أفادت مصادر فلسطينية وإسرائيلية فجر اليوم (الاثنين) بأن الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية واسعة في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، فيما حملت وزارة الصحة في قطاع غزة الجيش الإسرائيلي مسؤولية ما يجري داخل المجمع. وقال شهود عيان لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن قوات إسرائيلية بزي مدني دخلت المجمع الذي يضم مئات النازحين والجرحى والمرضى والطواقم الطبية تزامنا مع تحضيرهم لوجبة السحور فجر يوم الثامن من رمضان. وذكر الشهود أن دوي اشتباكات اندلعت بين مسلحين فلسطينيين والقوات والآليات الإسرائيلية التي حاصرت المجمع من عدة جهات لبعض الوقت ومن ثم دخلته. وأضافوا أن الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية استهدفت بشكل مكثف محيط المجمع الطبي تزامنا مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية. وأشاروا إلى أن الجيش طالب عبر مكبرات الصوت النازحين بمغادرة المجمع الطبي تزامنا مع هجومه وسط حالة من الخوف والذعر لاسيما في صفوف النساء والأطفال. بدورها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن سقوط قتلي وجرحى إثر اقتحام قوات الاحتلال مجمع الشفاء الطبي. وأفادت في بيان مقتضب بنشوب حريق على بوابة المجمع ووقوع حالات اختناق بين النساء والأطفال النازحين. ولم يشر بيان الوزارة لأعداد القتلى والإصابات أو طبيعية ما يجري داخل المجمع الطبي الذي يعد الأكثر في القطاع. وأظهرت مقاطع مصورة نشرها نشطاء على موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) مبنى في المجمع يحترق وآخر للنازحين وهم يفرون من المجمع في ظلام دامس نظرا لانقطاع التيار الكهربائي. من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته تنفذ عملية عسكرية مستهدفة مجمع الشفاء في أعقاب معلومات استخباراتية حول وجود قيادات كبار في حماس في المنطقة يستخدمون المستشفى لتنفيذ عمليات. وذكر الجيش في بيان إنه تم تدريب القوات العاملة في المنطقة على هذه المهمة وإطلاعها مسبقاً على أهمية منع الأذى عن المدنيين والمرضى والفرق الطبية والمعدات الطبية. وتابع البيان أن الجيش سيواصل الجهود الإنسانية وتوفير الغذاء والماء والإمدادات الأخرى للمرضى والمدنيين في المجمع في إطار استمرار العملية. في المقابل، حملت وزارة الصحة في قطاع غزة، الجيش الإسرائيلي مسؤولية حياة الطواقم الطبية والمرضى والنازحين داخل مجمع الشفاء. واعتبرت في بيان منفصل أن ما تقوم به قوات الجيش الإسرائيلي ضد المجمع يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الانسانية واتفاقية حنيف الرابعة. وتابع البيان أن الجيش مازال يستخدم رواياته "المفبركة في خداع العالم ولتبرير اقتحام المجمع"، لافتا إلى أن الهجوم العسكري هدفه تدمير المنظومة الصحية. وطالب البيان المجتمع الدولي برفض ممارسات الجيش الإسرائيلي ضد المجمع وتوجه المؤسسات الأممية بالتوجه فورا للمجمع لحمايته وحماية من بداخله ومنع الاستهداف الإسرائيلي له. وهذه هي المرة الثانية التي يقتحم فيها الجيش الإسرائيلي المجمع الطبي منذ بداية الحرب على القطاع في السابع من أكتوبر الماضي، حيث كانت الأولى في 16 نوفمبر الماضي واستمرت نحو 8 أيام دمر خلالها أجزاء من مبانيه وساحاته. وتخوض إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي حربا ضد حركة حماس في قطاع غزة أدت لمقتل أكثر من 31 ألف قتيل وأسفرت عن دمار واسع وأزمة إنسانية. وجاءت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما مباغتا على عدد من القواعد العسكرية والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع القطاع أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي.
مشاركة :