوت والـ: تْوَا في عملية تطهير عرقي فظيعة كَلَّلَتْ تجاوزات عديدة مهدت لها. وقد ارتُكبتْ هذه الجرائم من طرف ميليشيات الـ: هوتو التي قتلتْ في المجموع نحو مليون شخص خلال مائة يوم من المذابح. المستشار الخاص لدى الأمين العام للأمم المتحدة للوقاية من المجازر آدمَة دْيينْغ قال بمناسبة هذه الذكرى الأليمة: الإبادة الجماعية لا تحدث بين ليلة وضحاها بل تستغرق وقتا وتتطلب موارد وتخطيطا، ونحن نعرف أن الإبادة تسبقها عادة تجاوزات خطيرة في مجال حقوق الإنسان. إننا بحاجة لاستثمار وقت أطْول لتذكير القادة بدورهم في إدارة التنوع بالكيفية الأكثر بناءة. ومنذ ارتكاب هذه الجرائم، تمت محاكمة العشرات من مرتكبيها لدى القضاء الدولي وإدانتهم، فيما ما يزال عدد هام من الجُناة مبحوثا عنهم حيث وضعتْ قائمة بأسمائهم وصُوَرهم بمكافأة قُدِّرتْ بخمسة ملايين الدولارات لمَن يساعد على اعتقالهم. آخر مَن تم القبض عليهم من هؤلاء السفاحين هو لاديسلاس نْتاغانْزْوَا الذي تم توقيفه في جمهورية الكونغو الديمقراطية نهاية العام الماضي قبل تحويله إلى رواندا في شهر مارس/آذار من العام الجاري. التواطآت المباشِرة وير المباشرة مع المجرمين ما زالت مسكوتا عليها.
مشاركة :