مروان عيسى القيادي المراوغ بحركة حماس والذي قالت الولايات المتحدة إن إسرائيل قتلته، كان قد نجا من محاولات اغتيال سابقة ليقضي سنوات في التخطيط لعمليات توغل في إسرائيل منها هجوم السابع من أكتوبر الذي أطلق شرارة الحرب الدائرة في غزة. وقال مصدر في حماس لرويترز "الأخ عيسى عبارة عن كابوس بيمشي على الأرض بالنسبة للعدو"، مشيدا بمهاراته شبه العسكرية. ويقول مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن عيسى قُتل في عملية إسرائيلية الأسبوع الماضي. ولم تؤكد إسرائيل ولا حماس ذلك. وعيسى، الذي يُطلق عليه الفلسطينيون لقب "رجل الظل" لقدرته على التخفي عن أعين العدو، ارتقى إلى المرتبة الثالثة داخل حركة حماس. وشكل مع قياديين آخرين في حماس مجلساً عسكرياً سرياً من ثلاثة أعضاء على رأس الحركة. وخططوا لهجوم السابع من أكتوبر ويُعتقد أنهم يديرون العمليات العسكرية من الأنفاق والشوارع الخلفية في غزة منذ ذلك الحين. ووفقا للإحصائيات الإسرائيلية، تسبب الهجوم في مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة تقريبا. وهو الهجوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل منذ قيام دولتها قبل 75 عاما. وفي أعقاب ذلك، توعدت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بقتل الثلاثة وهم يحيى السنوار زعيم حماس في غزة، ومحمد الضيف قائد الجناح العسكري، وعيسى نائبه. وسيكون مقتل عيسى بمثابة ضربة قوية لحماس التي تواجه حملة جوية وبرية إسرائيلية لا هوادة فيها للقضاء عليها وسحق معقلها في قطاع غزة حيث تقول السلطات الصحية إن الحملة الإسرائيلية قتلت ما يقرب من 32 ألفا حتى الآن. وقد يؤدي مقتله أيضا إلى تعقيد الجهود الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، لكن إسرائيل تقول إن المحادثات مستمرة من خلال وسطاء مصريين وقطريين. وردا على سؤال حول ما تردد عن مقتله، قال المصدر في حماس إنها قد تكون حربا نفسية إسرائيلية. وأضاف أن عيسى ساعد في بناء القدرات العسكرية لحماس بما في ذلك الصواريخ. وبحسب مصادر في حماس، تعلم عيسى مهارات النجاة من الضيف الذي نجا من سبع محاولات اغتيال دبرتها إسرائيل وتسببت في إصابته بتشوهات واضطراره لاستخدام كرسي متحرك. * تدمير المنزل ومقتل الابن كان عيسى الذي ولد عام 1965 على قائمة أبرز المطلوبين لدى إسرائيل وأصيب في محاولة اغتيال عام 2006 خلال لقاء مع ضيف. ودمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزله مرتين خلال اجتياح غزة عامي 2014 و2021، ما أدى إلى مقتل شقيقه. وقُتل نجل عيسى، وهو من مؤيدي حماس المعروفين، في غارة جوية إسرائيلية على وسط قطاع غزة في ديسمبر. وصنفت الولايات المتحدة عيسى على أنه "إرهابي عالمي مصنف تصنيفا خاصا" في سبتمبر 2019. ومثل محمد الضيف، لم تكن ملامحه معروفة للعامة حتى عام 2011 عندما ظهر في صورة جماعية التقطت خلال عملية تبادل للأسرى والمعتقلين مع إسرائيل كان قد ساعد في تنظيمها. وتكهنت مصادر فلسطينية بأن كبار قادة حماس الثلاثة يختبئون في أنفاق طويلة ومتشابكة تحت القطاع، لكنهم قد يكونوا في أي مكان في غزة، وهي واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم. وشارك عيسى، وربما هو الأقل شهرة بين الثلاثة، في العديد من القرارات الكبرى التي اتخذتها حماس في السنوات القليلة الماضية. وولد الثلاثة في عائلات للاجئين فروا أو طردوا عام 1948 من المناطق التي أصبحت بعد ذلك تابعة لإسرائيل. وقضى جميعهم سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إذ قضى عيسى خمس سنوات بداية من عام 1987. وقضى السنوار 22 عاما في السجن بداية من عام 1988 بتهمة اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين بالإضافة إلى قتل أربعة فلسطينيين متعاونين مع إسرائيل. وكان الشخصية الأبرز من بين 1027 فلسطينيا أطلقت إسرائيل سراحهم في عام 2011 مقابل إطلاق سراح أحد جنودها، جلعاد شاليط، الذي أسرته حماس في غارة عبر الحدود قبل ذلك بخمس سنوات. وكان عيسى واحدا من قادة حماس الذين تفاوضوا على تلك الصفقة. وكان جيرهارد كونراد وسيط وكالة الاستخبارات الألمانية من عام 2009 إلى عام 2011، من بين القلائل الذين التقوا بعيسى أثناء التفاوض على صفقة التبادل المتعلقة بشاليط. وقال كونراد في مقابلة تلفزيونية: "لقد كان دقيقاً للغاية ومحللاً حريصاً. هذا هو انطباعي عنه. كان يحفظ الملفات عن ظهر قلب". وقتلت إسرائيل أكثر من قيادي بحماس في الماضي منهم مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين وزعيمها السابق عبد العزيز الرنتيسي الذي اغتيل في غارة جوية عام 2004. وجرى ترقية قادة جدد لملء أماكنهم. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :