قال رئيس تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني علي محمود العبد الله إن القطاع الصحي في لبنان عموما” يعاني من الآثار المدمّرة للأزمة الاقتصادية والمالية، لكن الشمال وعكار تحديدا” تلقت ضربة كبيرة وموجعة على مستوى القطاع الصحي، وهي بحاجة إلى دعم كبير لكي تواصل المرافق الصحية أداء دورها الاجتماعي الحيوي. وأضاف: “باختصار، الاستشفاء الحكومي في عكار يعاني من تحديات خطيرة، ولن يتمكن من الإستمرار بخدمة المواطنين من دون دعم على كل المستويات”. وقال العبد الله خلال إحتفال بمناسبة تسليم هبة معدات طبية لمستشفى عكار الحكومي بالتعاون مع السفارة الصينية في لبنان: “نحن ملتزمون بدعم المؤسسات الصحية، وهذه ليست المرة الأولى التي نولّي فيها المستشفيات الحكومية الإهتمام والدعم من خلال تقديم الهبات بالتعاون مع السفارة الصينية، وأنا أوجّه التحية من عكار إلى السفارة الصينية التي لم تتردد يوما” في دعم عكار في شتى المجالات”. وأضاف العبد الله: “أزمة مرضى الكلى تتفاقم في لبنان خصوصا” بعد تعثر تزويد المستشفيات الحكومية بالأدوية والمستلزمات الأساسية المستخدمة في مراكز غسل الكلى، ومغادرة العديد من الأطباء لبنان بعد الأزمة الاقتصادية. وتزامن ذلك مع إرتفاع تكلفة جلسة غسيل الكلى بشكل يفوق قدرة معظم المرضى البالغ عددهم نحو 4000، فضلا” عن المرضى الذين خضعوا لزرع كلية والذين يناهز عددهم نحو 1000. ونسبة كبيرة من مرضى الكلى تحتاج إلى حوالي 3 جلسات غسيل كلى أسبوعيا”. وقال العبد الله: “صحيح أن الأزمة وطنية وتشمل كل لبنان، إلا أن عكار المحرومة أصلا” من العناية اللازمة سواء” على صعيد عدد المستشفيات والأطباء أو على صعيد توفّر إختصاصات الأطباء، دخلت بعد الإنهيار الإقتصادي في نفق مظلم، وهي بحاجة لدعمنا جميعا”. من جهته قال مدير مستشفى عبد الله الراسي الحكومي في عكار الدكتور محمد خضرين: “أتوجه بالشكر إلى علي محمود العبد الله والسفارة الصينية على إهتمامهما بعكار وعلى دورهما الإجتماعي الكبير، هذه ليست أول مرة يقدمان فيها المساعدات إلى القطاع الطبي، وهما يعيان بدقة تحديات هذا القطاع”. وأضاف الدكتور خضرين: “التحديات كبيرة في عكار، ونحن نبذل كل الجهود لخدمة المواطنين في شتى المجالات الطبية، إلا أننا نواجه تحديات متزايدة. عملية غسل الكلى هي أمر بالغ الأهمية بالنسبة لمرضى الكلى، وهي مسألة حياة أو موت. كذلك، من الضروري الإشارة إلى أن مريض الكلى يحتاج أحيانا إلى 3 جلسات غسيل أسبوعيا”، ويصل متوسط عدد الساعات في كل جلسة غسيل إلى نحو 4 ساعات، وهذا يعني أن مريض الكلى يمضي ما متوسطه 12 ساعة أسبوعيا” في مركز غسل الكلى. هذا الأمر يشكل ضغطا” على المستشفيات غير المجهزة بشكل جيد، وضغطا” على المرضى الذين يستحقون منا العناية الكاملة، وهذه واجباتنا”. وختم العبد الله قائلا: “سبق أن قلت إثر الإنهيار الإقتصادي أن لا حلّ أمامنا سوى بالتضامن الإجتماعي، ولبنان الذي نحبه يحتاجنا في كل المجالات. واليوم أقول بكل ثقة أن الشعب اللبناني من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، أثبت بعد الإنهيار أنه شعب حيّ وكريم ومُحب وجبار، ولا يدير ظهره لأخوته في الملمات، ولهذا لا خوف على لبنان ولا على شعبه طالما أننا متضامنون ومجتمعنا متماسك. الهبة التي تم تقديمها اليوم إلى مستشفى عبد الله الراسي الحكومي هي مجرد أمر بسيط ولا يقاس بحجم تضحيات الكادر الطبي في المستشفى وأنا أعلم كم يعانون، لكنهم منذ فترة طويلة وحتى قبل الأزمة يمارسون دورهم “باللحم الحيّ” ولم يتأخروا يوما” عن خدمة أبناء عكار والشمال عموما”.
مشاركة :