بيروت - قالت وزارة الخارجية اللبنانية الجمعة في رسالة أن لبنان يرى في المقترح الفرنسي الذي يستهدف إنهاء الأعمال العدائية مع إسرائيل وتسوية النزاع الحدودي "خطوة كبيرة" محتملة نحو السلام وذلك بعد تسليم رد بيروت بشأن المقترح الفرنسي. وتتبادل جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة إطلاق النار مع إسرائيل عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ أكتوبر/تشرين الأول بالتوازي مع حرب غزة. وسعت جهود دبلوماسية إلى وقف الأعمال الحربية لمنع توسع نطاق الصراع في المنطقة. وطُرحت الخطة الفرنسية على لبنان الشهر الماضي حيث تحدد ثلاث مراحل تتوقف فيها العمليات العسكرية، وتسحب الجماعات المسلحة اللبنانية قواتها المقاتلة، وتنتشر قوات الجيش النظامي اللبناني في الجنوب. وكي يتحقق النجاح يتعين حصول أي اتفاق على موافقة حزب الله المدعوم من إيران والمتمتع بنفوذ كبير في الدولة اللبنانية. ويقول حزب الله إنه لن يوقف الاشتباكات مع إسرائيل قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة. وقالت وزارة الخارجية اللبنانية في رسالتها إلى السفارة الفرنسية إن بيروت "تعتقد أن المبادرة الفرنسية قد تكون خطوة كبيرة" نحو السلام والأمن في لبنان والمنطقة. ولم تتناول الرسالة الخطوات المحددة الواردة في المقترح الفرنسي، لكنها قالت إن قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي أنهى الحرب السابقة بين حزب الله وإسرائيل في 2006 يمثل "حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار الدائم". ويدعو قرار مجلس الأمن الأطراف المسلحة غير الحكومية إلى الانسحاب من جنوب لبنان ونشر قوات الجيش اللبناني هناك. وقالت رسالة الخارجية الجمعة إن "لبنان لا يسعى للحرب" لكنه يريد وقف ما وصفته الرسالة بالانتهاكات الإسرائيلية لسيادة أراضي لبنان برا وجوا وبحرا. وأضافت أنه "بمجرد توقف الانتهاكات"، سيلتزم لبنان باستئناف الاجتماعات الثلاثية مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وإسرائيل لمناقشة كل نقاط الخلاف والتوصل إلى اتفاق للتنفيذ الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن 1701. ونقلت وكالة الانباء الرسمية اللبنانية عن وزير الخارجية عبدالله بوحبيب قوله إن "مبادرة فرنسا فيها الكثير من النقاط الجيدة والمقبولة وهناك نقاط تحتاج إلى المزيد من البحث فيها". وتنص المبادرة على انسحاب مقاتلي حزب الله وحلفائهم من مسافة تراوح بين عشرة إلى 12 كيلومترا من الحدود ووقف الانتهاكات الجوية الإسرائيلية. كما تقترح إنشاء لجنة رباعية تضم فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان لمراقبة وقف الأعمال العدائية. ولا يعتقد أن حزب الله سيمتثل لقرار الحكومة اللبنانية بالتهدئة حيث تشير مصادر أنه يتلقى التعليمات من القيادة الايرانية والحرس الثوري الايراني فيما شدد زعيم الحزب حسن نصرالله على ضرورة وقف الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة. ويجري المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين محادثات أيضا مع لبنان للتوصل إلى حل دبلوماسي للقتال على الحدود. وقتل في لبنان منذ بدء التصعيد ما لا يقل عن 322 شخصا، معظمهم من مقاتلي حزب الله و56 مدنيا على الأقل. وفي إسرائيل قُتل عشرة جنود وسبعة مدنيين بحسب الجيش. وأدى القصف المتبادل إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص على جانبي الحدود.