الشركات الأمريكية تواجه أكبر انخفاض في عائداتها منذ 2009

  • 4/8/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ذكرت تقارير واردة من إس آند بي غلوبال ماركت انتلجنس، أن وول ستريت بدأت قبيل بداية موسم إعلان نتائج الأرباح والعائدات الأسبوع المقبل في التأهب لانخفاض يبلغ 7.9% في أرباح الربع الأول للشركات المدرجة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500، وهو الانخفاض الأكبر حجماً منذ العام 2009. أشار التقرير إلى أن الشركات الأمريكية تواجه أكبر أزمة في مستويات أرباحها بسبب الانخفاض الدراماتيكي في أسعار النفط العالمية وتباطؤ الاقتصاد العالمي، فضلاً عن أن القوة التي حظي بها الدولار الأمريكي كانت سبباً مباشراً في ما وصل إليه حال الشركات الأمريكية. وقال خبراء أن أرباح الشركات في طريقها لأن تحقق هبوطا للربع الثالث على التوالي، وهي السلسلة الهبوطية المتوالية التي تعتبر الأطول منذ الكساد العظيم. ولا تبدو أي من هذه الأخبار جيدة لأسواق الأسهم العالمية ككل، التي شهدت خلال الشهرين الماضيين انتعاشاً ملحوظاً بسبب التلاشي الجزئي للمخاوف المرتبطة بمعدلات النمو العالمية. وجاء في التقرير أن الفترة القادمة من المرجح أن تكون أسوأ فترة تواجه الشركات الأمريكية في ما يتعلق بأرباحها وعائداتها. وسيكون الأسبوع المقبل حدثاً كبيراً وسيتم اعتباره البداية غير الرسمية لموسم إعلان النتائج الربعية، حيث ستعلن كل من ألوكا وجي بي مورغان وسيتي غروب عن نتائجها. وأشارت دراسة أجرتها فاكت ست إلى أنه وبغض النظر عن الارتفاع الملحوظ الذي تشهده حالياً أسعار الأسهم، فإن من المتوقع أن يبلغ الانخفاض في عوائد الشركات في الربع الأول من العام الجاري 9.6%، وهو الانخفاض الأكبر أيضاً منذ العام 2009. وعزت التقارير هذه الحالة إجمالاً إلى الانخفاض الكبير في أسعار النفط العالمية، حيث إن من المتوقع أن يشهد قطاع الطاقة خسائر ملحوظة للربع الأول من العام الجاري للمرة الأولى منذ أن بدأ مؤشر إس آند بي 500 باستضافة هذا القطاع في بورصته في العام 1999. كما أن قوة الدولار الأمريكي كانت سبباً مباشراً في الخسائر التي من المتوقع أن تحققها الشركات عند إعلانها عن نتائجها، حيث إن من المرجح أن تنخفض أرباح مؤشر إس آند بي 500 إجمالاً بـ3.7% للربع الأول أيضاً. وقال خبراء أن التأثير السلبي لقوة الدولار الأمريكي لا تتمثل فقط في ارتفاع أسعار المنتجات والسلع إلى الخارج، بل إن تلك القوة تلقي بظلالها أيضاً على عوائد الشركات عندما يتم تحويل أموالها الخارجية إلى العملة الأمريكية. ويوضح هذا الأمر سبب تأهب شركات قطاع التقنية إلى انخفاض يبلغ 5.9% في عائداتها وأرباحها للربع الأول من العام الجاري. كما أن من المتوقع أن تعلن كل من كوكا كولا وبوينغ خسائر كبرى في مبيعاتها الخارجية تماشياً مع الموجة العامة للخسائر. وخلافاً للتوجه الهبوطي السائد في الوقت الراهن، فإن هنالك 3 قطاعات من المتوقع لها أن تحقق أرباحاً، وهي قطاعات الصحة والاتصالات، إضافة إلى قطاع السلع الاستهلاكية المتنوعة، وهي القطاعات الوحيدة التي استفادت من انخفاض أسعار النفط العالمية بسبب أن المستهلكين يملكون أموالاً أكثر لإنفاقها. ومما تجدر الإشارة إليه أن الرؤساء التنفيذيين للشركات دائما ما يعلنون عن الحد الأدنى المتوقع لأرباح وعائدات شركاتهم بما يضمن مصداقيتهم، ما يؤدي إلى تراجع في قيم أسهمها. وبدأت هذه الطريقة بالتغير مؤخراً بالنظر إلى التقلبات التي تشهدها الأسواق العالمية والبورصات، وصعوبة توقع النتائج في ظل هذه الأسباب. كما أدت تلك التقلبات التي ضربت الأسواق إلى إرغام المحليين الاقتصاديين على القول إن نتائج أرباح هذا الربع ربما تكون في أسوأ وضع لها منذ الكساد العظيم.

مشاركة :