حذرت الأمم المتحدة من تزايد عدد حديثي الولادة الذين يشارفون على الموت في غزة، فيما اعتبر مسؤول أممي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن الوضع في القطاع أكبر من مجرد أزمة إنسانية، مشيراً إلى الخوف على مصير مليون امرأة وفتاة. وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن السلطات الإسرائيلية خلال أول أسبوعين من الشهر الحالي، لم تُيسر سوى وصول 11 بعثة إنسانية من أصل 24 كان مخطط توجهها إلى شمال غزة، إذ رُفض دخول بقية البعثات أو تم تأجيلها، مؤكداً أن القيود المفروضة على توصيل المساعدات إلى غزة ما زالت تعوق وصول الإمدادات المنقذة للحياة، خاصة لمئات آلاف السكان شمال القطاع، فيما يزداد عدد الأطفال على شفا الموت بسبب الجوع الحاد. وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت هاريس، إن «الأطباء والعاملين الصحيين يخبروننا بأنهم يرون أكثر فأكثر آثار الجوع على الناس في غزة، فهم يرون حديثي ولادة يموتون لأنهم يولدون وأوزانهم قليلة جداً، وبشكل متزايد نرى أطفالاً على شفا الموت ويحتاجون لرعاية تغذوية». وفيما ترتفع بشكل حاد معدلات سوء التغذية شمال غزة، تدعم منظمة الصحة العالمية إنشاء مركز تغذوي في مستشفى كمال عدوان، وهي مستشفى الأطفال الوحيد شمال القطاع. وتدعم المنظمة مركزاً في رفح لعلاج الأطفال الذين يعانون مضاعفات سوء التغذية الحاد، كما تسهم في إنشاء مركز آخر في رفح في مستشفى ميداني. وشدد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية مراراً على ضرورة أن تضمن القوات الإسرائيلية الوصول الآمن والمستدام دون عوائق إلى مختلف أنحاء غزة، وفتح جميع نقاط العبور الممكنة للقطاع؛ لأن الطرق البرية هي السبيل الوحيد لتوصيل المساعدات بالحجم المطلوب لمنع حدوث المجاعة. وبيَّن نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق أن إرسال المساعدات إلى شمال غزة يتطلب الحصول على موافقات يومية من السلطات الإسرائيلية، وأن قوافل الشاحنات غالباً ما تتم إعادتها دون السماح بدخولها حتى بعد انتظار طويل عند نقطة تفتيش وادي غزة. وفي السياق، وصف دومينيك ألين، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين، الوضع في غزة بأنه أكبر بكثير من مجرد أزمة إنسانية، مشيراً إلى أنه يشعر بالرعب على مصير مليون امرأة وفتاة، وأن حوالي 180 حالة ولادة يشهدها القطاع كل يوم. وبعد زيارته إلى شمال غزة في مهمة نفذتها الأمم المتحدة قبل أيام عدة، لتوصيل مساعدات طبية إلى مستشفى الأهلي والصحابة، قال دومينيك في تصريح لـ«الاتحاد»، إنهم أثناء تنقلهم كان يصعب عليهم نظرات الناس والمشاعر يصعب وصفها وإن كل من تحدثوا إليهم كانوا هزيلين وجائعين. وكشف دومينيك عن أن بعض النساء فقدن أطفالهن، بجانب أن الخوف موجود في كل مكان بالقطاع، وبشكل خاص بالنسبة للنساء الحوامل. وقال: «المواليد الجدد ليسوا بالحجم الطبيعي، كما أن العاملين الصحيين يرون بشكل مأساوي زيادة في عدد الأطفال الذين يولدون ميتين، بخلاف المزيد من وفيات الأطفال حديثي الولادة». وأشار إلى أن كل يوم في شمال غزة يعتبر معركة من أجل البقاء، حيث التقى عدداً من مقدمي الخدمة الصحية في مستشفى «الصباح» والذين عبروا عن مخاوفهم بسبب النزوح مرات عدة، بجانب المعاناة من الجوع، كما يواجه العاملون في المستشفى زيادة حالات الولادة المعقدة والحاجة إلى مزيد من الرعاية الصحية. ونقل المسؤول الأممي - من خلال لقاءاتهم مع عدد من النساء في ملاجئ غير رسمية - أنهن يواجهن تحديات كبيرة، باعتبارهن إحدى المجموعات الضعيفة، ويحتجن إلى المستلزمات الصحية والنظافة النسائية. وشدد ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين، على الحاجة لزيادة القدرات من خلال المزيد من المستشفيات الميدانية والمساعدة في الحصول على المزيد من الإمكانات على الأرض، وزيادة التعزيزات على مستوى العاملين في القطاع الصحي.
مشاركة :