مريم فخر الدين أميرة القلوب، المرأة الرقيقة الحالمة التي امتلكت ملامح ووجهاً ملائكياً على شاشة السينما. فنانة الزمن الجميل التي غنى لها عبد الحليم، وفريد الأطرش، وأحبها رشدي أباظة، وأخلصت لصديقها أحمد مظهر الذي عدّته أخاً لم تلده أمها. عاشت حياة مليئة بالنجاح، وأحياناً سوء الحظ. ابنتها الوحيدة السيدة إيمان من زوجها الأول المخرج محمود ذو الفقار، التي لم ينسَهَا الجمهور عندما أدت دور الطفلة في فيلم «ملاك وشيطان» مع الراحل رشدي أباظة، فتحت لنا قلبها في زيارتنا إليها في منزلها بالمعادي المليء بصور والدتها في كل مراحل عمرها. ذكريات إيمان مع والدتها تحيطها في كل جانب من أركان شقتها، من خلال صورها الموجودة في كل ركن فيها. احتفظت إيمان ببعض فساتين والدتها السواريه، وكوليه قامت مريم فخر الدين بإهدائه لها في أيامها الأخيرة، إيمان بدأت حوارها معنا ببعض هذه الكلمات «لم أشبع من والدتي الفنانة مريم فخر الدين بوصفها أماً، لقد كانت دائماً مشغولة في تصوير أفلامها، وكنت قليلاً ما أذهب معها إلى الأستديو أثناء تصوير أفلامها، كانت دائماً تستعين ببعض الدادات (المربيات) الروسيات والإيطاليات والفرنسيات لرعايتي، ولم تجد بعد ذلك دادات أجنبيات، ففضلت أن تضعني في مدرسة داخلية. كنا نعيش أنا وأبي وأمي في منزل أمي بالجيزة المطلّ على النيل وحديقة الحيوان، الذي عاشت فيه طوال عمرها حتى رحلت». يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط كانت أمي في وقت إجازاتها من عملها تحرص على أن تناولني الطعام بنفسها؛ لأنني كنت أصاب دائماً بالتهاب اللوزتين وارتفاع درجة الحرارة، فكان ذلك يؤثر في عدم تناولي الطعام؛ ما أدى إلى إصابتي بالنحافة وضعف شديد، لذلك كانت أمي تحرص على أن تناولني الطعام بنفسها حتى تطمئن. أمي كانت طباخة ماهرة تجيد طهو كل أنواع الطعام بأشكاله المختلفة. وأتذكر أنها كانت تأخذني وأخي محمد للتنزه معها في الفيوم، وقضاء بعض الأيام ونذهب للأوبرج، وكنت أرى ترحيباً كبيراً من الناس لأمي في الفيوم. عمي المخرج الكبير عز الدين ذو الفقار كان صاحب فكرة ترشيحي لأداء دور سوسن الطفلة في فيلم «ملاك وشيطان»، وقال لأبي: «أريد إيمان لتجسيد دور الطفلة في الفيلم»، فقال له أبي: «لماذا إيمان بالتحديد، العائلة فيها بنات كثيرات؟»، فقال له عمي عز: «أريد بنتاً رقيقة بسيطة، وهذه المواصفات أجدها في إيمان بالتحديد». فرحبت أمي وأبي بأن أجسد الدور، وأتذكر أن أمي رفضت مشهداً لي في الفيلم خوفاً عليّ أن أصاب بنزلة برد والتهاب رئوي، وكان المشهد عبارة عن أنني أجري في الشارع والأمطار تسقط وكانوا يستعينون بالمطافئ لتكون مثل الأمطار، فأخذتني أمي ولم أصور هذا المشهد خوفاً عليّ. أحب فيلم «الأيدي الناعمة»؛ لأنه أولاً من إخراج أبي المخرج الكبير محمود ذو الفقار، وتأليف الأديب الكبير توفيق الحكيم، الذي كان أبي يعشقه كثيراً. كنت أحضر جميع بروفات وتحضيرات الفيلم مع أبي وأمي قبل تصويره. أتذكر عندما أقنع أبي الفنان أحمد مظهر بأن يقدم دوره في الفيلم، فكان معترضاً على أن يقوم بدور فيه ملامح الكوميديا، وهو ممثل «تراجيديان وليس كوميديان»، فأقنعه والدي وقال له إن الكوميديا في الفيلم هي كوميديا الموقف، ولا تحتاج إلى ممثل كوميديان، ومن هنا اقتنع الفنان أحمد مظهر بأداء الشخصية، وكانت من أنجح الشخصيات التي أداها على الشاشة. أيضاً كنت أعشق «طنط» ليلى طاهر و«طنط» صباح، وأحب جمالهما ورقتهما، كانت صباح صديقة لأمي، وكنا دائماً نقوم بزيارتها، وكانت ابنتها هويدا صديقة لي؛ لأنها كانت معي في المدرسة. أتذكر مقابلة «طنط» صباح الجميلة لنا في منزلها وكرم ضيافتها. أخرجني أبي من المدرسة الداخلية، وأنا في سن 13 عاماً لأقيم معه ومع جدتي، كان أبي حنوناً ويخاف عليّ كثيراً، وكانت علاقته بأمي طيبة بعد انفصالهما. كانت أمي في ذلك الوقت متزوجة من الدكتور محمد الطويل، والد أخي محمد. تعلمت من أبي أنني قبل أن أرد على أي إنسان يوجه إلي سؤالاً أتريث في الإجابة، وأقوم بالعد من واحد إلى عشرة. ودائماً أرد بأدب، وأنفذ أي أوامر لأمي ولأبي. أحياناً أمي كانت تستفز من عدم ردي على كلام يثير الاستفزاز توجهه إلي، وكنت لا أرد بسبب أنني متربية ولا أرد على أبي وأمي وجدتي لأبي، وكانت تعلق وتقول لي إيمان «أنا أكره نظرات عينيك لأنها تقول كلاماً لا تقولينه بلسانك». بعد إنجاب أمي لي حدث لها نوع من إفرازات كالسيوم على «شاكوش» الأذن؛ ما أدى إلى ضعف سمعها، وبناء عليه قامت بإجراء عملية جراحية في الأذن في الإسكندرية على يد دكتور ألماني، فحدث خطأ طبي وتم كسر «الشاكوش» في أذن أمي، وترك الدكتور هذا الكسر ولم ينظف أذنها؛ ما أدى إلى حدوث أزمة شديدة جعلت أمي لا تسمع. وكان الدكتور محمد الطويل متواجداً في المستشفى الذي كانت تعالج فيه أمي بعد الجراحة، وكان يرافقها في ساعات عمله، وحدثت بينهما قصة حب في المستشفى، وبالفعل تزوجا وحصل الدكتور محمد الطويل على دكتوراه في الأذن في ألمانيا، وقامت أمي بعمل جراحة هناك، وتم تصحيح الخطأ الطبي الذي حدث لها في أذنها الذي كان سبباً في غيابها عن التمثيل لمدة ثلاث سنوات. كان الدكتور محمد الطويل أكثر زوج أحبته أمي، فقد كان بعيداً عن الفن، وكانت تعيش معه حياة طبيعية بعيداً عن الأضواء. فقد تنقلا أثناء زواجهما في ألمانيا وإنجلترا وبعد عودتهما إلى مصر أنجبت أمي أخي محمد. لأن والدها قال لها قبل عملها في السينما: «لن يرضى أحد أن يتزوجك وأنت تعملين ممثلة في السينما». هذه الكلمات جعلتها تكون حريصة على أن تكون متزوجة دائماً حتى ولو فشلت زيجاتها كلها، فقد تزوجت أمي أربع مرات أول مرة من أبي المخرج محمود ذو الفقار، ثم الدكتور محمد الطويل، ثم فهد بلان، وآخر زوج رجل الأعمال شريف الفضالي. ما رأيك بالاطلاع على هذا اللقاء مع هنا شيحة لم أحب الاستمرار في التمثيل، وأردت أن أتفرغ لبيتي وزوجي وأولادي؛ لأن حياتي كانت تختلف عن أمي، فهي هربت من تحكم وقسوة الأم المجرية والأب التركي بعملها في السينما لكي تكون لها شخصيتها المستقلة وحياتها وأموالها الخاصة، إلى جانب أنها قبلت أن تتزوج من أبي على الرغم من الفارق العمري الكبير. أما أنا فكانت حياتي أفضل منها، ولم تكن أمي قاسية ولا أبي، فلم يكن هناك شيء في حياتي أهرب منه بالعمل في السينما. فبعد طلاقي من زوجي الأول وإنجابي ابنتي «سنا»، أقمت مع أمي. وكانت في ذلك الوقت في ضائقة مالية، وحاولت أن تفتح خزانتها لتبيع أشياء من مصاغها، ولكن المفتاح انكسر داخل الخزانة، ولم تستطع أن تفتحها. في التوقيت نفسه من اليوم، تلقت أمي اتصالاً بلّغها خلاله المتصل أن هناك مبلغاً من أجرها سيرسل إليها، وهو آخر دفعة فلوس من فيلم لها، وتلقت اتصالاً آخر يبلغها المتصل خلاله أن هناك فيلماً جديداً ويريدها أن توقع العقد وتتقاضى عربوناً. والحمد لله الضائقة انتهت. في التوقيت نفسه أردت أن أعود إلى العمل في السينما حتى أساعد أمي في مصروفات الحياة، وأصرف على ابنتي، وبالفعل تعاقدت على 3 أفلام هي: فيلم «القطط السمان» مع حسن يوسف وشمس البارودي، وجمعتني بهما صداقة وطيدة، وفيلم «حرامي الحب» مع عادل إمام، وفيلم «كم أنت حزين أيها الحب» مع ميرفت أمين. كانت علاقة جميلة، كان حنوناً، وهو ذو قلب طيب جداً. أتذكر أنه عندما كان يزورنا في منزل أمي في الجيزة، كان يقوم بعمل بعض الأكلات التي نحبها، وكان طباخاً ماهراً وممتازاً جداً. للأسف حظه لم يكن جيداً في الحياة، فلم يستمر في التمثيل وتزوج في الخارج في أثينا وقضى عمره كله خارج مصر، وتوفي وحيداً هناك. بعد أن تقدم لها الفنان رشدي أباظة للزواج رفضت بعدما علمت أنه متزوج من السيدة بربارا الأميركية أم ابنته الوحيدة قسمت. كانت تحب وتقدر الفنان أحمد مظهر، وكانت تعدّه أخاً لم تلده أمها، وأتذكر أنها كانت تساعده في تناول طعامه عندما تزوره؛ لأنه كان لا يستطيع أن يأكل بيده بسبب عدم قدرته على إمساك أدوات الأكل الملعقة أو السكين. فقد كان بالنسبة إليها أخاً وفناناً يحترم نفسه وذا أخلاقيات عالية. كانت تحترم أي فنان يمثل معها طالما أخلاقياته محترمة، ولكن عندما تجد أن من يعمل معها يخرج عن الآداب العامة كانت تتركه، ولا تتحدث معه وتقطع علاقتها به. ما رأيك بالاطلاع على هذا اللقاء مع المصممة أروى العماري ووالدتها مريم فخر الدين أميرة القلوب، المرأة الرقيقة الحالمة التي امتلكت ملامح ووجهاً ملائكياً على شاشة السينما. فنانة الزمن الجميل التي غنى لها عبد الحليم، وفريد الأطرش، وأحبها رشدي أباظة، وأخلصت لصديقها أحمد مظهر الذي عدّته أخاً لم تلده أمها. عاشت حياة مليئة بالنجاح، وأحياناً سوء الحظ. ابنتها الوحيدة السيدة إيمان من زوجها الأول المخرج محمود ذو الفقار، التي لم ينسَهَا الجمهور عندما أدت دور الطفلة في فيلم «ملاك وشيطان» مع الراحل رشدي أباظة، فتحت لنا قلبها في زيارتنا إليها في منزلها بالمعادي المليء بصور والدتها في كل مراحل عمرها. تنسيق | كلودين كميد Claudine Kmeid حوار | هبة خورشيد Heba Khorshid تصوير | حامد كامل Hamed Kamel تنسيق الأزياء | كريم فضل Kariem Fadl مكياج | ضحى سلامة Doha Salama شعر | خالد المدني Khaled Elmadni ذكرياتي مع أمي في سن الطفولة صورة لمريم فخر الدين في شبابها ذكريات إيمان مع والدتها تحيطها في كل جانب من أركان شقتها، من خلال صورها الموجودة في كل ركن فيها. احتفظت إيمان ببعض فساتين والدتها السواريه، وكوليه قامت مريم فخر الدين بإهدائه لها في أيامها الأخيرة، إيمان بدأت حوارها معنا ببعض هذه الكلمات «لم أشبع من والدتي الفنانة مريم فخر الدين بوصفها أماً، لقد كانت دائماً مشغولة في تصوير أفلامها، وكنت قليلاً ما أذهب معها إلى الأستديو أثناء تصوير أفلامها، كانت دائماً تستعين ببعض الدادات (المربيات) الروسيات والإيطاليات والفرنسيات لرعايتي، ولم تجد بعد ذلك دادات أجنبيات، ففضلت أن تضعني في مدرسة داخلية. كنا نعيش أنا وأبي وأمي في منزل أمي بالجيزة المطلّ على النيل وحديقة الحيوان، الذي عاشت فيه طوال عمرها حتى رحلت». يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط في أوقات عدم انشغال والدتك الفنانة مريم فخر الدين بتصوير أفلامها، كيف كانت تقضي وقتها معك؟ كانت أمي في وقت إجازاتها من عملها تحرص على أن تناولني الطعام بنفسها؛ لأنني كنت أصاب دائماً بالتهاب اللوزتين وارتفاع درجة الحرارة، فكان ذلك يؤثر في عدم تناولي الطعام؛ ما أدى إلى إصابتي بالنحافة وضعف شديد، لذلك كانت أمي تحرص على أن تناولني الطعام بنفسها حتى تطمئن. أمي كانت طباخة ماهرة تجيد طهو كل أنواع الطعام بأشكاله المختلفة. وأتذكر أنها كانت تأخذني وأخي محمد للتنزه معها في الفيوم، وقضاء بعض الأيام ونذهب للأوبرج، وكنت أرى ترحيباً كبيراً من الناس لأمي في الفيوم. من قام بترشيحك واختيارك لأداء دور سوسن الطفلة الصغيرة في فيلم »ملاك وشيطان» أمام رشدي أباظة؟ عمي المخرج الكبير عز الدين ذو الفقار كان صاحب فكرة ترشيحي لأداء دور سوسن الطفلة في فيلم «ملاك وشيطان»، وقال لأبي: «أريد إيمان لتجسيد دور الطفلة في الفيلم»، فقال له أبي: «لماذا إيمان بالتحديد، العائلة فيها بنات كثيرات؟»، فقال له عمي عز: «أريد بنتاً رقيقة بسيطة، وهذه المواصفات أجدها في إيمان بالتحديد». فرحبت أمي وأبي بأن أجسد الدور، وأتذكر أن أمي رفضت مشهداً لي في الفيلم خوفاً عليّ أن أصاب بنزلة برد والتهاب رئوي، وكان المشهد عبارة عن أنني أجري في الشارع والأمطار تسقط وكانوا يستعينون بالمطافئ لتكون مثل الأمطار، فأخذتني أمي ولم أصور هذا المشهد خوفاً عليّ. ما أقرب فيلم لوالدتك إلى قلبك؟ أحب فيلم «الأيدي الناعمة»؛ لأنه أولاً من إخراج أبي المخرج الكبير محمود ذو الفقار، وتأليف الأديب الكبير توفيق الحكيم، الذي كان أبي يعشقه كثيراً. كنت أحضر جميع بروفات وتحضيرات الفيلم مع أبي وأمي قبل تصويره. أتذكر عندما أقنع أبي الفنان أحمد مظهر بأن يقدم دوره في الفيلم، فكان معترضاً على أن يقوم بدور فيه ملامح الكوميديا، وهو ممثل «تراجيديان وليس كوميديان»، فأقنعه والدي وقال له إن الكوميديا في الفيلم هي كوميديا الموقف، ولا تحتاج إلى ممثل كوميديان، ومن هنا اقتنع الفنان أحمد مظهر بأداء الشخصية، وكانت من أنجح الشخصيات التي أداها على الشاشة. أيضاً كنت أعشق «طنط» ليلى طاهر و«طنط» صباح، وأحب جمالهما ورقتهما، كانت صباح صديقة لأمي، وكنا دائماً نقوم بزيارتها، وكانت ابنتها هويدا صديقة لي؛ لأنها كانت معي في المدرسة. أتذكر مقابلة «طنط» صباح الجميلة لنا في منزلها وكرم ضيافتها. متى أقمت مع والدك وجدتك؟ أخرجني أبي من المدرسة الداخلية، وأنا في سن 13 عاماً لأقيم معه ومع جدتي، كان أبي حنوناً ويخاف عليّ كثيراً، وكانت علاقته بأمي طيبة بعد انفصالهما. كانت أمي في ذلك الوقت متزوجة من الدكتور محمد الطويل، والد أخي محمد. تعلمت من أبي أنني قبل أن أرد على أي إنسان يوجه إلي سؤالاً أتريث في الإجابة، وأقوم بالعد من واحد إلى عشرة. ودائماً أرد بأدب، وأنفذ أي أوامر لأمي ولأبي. أحياناً أمي كانت تستفز من عدم ردي على كلام يثير الاستفزاز توجهه إلي، وكنت لا أرد بسبب أنني متربية ولا أرد على أبي وأمي وجدتي لأبي، وكانت تعلق وتقول لي إيمان «أنا أكره نظرات عينيك لأنها تقول كلاماً لا تقولينه بلسانك». "كانت تحب وتقدر الفنان أحمد مظهر، وكانت تعدّه أخاً لم تلده أمها" تزوجت أمي أربع مرات إيمان ذو الفقار . مريم فخر الدين مع أم كلثوم . مريم فخر الدين وعبد الحليم حافظ أثناء تصوير فيلم «حكاية حب». مريم فخر الدين مع زميلاتها أمينة رزق وماجدة الصباحي وزينب صدقي. كيف تعرفت مريم فخر الدين إلى زوجها الثاني الدكتور محمد الطويل؟ بعد إنجاب أمي لي حدث لها نوع من إفرازات كالسيوم على «شاكوش» الأذن؛ ما أدى إلى ضعف سمعها، وبناء عليه قامت بإجراء عملية جراحية في الأذن في الإسكندرية على يد دكتور ألماني، فحدث خطأ طبي وتم كسر «الشاكوش» في أذن أمي، وترك الدكتور هذا الكسر ولم ينظف أذنها؛ ما أدى إلى حدوث أزمة شديدة جعلت أمي لا تسمع. وكان الدكتور محمد الطويل متواجداً في المستشفى الذي كانت تعالج فيه أمي بعد الجراحة، وكان يرافقها في ساعات عمله، وحدثت بينهما قصة حب في المستشفى، وبالفعل تزوجا وحصل الدكتور محمد الطويل على دكتوراه في الأذن في ألمانيا، وقامت أمي بعمل جراحة هناك، وتم تصحيح الخطأ الطبي الذي حدث لها في أذنها الذي كان سبباً في غيابها عن التمثيل لمدة ثلاث سنوات. كان الدكتور محمد الطويل أكثر زوج أحبته أمي، فقد كان بعيداً عن الفن، وكانت تعيش معه حياة طبيعية بعيداً عن الأضواء. فقد تنقلا أثناء زواجهما في ألمانيا وإنجلترا وبعد عودتهما إلى مصر أنجبت أمي أخي محمد. لماذا كانت مريم فخر الدين حريصة دائماً على أن تتزوج على الرغم من فشل زيجاتها دائماً؟ لأن والدها قال لها قبل عملها في السينما: «لن يرضى أحد أن يتزوجك وأنت تعملين ممثلة في السينما». هذه الكلمات جعلتها تكون حريصة على أن تكون متزوجة دائماً حتى ولو فشلت زيجاتها كلها، فقد تزوجت أمي أربع مرات أول مرة من أبي المخرج محمود ذو الفقار، ثم الدكتور محمد الطويل، ثم فهد بلان، وآخر زوج رجل الأعمال شريف الفضالي. ما رأيك بالاطلاع على هذا اللقاء مع هنا شيحة لم أحب الاستمرار في التمثيل اخترت أن تكوني سيدة منزل وأماً وزوجة واعتزلت التمثيل، ما السبب؟ لم أحب الاستمرار في التمثيل، وأردت أن أتفرغ لبيتي وزوجي وأولادي؛ لأن حياتي كانت تختلف عن أمي، فهي هربت من تحكم وقسوة الأم المجرية والأب التركي بعملها في السينما لكي تكون لها شخصيتها المستقلة وحياتها وأموالها الخاصة، إلى جانب أنها قبلت أن تتزوج من أبي على الرغم من الفارق العمري الكبير. أما أنا فكانت حياتي أفضل منها، ولم تكن أمي قاسية ولا أبي، فلم يكن هناك شيء في حياتي أهرب منه بالعمل في السينما. فبعد طلاقي من زوجي الأول وإنجابي ابنتي «سنا»، أقمت مع أمي. وكانت في ذلك الوقت في ضائقة مالية، وحاولت أن تفتح خزانتها لتبيع أشياء من مصاغها، ولكن المفتاح انكسر داخل الخزانة، ولم تستطع أن تفتحها. في التوقيت نفسه من اليوم، تلقت أمي اتصالاً بلّغها خلاله المتصل أن هناك مبلغاً من أجرها سيرسل إليها، وهو آخر دفعة فلوس من فيلم لها، وتلقت اتصالاً آخر يبلغها المتصل خلاله أن هناك فيلماً جديداً ويريدها أن توقع العقد وتتقاضى عربوناً. والحمد لله الضائقة انتهت. في التوقيت نفسه أردت أن أعود إلى العمل في السينما حتى أساعد أمي في مصروفات الحياة، وأصرف على ابنتي، وبالفعل تعاقدت على 3 أفلام هي: فيلم «القطط السمان» مع حسن يوسف وشمس البارودي، وجمعتني بهما صداقة وطيدة، وفيلم «حرامي الحب» مع عادل إمام، وفيلم «كم أنت حزين أيها الحب» مع ميرفت أمين. خالي الفنان يوسف فخر الدين كيف كانت علاقتك بخالك الفنان يوسف فخر الدين؟ كانت علاقة جميلة، كان حنوناً، وهو ذو قلب طيب جداً. أتذكر أنه عندما كان يزورنا في منزل أمي في الجيزة، كان يقوم بعمل بعض الأكلات التي نحبها، وكان طباخاً ماهراً وممتازاً جداً. للأسف حظه لم يكن جيداً في الحياة، فلم يستمر في التمثيل وتزوج في الخارج في أثينا وقضى عمره كله خارج مصر، وتوفي وحيداً هناك. لماذا رفضت مريم فخر الدين الزواج من رشدي أباظة؟ بعد أن تقدم لها الفنان رشدي أباظة للزواج رفضت بعدما علمت أنه متزوج من السيدة بربارا الأميركية أم ابنته الوحيدة قسمت. لماذا كانت تعدّ أحمد مظهر أخاها الذي لم تلده أمها؟ كانت تحب وتقدر الفنان أحمد مظهر، وكانت تعدّه أخاً لم تلده أمها، وأتذكر أنها كانت تساعده في تناول طعامه عندما تزوره؛ لأنه كان لا يستطيع أن يأكل بيده بسبب عدم قدرته على إمساك أدوات الأكل الملعقة أو السكين. فقد كان بالنسبة إليها أخاً وفناناً يحترم نفسه وذا أخلاقيات عالية. كانت تحترم أي فنان يمثل معها طالما أخلاقياته محترمة، ولكن عندما تجد أن من يعمل معها يخرج عن الآداب العامة كانت تتركه، ولا تتحدث معه وتقطع علاقتها به. ما رأيك بالاطلاع على هذا اللقاء مع المصممة أروى العماري ووالدتها
مشاركة :