وخرج مئات المتظاهرين الأحد إلى شوارع سانتياغو دي كوبا، ثاني مدن البلاد، حيث يعاني السكان من انقطاع في التيار الكهربائي عدة مرات في اليوم واحيانا لفترات تمتد إلى 14 ساعة. وقال الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل على موقع "إكس" إن "العديد من الاشخاص اعربوا عن استيائهم من خدمة التيار الكهربائي وتوزيع الأغذية". وحذر من "اعداء الثورة" الذي يستغلون هذا الوضع "بهدف زعزعة الاستقرار" مشيراً إلى "ارهابيين متمركزين في الولايات المتحدة، وهو ما نددنا به في عدة مناسبات، يشجعون على أعمال تزعزع استقرار البلاد". ودعت سفارة الولايات المتحدة في هافانا الحكومة الكوبية على "إكس" إلى "احترام حقوق المتظاهرين". وعلى المنصة ذاتها، حث وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغز واشنطن على "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد". نشرت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لتظاهرات في سانتياغو دي كوبا وفي بايامو في مقاطعة غرانما المجاورة، ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التأكد من صحتها على الفور. وفي سانتياغو دي كوبا (510 آلاف نسمة)، قال أحد السكان لوكالة فرانس برس عبر الهاتف طالباً عدم الكشف عن هويته "كان الناس يهتفون +طعام وكهرباء+". وعاد التيار الكهربائي في وقت لاحق وتم تسليم "شاحنتين محملتين بالأرز". وتوقفت خدمة الانترنت على الهواتف المحمولة في المدينة، بحسب شهود. "باهظ الثمن" وقالت خبيرة تجميل تبلغ 28 عاماً تعيش في حي آخر في سانتياغو وطلبت أيضاً عدم الكشف عن هويتها، إن انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة ونقص الغذاء دفع الناس إلى "الخروج إلى الشوارع" مضيفة أن "كل شيء باهظ الثمن والرواتب منخفضة". وقال كبير الأساقفة المحلي ديونيسيو غارسيا عبر الهاتف "لنأمل في ظهور حلول"، مؤكداً أن الوضع "كان صعباً للغاية" في المدينة بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وأعرب عن أمله في أن "يتمكن الجميع من العيش بمزيد من الصفاء والسكينة". تواجه كوبا منذ بداية آذار/مارس موجة جديدة من حوادث انقطاع الكهرباء بسبب أعمال صيانة في محطة أنطونيو غويتيراس للطاقة الحرارية، وهي الأكبر في الجزيرة وتقع في مقاطعة ماتانساس على بعد حوالي مئة كيلومتر شرق هافانا. وتفاقمت المشكلة في نهاية الأسبوع الماضي بسبب نقص الوقود الذي أثر على البلاد بأكملها. والمحروقات ضرورية لتشغيل محطات الطاقة الحرارية العاملة الأخرى. أعلنت السلطات الكوبية السبت أن جزيرة كوبا بأكملها "معنية" بانقطاع الكهرباء بما في ذلك العاصمة. وتظاهرة الأحد هي الأكبر منذ تلك التي شهدتها الجزيرة في 2022 عندما اثار الانقطاع اليومي للتيار الكهربائي احتجاجات في عدة مقاطعات وكذلك في هافانا. وفي 2022، شهدت كوبا انخفاضا غير مسبوق في إنتاجها من الكهرباء وحتى انقطاعا واسعا في التيار بسبب الإعصار إيان في 27 أيلول/سبتمبر. وتحسن الوضع في عام 2023. ويضم نظام توليد الكهرباء في كوبا ثماني محطات قديمة للطاقة الحرارية، بالإضافة إلى مولدات وثمانية قوارب لتوليد الطاقة مستأجرة من تركيا تأثرت أيضًا بنقص الوقود. فشل الاقتصاد الكوبي في التعافي منذ تفشي جائحة كوفيد. وقد تفاقمت نقاط الضعف في نظامها المركزي، مع تعزيز الحصار الأميركي المفروض منذ عام 1962. وفي عام 2023، تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2%، وفقا للأرقام الرسمية. شهدت كوبا منذ ثلاث سنوات تقريباً احتجاجات كبيرة مناهضة للحكومة بعد أشهر من الإغلاق وغياب السياح. في 11 تموز/يوليو 2021، تظاهر آلاف الكوبيين بشكل غير مسبوق هاتفين "نحن جائعون!" أو "تسقط الدكتاتورية!". وحكم على مئات المتظاهرين بالسجن لمدد تصل إلى 25 عاماً.
مشاركة :