رجل أمن يودع الحياة بعد إنقاذه امرأة وطفلها في حادث مروري بالسليل

  • 4/7/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ودّع رجل الإنقاذ الأول "العريف ناصر بن محمد الصايغ"، من منسوبي الدفاع المدني بمحافظة السليل الحياة بعد أن قام بعمل بطولي أثناء مشاركته مع زملائه في مباشرة حادث مروري لعائلة التحمت مركبتهم بشاحنة على طريق مركز الشيدية التابع للمحافظة وقام بإخراج امرأة وطفلها من داخل حطام الحديد بعد توغله داخل السيارة التي ارتطمت بالشاحنة وتسببت بوفاة رجل وطفل كانا مرافقين للمرأة وطفلها الناجين من الحادث.    وقد تعرض العريف "ناصر" لإصابة في قدمه بشظية حديد أثناء عملية إخراج المصابين وتم نقله للمستشفى وقدم له بعض العلاجات اللازمة ومنها إبرة تسمم والتي ينتظر لجنة من صحة الرياض بإجراء تحقيق موسع لمعرفة العلاج الذي أعطي للمتوفى.   وروى إبراهيم الصايغ شقيق المتوفى لـ"سبق"، أن شقيقه يعمل برتبة عريف بالدفاع المدني بالسليل ومنذ فترة طويلة وباشر هو وزملاؤه حادثًا مروريًا على طريق مركز الشيدية بين مركبة وشاحنة كبيرة واحتجاز أشخاص بداخلها.     وأشار: بعد وصولهم للحادث والأجواء ممطرة قام -المرحوم إن شاء الله - بقص الحديد وتبين أن السائق وأحد الأطفال متوفان وتوجد امرأة وطفل محتجزين في آخر المركبة ومازالا على قيد الحياة وتوغل "ناصر" وقام بقص الحديد من الداخل وأخرج المرأة وطفلها وبعد عودة الفرقة للمركز كان شقيقي يتحدث لزملائه بأن شعوره لا يوصف لإنقاذ امرأة وطفل وكان يصف الوضع كأنه رزق بمولود جديد.   وأردف: كان زملاؤه يلاحظون عليه التعب والإعياء وهو مصاب في قدمه بجرح وقاموا بنقله للمستشفى وضمد الأطباء الجرح وقدموا له بعض العلاجات اللازمة وذهبوا به للمنزل وبعد وصوله قبل والدتي ووالدي واحتضن أبناءه وكأنه يودعهم لآخر مرة وعلى الرغم من شعوره بالتعب والإرهاق إلا أنه ينتابه الفرح والسرور بإنقاذه امرأة أرملة وطفلها المتبقي من موت محقق وكان يتحدث عن عملية الإنقاذ التي قام بها ويقول يكفيني من الدنيا هذا الموقف وكأني رزقت بمولود جديد.   وأضاف وبعد قرابة نصف ساعة عدنا للمركز بطلب الاستئذان من العمل لشعور شقيقي "ناصر" بالتعب وأثناء ذلك تعرض لحالة إغماء ونقل للمستشفى وتوفي مباشرة وأديت الصلاة عليه مع الأشخاص المتوفين الذين كانوا مرافقين مع المرأة وطفلها حيث تبين أن زوجها كان متوفى قبل عدة أشهر.   وقال إبراهيم: "شقيقي توفي وهو على رأس العمل ويرتدي البدلة العسكرية وختم حياته بموقف بطولي وهو متزوج ولديه بنتان هن : نورة 7 سنوات، وريم 4 سنوات، إضافة إلى ولد واحد اسمه محمد 6 سنوات وقد عقد قرانه من زوجته الثانية وحدد حفل الزواج بتاريخ 15 / 8 / 1437هـ، وكان همه الوحيد هو تجهيز منزله الذي أشتراه وأسقط قرض البنك العقاري عليه لكن الموت غيبه قبل أن يسكنه".   ويناشد شقيقه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، قائلاً: "عودنا الوقوف مع رجال الأمن في السراء والضراء وأتمنى أن يعامل شقيقي الذي خدم جل حياته بالعسكرية وتوفي وهو على رأس العمل بمعاملة شهداء الواجب.   من جهة أخرى وصف مدير الدفاع المدني بالسليل العقيد مبارك بن عبدالله الدوسري، العريف ناصر الصايغ  -رحمه الله - بأنه من خيرة العاملين في الإدارة ويعد رجل إنقاذ من الدرجة الأولى، وله مواقف عدة، في إنقاذ عديد من الأشخاص، وله مواقف بطولية أثناء عمله شهد بها زملاؤه في العمل.    وقال مدير مستشفى محافظة السليل الاختصاصي ماجد الحابي إن المريض حضر لقسم الطوارئ يوم الجمعة الساعة السابعة وخمسين دقيقة وكان لديه إصابة بسيطة بالقدم وتم عمل اللازم له وتم إعطاؤه العلاجات اللازمة وغادر المستشفى.   وأضاف "الحابي": وفي تمام الساعة التاسعة والربع في اليوم نفسه أُحضر الشخص نفسه من قِبل زملائه وكان متوقف القلب وعلى  الفور تم عمل إنعاش قلبي رئوي نحو ٥٥ دقيقة وتم إعلان الوفاة رسميًا.   وأكد أنه بناء على ذلك تم عقد اللجنة الفنية  لبحث ملابسات الوفاة حسب ما لدينا من أنظمة لمثل هذه الحالات ورأت اللجنة أن ما تم تقديمه للمتوفى -رحمه الله - حسب الأعراف الطبية وليس هناك أي علامات تدل على تأثره من العلاجات التي تم إعطاؤه إياها في المرة الأولى، مشيرًا إلى أنه وبحسب الأنظمة المتبعة، ولتأكدهم كذلك من دراسة الحالة، تم رفع كامل المعاملة لصحة الرياض، لعرض ملف المتوفى على لجنة عليا متخصصة ومحايدة، للتحقيق في الموضوع.

مشاركة :