القدس - قالت هيئة البث العبرية الرسمية الاثنين إن المجلس الوزاري الحربي رفض شرطين وضعهما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وباتا يعرقلان محادثات التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع حركة "حماس" ووقف إطلاق نار في قطاع غزة. في خضم ضغوط داخلية وخارجية لإتمام الصفقة. وأوضحت أن "كابينيت إدارة شؤون الحرب رفض الموافقة على الشرط الذي وضعه رئيس الوزراء نتنياهو للتقدم في مفاوضات التبادل، وهو الحصول أولا على قائمة بأسماء المخطوفين الأحياء في غزة". بل و"انتقد الكابينيت نتنياهو بداعي أنه لم يكن ينبغي أصلا طرح هذا الشرط في بداية المحادثات؛ لأنه يمكن التباحث بشأنه عند نهايتها مثلما حدث في الصفقة السابقة"، بحسب الهيئة. وأضافت هيئة البث أن "مجلس الحرب وجه أيضا انتقادا إلى شرط نتنياهو تحديد أعداد المفرج عنهم"، أي عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب "حماس" بإطلاق سراحهم مقابل كل أسير إسرائيلي. ونقلت عن مصدر إسرائيلي مطلع لم تسمه "لم يكن هناك داعٍ لهذه الخطوة التي تصعب المفاوضات". وبوساطة قطرية مصرية أميركية سادت هدنة بين "حماس" وإسرائيل لمدة أسبوع حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الماضي، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، التي تتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وآنذاك، قدرت تل أبيب وجود نحو 136 أسيرا إسرائيليا في غزة، فيما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين. غير أن حركة "حماس" أعلنت فيما بعد مقتل 70 من المحتجزين الإسرائيليين الذين كانوا لديها إثر القصف الإسرائيلي المستمر. وواصل الوسطاء في القاهرة جهودهم الاثنين للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة بعد أن كثّفت الولايات المتحدة ضغوطها من أجل وقف القتال وإدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر. وأفادت وزارة الصحة في القطاع المدمر الذي تسيطر عليه حماس ويعاني من نقص حاد في الغذاء جراء الحرب المستمرة منذ قرابة خمسة أشهر إن 124 شخصا قتلوا خلال 24 ساعة في القصف الإسرائيلي. واجتمع وسطاء قطريون ومصريون وأميركيون مع موفدين من حركة حماس في غياب ممثلين عن إسرائيل، في القاهرة لليوم الثاني من المحادثات التي تهدف إلى وقف القتال قبل بدء شهر رمضان في 10 أو 11 آذار/مارس. وتحدثت قناة "القاهرة" الإخبارية القريبة من الاستخبارات المصرية عن "تقدّم ملحوظ" سجّل الأحد خلال المحادثات التي قالت إنها استؤنفت الاثنين. وهو ما أكده مسؤول من حماس طلب عدم الكشف عن اسمه. وقالت القناة نقلا عن "مصدر رفيع المستوى" قوله إن "مصر تبذل جهودا حثيثة للتوصل إلى اتفاق هدنة قبل شهر رمضان". ويفترض أن تشمل الهدنة إطلاق سراح رهائن محتجزين في غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية وإدخال مزيد من المساعدات. وتريد حماس أن تسحب إسرائيل جميع قواتها من غزة، في حين يصرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أن الجيش سيواصل حملته لتدمير حماس، بما في ذلك في رفح في أقصى جنوب القطاع حيث يتكدّس نحو 1.5 مليون فلسطيني معظمهم نازحون. وطالبت إسرائيل أيضًا، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، بقائمة بأسماء جميع الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة. وهي تقدّر أن عددهم 130 من أصل 250 خطفوا خلال الهجوم الذي نفذته حركة حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. ويقدّر أن 31 من الذين لا يزالون في غزة قد قتلوا. وقال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان في كلمة ألقاها في بيروت الاثنين في مؤتمر دعم للفلسطينيين "نؤكد للصهاينة ولشريكهم الولايات المتحدة في هذا العدوان، بأن ما عجزوا عن فرضه في الميدان، لن يؤخذ بالسياسة". وأضاف "أن أي مرونة في التفاوض حرصاً على دماء شعبنا، ولوضع حدّ لآلامه الكبيرة وتضحياته في حرب الإبادة، يوازيها استعداد كامل في الدفاع عن شعبنا". وخلَّفت الحرب على غزة أكثر من 30 ألف قتيل، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة ودمارا هائلا في البنى التحتية والممتلكات، بحسب بيانات فلسطينية وأممية؛ مما استدعى مثول إسرائيل، للمرة الأولى منذ 1948، أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب جرائم "إبادة جماعية". القاهرة - ذكرت صحيفة إسرائيلية أن إسرائيل قاطعت محادثات في القاهرة اليوم الأحد خاصة بوقف لإطلاق النار في غزة بعد أن رفضت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) طلبها بتقديم قائمة كاملة بأسماء الرهائن الذين لا يزالون على قيد الحياة. وكان وفد من حماس قد وصل إلى القاهرة في وقت سابق الأحد لإجراء المحادثات التي وصفت بأنها تستهدف تجاوز عقبة أخيرة محتملة أمام التوصل إلى اتفاق لوقف القتال لستة أسابيع. ونقل موقع واي نت، النسخة العربية الإلكترونية من صحيفة يديعوت أحرونوت، عن مسولين إسرائيليين لم تذكرهم بالاسم قولهم "لا يوجد وفد إسرائيلي في القاهرة"، مضيفين "ترفض حماس توفير إجابات واضحة وبالتالي فإنه لا يوجد سبب لإرسال الوفد الإسرائيلي". وتصر واشنطن على أن اتفاق وقف إطلاق النار بات قريبا وأنه سيكون ساريا بحلول بداية شهر رمضان، أي بعد أسبوع تقريبا، لكن طرفي الحرب لم يقدما معلومات تذكر عن مدى التقدم بشأن الاتفاق. وبعد وصول وفد حماس، ذكر مسؤول فلسطيني مطلع لرويترز أنهم لم يقتربوا بعد من وضع اللمسات النهائية على الاتفاق. ولم يرد تعليق رسمي. وقال مصدر مطلع أمس السبت إن إسرائيل يمكن ألا ترسل أي وفد إلى القاهرة ما لم تقدم حماس أولا قائمة كاملة بأسماء الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة، وهو مطلب قال مصدر فلسطيني إن حماس ترفضه حتى الآن. وتحتفظ الحركة الاسلامية الفلسطينية بهذه الورقة للضغط على إسرائيل لوقف شامل للحرب، لكن إلى حدّ الآن لم يبد الجانب الإسرائيلي أي تجاوب يذكر حتى بعد مقتل عدد من الرهائن في القصف الذي لم يهدأ منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي. كما تقاوم حكومة الحرب الإسرائيلية ضغوطا داخلية واحتجاجات تطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانخراط في مفاوضات مع حماس لإنقاذ حياة الرهائن، بينما يشير استمرار الموقف الإسرائيلي المتعنت في هذا الملف إلى أن الحكومة الإسرائيلية التي يهيمن عليها اليمين الديني المتشدد ماضية في سياساتها إلى النهاية رغم الخسائر الميدانية. وفي جولات سابقة من المفاوضات سعت حماس إلى تجنب مناقشة سلامة الرهائن الأفراد إلى ما بعد تحديد شروط إطلاق سراحهم. ومع ذلك، قال مسؤول أميركي للصحفيين "الطريق إلى وقف إطلاق النار الآن حرفيا في هذه الساعة واضح ومباشر. وهناك اتفاق مطروح على الطاولة. هناك اتفاق إطاري"، مضيفا أن إسرائيل وافقت على هذا الإطار وأن الأمر متوقف الآن على رد حماس. ومن شأن إبرام اتفاق أن يؤدي إلى أول هدنة طويلة للحرب التي اندلعت منذ خمسة أشهر ولم تتوقف حتى الآن سوى لأسبوع واحد في نوفمبر/تشرين الثاني. وسيتم إطلاق سراح عشرات الرهائن الذين تحتجزهم حماس مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين. كما سيتم تكثيف المساعدات لقطاع غزة المحاصر لإنقاذ حياة الفلسطينيين الذين دُفعوا إلى شفا المجاعة. وسيتوقف القتال في الوقت المناسب لتفادي هجوم إسرائيلي واسع النطاق مخطط له على رفح، حيث يوجد أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة محاصرين عند السياج الحدودي للقطاع. وستنسحب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق وتسمح لسكان غزة بالعودة إلى الديار التي نزحوا منها في وقت سابق جراء الحرب، لكن الاتفاق لن يصل على ما يبدو إلى حد تلبية مطلب حماس الرئيسي بوقف الحرب نهائيا، كما سيترك مصير أكثر من نصف الرهائن المتبقين وعددهم يزيد على 100 دون حل بما في ذلك رجال إسرائيليون في سن القتال لا يشملهم الاتفاق الذي يقتصر على تحرير الرهائن من النساء والأطفال وكبار السن والجرحى. ويقترح وسطاء مصريون تنحية هذه القضايا جانبا في الوقت الحالي مع ضمانات لحلها في مراحل لاحقة. وقال مصدر من حماس إن الحركة لا تزال متمسكة بالتوصل إلى "اتفاق شامل". وفي مشرحة خارج مستشفى في رفح، بكت مجموعة نساء وانتحبن بجانب صفوف من جثامين تنتمي لعائلة أبوعنزة التي قُتل 14 من أفرادها في غارة جوية إسرائيلية خلال الليل. وفتح أقارب إحدى الفتيات القتلى حافظة جثث بلاستيكية سوداء اللون لتقبيل وجهها إذ كانت ترتدي قميصا ممزقا ولباس نوم وردي اللون. وفي وقت لاحق، نُقلت الجثامين إلى إحدى المقابر ودفنت هناك وكان من بينها جثمانان لرضيعين توأمين (ذكر وأنثى) أدخلهما المشيعون في المقبرة بعد تكفينهما. وقالت والدتهما رانيا أبوعنزة التي فقدت زوجها أيضا في الهجوم "راح قلبي... والله ما شبعت منهم لسه". وفي أحدث هجوم على قوافل المساعدات، قالت السلطات في غزة إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا اليوم الأحد عندما تعرضت شاحنة تحمل مساعدات غذائية من منظمة خيرية كويتية لقصف جوي. ولم يصدر تعليق من إسرائيل حتى الآن. واندلعت الحرب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد أن اقتحم مسلحون من حماس بلدات إسرائيلية وهو ما أدى بحسب إسرائيل إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة. وتقول السلطات الصحية في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 30 ألف فلسطيني منذ هجوم السابع من أكتوبر مع مخاوف من وجود آلاف القتلى تحت الأنقاض. ودُمرت مساحات شاسعة من قطاع غزة، وأصبح جميع السكان تقريبا بلا مأوى. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ربع سكان غزة على شفا المجاعة. وقال سكان إن قصفا عنيفا وقع في أثناء الليل على خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب غزة والتي تقع شمالي رفح. وأصبح الوضع أكثر صعوبة في شمال غزة مع عدم وصول أي مساعدات، وقالت السلطات الصحية هناك إن 15 طفلا توفوا اليوم الأحد بسبب سوء التغذية أو الجفاف داخل مستشفى كمال عدوان بعد انقطاع الكهرباء عن وحدة العناية المركزة. ويخشى الموظفون على حياة ستة أطفال آخرين هناك. وأسقطت واشنطن 38 ألف وجبة بطائرات عسكرية على غزة أمس السبت، لكن وكالات الإغاثة تقول إن تأثير هذه الخطوة محدود نظرا لوجود مئات الآلاف ممن هم في حاجة ماسة للطعام الآن.
مشاركة :