تزدحم حشود الصائمين في شهر رمضان على امتداد سفر الإفطار في المسجد النبوي وساحاته الخارجية قبيل رفع أذان المغرب في أجواء إيمانية وروحانية تجمع أفئدة المسلمين على اختلاف جنسياتهم وأعراقهم.وتجسّد سفر الإفطار في المسجد النبوي خلال شهر رمضان واحداً من أعظم مشاهد البر وبذل الخير التي تشرف عليها الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد النبوي، والجهات ذات العلاقة، من خلال الإدارات واللجان العاملة في الميدان، لخدمة المصلين والزائرين، وتنفيذ الخطط التشغيلية الموسمية للشهر الفضيل.ورصدت "واس" اليوم , المشهد في الساحات الشمالية والغربية للمسجد النبوي , حيث انتظم عشرات الآلاف من الصائمين من مختلف الجنسيات والأعمار حول سفر الإفطار , التي تعدّ في الساعة الأخيرة من وقت الصيام في الأماكن المخصصة لها، بدأت بعدها مرحلة توزيع الأغذية والمشروبات، والوجبات المغلّفة التي يتم إعدادها ضمن مشروع "خير المدينة" السنوي، حيث تولى كوادر من المتطوعين والعاملين توزيع الوجبات على الصائمين والزائرين في مختلف أرجاء الساحات قبل أن يأخذوا أماكنهم في سفر الإفطار.وتتعدّد أعمال المشاركين في تقديم خدمات إفطار الصائمين في المسجد النبوي لتشمل عدة جوانب، تضمنت مدّ سفر الإفطار في المسجد والساحات والسطح، وتقديم الوجبات التي تشمل التمر، وعبوة ماء زمزم، والزبادي، والخبز، وتوفير حافظات مياه زمزم وكاسات الشرب في عدة نقاط لسقيا الصائمين، إضافة إلى أعمال الإرشاد والتوجيه، والإشراف على آلية دخول الأطعمة المرخصة إلى المسجد النبوي.وقبيل رفع أذان المغرب، ينفّذ العاملون خطة لرفع أطنان من السفر خلال بضع دقائق، ونقلها مباشرة إلى صناديق وحاويات مخصصة يتم توزيعها في الممرات داخل المسجد وفي الساحات الخارجية، لتجمع فيها السفر والمواد البلاستيكية، كما يتم جمع المتبقي من الأطعمة من المخبوزات والألبان وعبوات المياه وحفظها في أكياس للاستفادة منها.ويتوقّع أن يصل عدد وجبات الإفطار التي سيتم توزيعها على الصائمين في المواقع المخصصة للإفطار في المسجد النبوي أكثر من 8.5 ملايين وجبة على مدى أيام الشهر الفضيل، إضافةً إلى أكثر من 45 مليون مستفيد من خدمات سقيا مياه زمزم التي تشمل توزيع 2.5 مليون عبوة ماء زمزم معبأة ضمن مشروع السقيا في الحرمين الشريفين، وكذلك 18 ألف حافظة مياه زمزم يتم توزيعها في قسمي الرجال والنساء يومياً خلال شهر رمضان، وتهيئة 1205 نوافير مياه للسقيا في الساحات الخارجية.وتتوسع مشاهد البر والخير في كل أرجاء المنطقة المركزية قبل وصول جموع الصائمين حيث تقدّم بعض أصناف الأطعمة للصائمين أثناء سيرهم باتجاه المسجد النبوي مثل المخبوزات، والألبان، والتمر، كما تُمد بعض السفر أمام المحال التجارية والفنادق القريبة من المسجد النبوي لإفطار الصائمين، في تنافس محمود لكسب الأجر والمثوبة.وتستمر جهود العناية بالمصلين بعد انقضاء الصلاة، حيث يتم تنظيم خروج المصلين عبر الممرات وعند الأبواب، حيث ينتقل آلاف الصائمين مباشرة عبر الساحة الشمالية والجنوبية لاستكمال تناول الإفطار حيث تنتشر سلسلة من المطاعم أو إلى أماكن سكنهم قبل العودة مجدداً لأداء صلاة القيام في المسجد النبوي.
مشاركة :