بيروت - قال وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني أمين سلام اليوم الاثنين إن اقتصاد بلاده المضطرب منذ فترة طويلة يكتنفه الغموض بسبب الصراع الدائر على الحدود الجنوبية للبنان بين القوات الإسرائيلية وجماعة حزب الله. وأضاف سلام للصحفيين في أبوظبي أن لبنان لن يحقق توقعات بنمو سنوي يتراوح بين اثنين وأربعة بالمئة هذا العام بسبب الضربات عبر الحدود ذاكرا على هامش اجتماع منظمة التجارة العالمية "هناك أسئلة كثيرة تتعلق بالوضع في لبنان حاليا لكن بالتأكيد الأمور آخذة في التراجع بطريقة سلبية". وقال أنه من غير الواضح ما إذا كان الزوار سواء من المغتربين اللبنانيين أو غيرهم من السائحين سيزورون البلاد هذا الموسم. وأوضح أنهم ضخوا ما بين خمسة إلى سبعة مليارات دولار في الاقتصاد الصيف الماضي قائلا إن موسم الشتاء الحالي شهد قدوم عدد أقل من الزوار الأجانب عما كان متوقعا بعد موسم صيف قوي قبل اندلاع الحرب. وتحث الولايات المتحدة والبرازيل وأستراليا، التي تضم عددا كبيرا من اللبنانيين، المواطنين على إعادة النظر في السفر إلى لبنان ما سيؤثر سلبا على مستقبل الاقتصاد اللبناني وإمكانية تجاوزه للصعوبات التي عاشها في السنوات الماضية. وتابع سلام قائلا "لا نعرف حقا ما إذا كان بإمكاننا أن نترقب في الأشهر القليلة المقبلة موسم صيف يضخ مليارات الدولارات في الاقتصاد". وتتبادل القوات الإسرائيلية وجماعة حزب الله منذ أشهر إطلاق النار عبر الحدود الجنوبية للبنان. وتقول الجماعة المتحالفة مع إيران إن تبادل إطلاق النار يأتي دعما لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وشنت حماس هجوما عبر الحدود على إسرائيل انطلاقا من غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وتقول السلطات الإسرائيلية إن الهجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة، أُطلق سراح نحو 100 منهم في وقت لاحق. وردا على هذا الهجوم، تقصف إسرائيل قطاع غزة وتتوغل قواتها فيه بهدف تدمير حركة حماس التي تحكم القطاع الساحلي، حسب قول الحكومة الإسرائيلية. وأدت العمليات العسكرية إلى مقتل أكثر من 29 ألف فلسطيني من سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.5 مليون نسمة. وقال سلام "لبنان لا يتأثر فقط بالحرب في فلسطين وغزة. لبنان في حالة حرب. نحن نخسر أرضنا" مضيفا أن القتال على الحدود الجنوبية أثر سلبا على صادرات البلاد وتسبب في خسائر في الأراضي الزراعية والسلع بقيمة نحو 2.5 مليار دولار حتى الآن. وذكر أن الحكومة تسعى للحصول على مساعدة دولية لإعادة تأهيل الأراضي الزراعية التي تضررت بسبب القتال. وقال سلام "سيستغرق الأمر سنوات وسيتطلب الكثير من المال، لذلك سنسعى بالتأكيد إلى الحصول على مساعدة من المجتمع الدولي لإعادة تأهيل جميع المناطق". وبدأ الاقتصاد اللبناني في الانهيار عام 2019 بعد عقود من الإنفاق الحكومي المسرف والفساد وكذلك الخلافات السياسية.
مشاركة :