يعاني نصف سكان غزة من جوع «كارثي» بينما يتوقع بأن تضرب المجاعة شمال قطاع غزة «في أي وقت» بين الآن ومايو في غياب أي تدخل عاجل للحؤول دون ذلك، وفق ما جاء في تقييم أمن غذائي مدعوم من الأمم المتحدة، أمس، فيما قال الاتحاد الأوروبي إن إسرائيل حولت القطاع إلى «مقبرة مفتوحة» وتتسبب في حدوث مجاعة وتستخدم التجويع سلاحاً في الحرب. وقالت نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة بيث بيكدول لفرانس برس إن «وجود 50 في المئة من كامل السكان عند مستويات كارثية، قريبة من المجاعة، هو أمر غير مسبوق». وأفادت وكالات إغاثية عن صعوبات في بلوغ المنطقة لتوزيع المواد الغذائية وغير ذلك من المساعدات. مجاعة وشيكة وقال التقرير إن «المجاعة وشيكة في المناطق الشمالية ويتوقع بأن تحدث في أي وقت بين منتصف مارس ومايو 2024». وأضاف «كل الأدلة تشير إلى تسارع كبير في الوفيات وسوء التغذية. انتظار تصنيف مجاعة بأثر رجعي قبل التحرّك هو أمر لا يمكن قبوله». وذكر التقرير بأن المجاعة ستحصل بناء على «السيناريو الأكثر ترجيحاً»، على أساس الفرضيات التي تفيد بأن النزاع سيتصاعد، بما في ذلك عبر هجوم بري في رفح، وستواصل الأعمال العدائية عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية. في الأثناء، قال فيليب لازاريني مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» أمس إن الجوع في قطاع غزة «من صنع الإنسان». وأضاف خلال مؤتمر صحفي في القاهرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري إنه يمكن حل الأزمة وتغيير مسار الأمور من خلال إرادة سياسية سديدة، مشيراً إلى أنه يمكن «إغراق» غزة بالطعام من خلال المعابر. وأكد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بأن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة حوّلت القطاع إلى «مقبرة مفتوحة». وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «كانت غزة قبل الحرب سجناً مفتوحاً. باتت اليوم أكبر مقبرة مفتوحة». وأضاف «إنها مقبرة لعشرات آلاف الأشخاص كما أنها مقبرة للكثير من أهم مبادئ القانون الإنساني». كما قال بوريل في افتتاح مؤتمر بشأن المساعدات الإنسانية لغزة في بروكسل «في غزة لم نعد على شفا المجاعة، نحن في حالة مجاعة يعاني منها آلاف الأشخاص». وأضاف «هذا غير مقبول. المجاعة تستخدم سلاح حرب. إسرائيل تتسبب في المجاعة». ورداً على ذلك، حث يسرائيل كاتس وزير الخارجية الإسرائيلي بوريل على «التوقف عن مهاجمة إسرائيل والاعتراف بحقنا في الدفاع عن النفس ضد جرائم حماس». وقال كاتس على منصة «إكس» إن إسرائيل سمحت «بدخول مساعدات إنسانية كبيرة إلى غزة عن طريق البر والجو والبحر، لأي شخص يرغب في المساعدة»، لكن هذه المساعدة «جرى إعاقتها بعنف» من قبل مسلحي حركة (حماس) «بالتعاون» مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). عرقلة المساعدات إلى ذلك، اتهمت منظمة «أوكسفام» غير الحكومية في تقرير إسرائيل بـ«تعمد» منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك المواد الغذائية والمعدات الطبية، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي. وقالت أوكسفام في تقريرها: «رغم مسؤوليتها كقوة احتلال، فإن ممارسات إسرائيل وقراراتها تُواصل بشكل منهجي ومتعمد عرقلة ومنع أي استجابة إنسانية دولية ذات مغزى في قطاع غزة». وقالت «أوكسفام» إن «الظروف التي شهدناها في غزة أسوأ من كونها كارثية»، في وقت بات القطاع على شفا مجاعة. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :