نيويورك – يبدو الملياردير الأميركي ايلون ماسك مصرا على محاصرة روبوت الدردشة "تشات جي بي تي" بكل السبل، اذ ابعد شنه دعوى قضائية على الشركة التي طورته "أوبن ايه آي" اعلن في احدث خطوة الاثنين أن شركته الناشئة "اكس ايه آي" ستجعل هذا الأسبوع برنامجها الذي يستند إليه روبوت الدردشة الخاص بها "غروك"، مصدرا مفتوحا. واعتبر عدد كبير من المراقبين أنّ هذا القرار يشكل ضربة جديدة لشركة "أوبن ايه آي" التي شارك ماسك في تأسيسها عام 2018. لكن ماسك استقال من الشركة عام 2018، وبات حاليا من أبرز منتقديها. وفي العام الفائت، أسس شركته المتخصصة في الذكاء الاصطناعي "إكس إيه آي". وكان ماسك رفع في مطلع آذار/مارس دعوى على "أوبن ايه آي" ومدرائها لانتهاكهم عقدها التأسيسي. وأكد الملياردير انهم اعتمدوا مقاربة تجارية بينما الشركة تأسست في البداية على أنها غير ربحية. وأشار محامو ماسك إلى أنّ "أوبن ايه آي" خرقت العقد التأسيسي برفضها نشر كود أحدث نموذج لغوي لها "جي بي تي 4". وكانت "أوبن إيه آي" تأسست على أنها غير ربحية وترمي إلى العمل من أجل خير البشرية وعلى برامج للذكاء الاصطناعي "مفتوحة المصدر" (متاحة وقابلة للتعديل والاستخدام وإعادة التوزيع). لكن خلافا لهذه الأهداف، لم تنشر الشركة الكود الخاص بأحدث نسخة من برنامجها "جي بي تي 4″، منتهكة بهذا التصرّف "العقد التأسيسي"، وفق ما أكد محامو ماسك في الدعوى. واعتبروا أن العقد التأسيسي بات موضع شك، واتهموا "أوبن إيه آي" بأنهّا تحولت إلى شركة ربحية "مع ما قد يترتب على ذلك من تداعيات كارثية على البشر". وقال محامو ماسك: "لقد تحولت أوبن إيه آي بحكم الواقع إلى شركة فرعية مغلقة المصدر لأكبر شركة تكنولوجيا في العالم هي مايكروسوفت". وباتت "أوبن إيه آي" إحدى أهم الشركات منذ إطلاقها برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي "شات جي بي تي" أواخر عام 2022. وخلال السنوات الأخيرة، استثمرت "مايكروسوفت" نحو 13 مليار دولار في الشركة الناشئة التي أعادت توجيه نفسها مذاك نحو مسار ربحي. وأشارت دعوى ماسك إلى أن "المدعى عليهم اختاروا -خلافا للعقد التأسيسي- استخدام جي بي تي 4 ليس لفائدة البشر، بل كتكنولوجيا حصرية ترمي إلى تحقيق أقصى قدر من الأرباح لأكبر شركة في العالم". وطالب ماسك تحديدا بإزالة "جي بي تي 4" من التصريح الممنوح من "أوبن إيه آي" لمايكروسوفت، بالإضافة إلى الحصول على تعويض لم يحدد قيمته. أما "أوبن ايه آي" فاعتبرت أنّ الدعاوى التي رفعها ماسك ودفاعه عن "المصادر المفتوحة" يعكسان استياءه بعد مغادرته الشركة. وقالت في مستند رُفع إلى المحكمة "بعدما رأى ماسك التقدم التكنولوجي الملحوظ الذي حققته الشركة، بات يريد تحقيق النجاح نفسه". وأضافت ان "ماسك يدعي أنه يلاحق الشركة قضائيا لصالح البشرية، لكنّ الحقيقة هي... أنه اتخذ هذه الخطوة لتعزيز مصالحه التجارية الخاصة". كان لتحوّل "أوبن إيه آي" دور في إقالة رئيس مجلس إدارتها سام ألتمان في نوفمبر/تشرين الثاني، لكن ألتمان وبدعم من "مايكروسوفت"، عاد إلى منصبه في الشركة بعد أيام. وتخضع "أوبن إيه آي" أيضاً لرقابة الجهات التنظيمية. وكانت المفوضية الأوروبية أعلنت في يناير/كانون الثاني الفائت أنها تتأكد مما "إذا كان استثمار مايكروسوفت في أوبن إيه آي ينبغي إخضاعه للمراجعة". كذلك، أعلنت لجنة التجارة الفدرالية الأميركية (إف تي سي) في نهاية يناير/كانون الثاني الفائت، عن إطلاق تحقيق في شأن استثمارات "مايكروسوفت" و"غوغل" و"أمازون" في شركتي "أوبن إيه آي" و"أنثروبيك" الناشئتين الرئيسيتين في مجال الذكاء الاصطناعي. وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأنّ هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية تنظر في الاتصالات الداخلية لسام ألتمان، وذلك في إطار تحقيق بشأن الظروف التي آلت إلى إقالته ثم عودته إلى الشركة في نوفمبر/تشرين الثاني.
مشاركة :