يُعد مركز زوار الأخدود الأثري بنجران بمساراته المادية وغير المادية، نافذة مهمة للتعريف بالتراث الوطني، وزيادة الوعي به، وبأهميته الثقافية والتاريخية، حيث بات نقطة جذب كبيرة للسواح والزوار من داخل المملكة وخارجها، لما يقدمه من تجربة سياحية فريدة لزوار الموقع للتعريف بالثقافة والتراث الوطني.وجهّزت "هيئة التراث" في موقع الأخدود الأثري مركزًا متخصصًا للزوار، الذي يقع على مساحة تقدر بـ 300 متر مربع، بساحات أمامية تقدر مساحتها الإجمالية بـ 3.400 متر مربع، ليكون بمثابة مركز تعريفي شامل بتاريخ وحضارة منطقة نجران منذ عصور ما قبل التاريخ، وحتى العصر الحديث، كما يتضمن معلومات تفصيلية حول موقع الأخدود الأثري، ونتائج التنقيبات الأثرية فيه. واهتم مركز زوار الأخدود الأثري بالناشئة، إذ خصص قاعات للأطفال تتميز بالإطلالة على موقع الأخدود، مع احتوائها على الألوان والصور الجذابة، إضافة إلى طيف واسع من المعلومات الثقافية والتراثية التي تأخذ الزائر في رحلة متعددة الفصول؛ للتعريف بمنطقة نجران بداية من النشأة والتاريخ، مرورًا بمراحل تطورها عبر العصور المتلاحقة وما خطته أيدي الرحالة والمؤرخين عن نجران، فيما خصصت قاعة لتعريف الزوّار بموقع الأخدود الأثري وقصة أصحاب الأخدود، وجهود البحث والتنقيب الأثرية في الموقع، وما أسفرت عنه من اكتشافات أثرية يضمها الموقع. ويشهد المركز توافدًا مستمرًا من الزوار طيلة أيام العام، وقد استقبل في العام الماضي 2023 نحو 39.781 زائرًا بمعدل 3060 زائرًا شهريًا، وخلال جولة وكالة الأنباء السعودية بالموقع التقت بعدد الزوّار الأجانب حيث عبر الزائر من ولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية "بو جليم" عن إعجابه بالموقع، وما يحتويه من معلوماته تاريخية ونقوش أثرية، وبما تقدمه المملكة من تسهيلات للسائحين من خارج المملكة. فيما ذكر السائح من دولة السودان شوقي أحمد، الذي جاء للموقع مع أفراد عائلته، أن مركز زوار الأخدود يقدم معلومات وافية عن الموقع ومساراته وعن منطقة نجران وتاريخها وعاداتها وتقاليدها، مبديًا إعجابه بتصميم المركز ومساراته الحديثة التي تنقل الزائر بين فصول متعددة في التاريخ والآثار.بدورة قال الزائر ياسر حسين، من دولة باكستان: "إن موقع الأخدود الأثري من المواقع التاريخية الهامة للتعريف بقصة ذات معاني ومدلولات تاريخية ذكرت في القرآن الكريم، وشاهدة على حقبة زمنية مهمة في تاريخ البشرية".
مشاركة :