لم تكن ليلة السبت ١٤ شعبان ١٤٤٥هـ ليلة عابرة تلك التي عبر بها نادي الباحه الأدبي الثقافي بجمهوره قرابة ١٠٠ عام من خلال ذاكرة رجل الوطن المخلص الشيخ يحيى بن محمد بالقرون، والذي رحب بالنادي وبالمثقفين وبالحضور بمنزله بمدينة قلوة.. قائلاً: "حياكم الله في بيتكم كعادته".. حيث كان في تلك الليلة ضيفاً ومضيّفاً، وكان النادي مستضيفاً وضيفاً في ذات الوقت.وفي بداية كلمته في الحفل، هنأ رئيس النادي الأدبي بالباحة الأستاذ حسن بن محمد الزهراني، القيادة والشعب بذكرى يوم التأسيس، وقال: نحن تعودنا في نادي الباحة الأدبي أن نحتفل بيوم التأسيس واليوم الوطني والأيام الثقافية والاجتماعية بطريقتنا المختلفة التي نبحث فيها عن كل جديد ومختلف ومفيد، ومن خلال برنامج النادي "رموز في الذاكرة" والذي نحتفي فيه برموز منطقة الباحة في مختلف التخصّصات من كان حياً منهم ومن انتقل إلى رحمة الله، وفي إطار هذا البرنامج لدينا مبادرة نبيلة بعنوان "من حقهم علينا" نحتفي فيها برموز المنطقة الكبار في منازلهم تقديراً وإجلالاً لهم. نستمع منهم إلى تجاربهم الثرية التي يستفيد منها الجيل على مختلف فئاته، ونحن في هذا المساء نحتفي بذاكرة وطنية غالية قدمت للوطن وللباحة الكثير، ولا يسعنا إلا أن نشكر الشيخ يحيى على كرمه وترحابه، ولا يفوتني أن أشكر الصديق العزيز والإعلامي القدير الأستاذ علي بن يحيى بالقرون الذي تولى التنسيق لهذا المساء. ذكريات الطفولة وإلى عهدنا الزاهرثم ألقيت قصيدة وطنية، ثم انتقل الحديث إلى مدير الأمسية علي بالقرون والذي رحَّب بالجميع وشكر نادي الباحة الأدبي والحضور، ثم بدأ يحاور والده الشيخ يحيى حول تفاصيل حياته منذ الطفولة إلى هذا العهد الزاهر، وكان الحديث شيقاً تحدث الشيخ عن مرحلة الطفولة والعصامية التي عاشها وجيله في تلك الفترة العصبية، وبعد ذلك انتقل حديثه عن مرحلة الدراسة والمدرسة الأميرية كأول مدرسة اُفتتحت في قلوة في مطلع السبعينيات الهجرية، وأدهش الحضور بالحديث عن أول صف دراسي درس فيه والمعلم الذي كان يعطيهم الدروس والزملاء والسنوات الأربع التي درسها والشهادة التي نالها وأصبح بعدها معلماً وفي نفس المدرسة ثم المدرسة القرعاوية، ثم واصل حديثه عن وصول أول معلم من خارج المملكة إلى قلوة والذي كان كما قال الشيخ يطلقون عليه "المقاول" وتسليمه للمدرسة في نفس الليله التي وصل فيها، كما تحدث الشيخ بكل اعتزاز عن النقله الحضارية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية من عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أمد الله في عمره. القيم النبيلة والعادات الأصيلةوتحدث أيضاً عن زياره الملك سعود لمنطقه الباحة وما كان لها من آثار قيّمة على المنطقة، وتحدث عن زيارته وخمسة من مشايخ القبائل في تهامة للملك فيصل في قصر الحمراء إذ كانو يطالبون بخدمات لقلوة وكل ما جاورها من قرى، وتحدث أيضاً باعجاب واعتزاز عن سرعة الاستجابة من ولاة الأمر ووصول الخدمات التي طالبوا بها في وقت وجيز. كذلك تحدث عن الكثير من العادات الاجتماعية والأسواق وما كان يدور في تلك الحقبة من القيم النبيلة والعادات الأصيلة والتي ما زال المجتمع السعودي يحافظ عليها.وكان الشيخ يحيى بين كل فقرة وفقرة يحمد الله على ما نحن فيه من نعم ويشكر القيادة الرشيدة التي حافظت على النهج القويم والحرص على توفير الخدمات وتلبية الاحتياجات للشعب السعودي منذ عهد المؤسس إلى هذا اليوم ويحث الجيل على الشكر.ثم فتح الباب للمداخلات التي أثراها بعض مشايخ القبائل الذين رافقوا الشيخ يحيى وبعض المثقفين الذين تحدثوا عنه وعن حرصه على خدمة المجتمع.وفي الختام كرم رئيس النادي الشيخ يحيى، والأستاذ علي والمشاركين في الحفل.
مشاركة :