افتتح عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، صباح أمس، المعارض الدولية الموازية لملتقى الشارقة للخط في دورته السابعة، التي تقام في متحف الشارقة للفنون تحت عنوان للنقطة تجلياتها، بحضور الشيخة نوار بنت أحمد القاسمي، مسؤولة الاتصال والعلاقات العامة في مؤسسة الشارقة للفنون، ومنال عطايا مدير عام إدارة متاحف الشارقة، وعدد من الفنانين والنقاد. تجول العويس متفقداً الأعمال الفنية المشاركة، التي تناولت ثيمة النقطة وتجلياتها في الثقافات المتعددة من خلال الأبعاد والرؤى الفنية والجمالية لكل فنان، ومن خلال تجاربه وخبراته وثقافته الاجتماعية وكيفية تعاطيه مع مفهوم النقطة بصرياً وسيكولوجياً. اشتمل الافتتاح على 28 معرضاً لثلاثين فناناً دولياً لهم شهرتهم وبصماتهم الفنية، وهم: ريشارد نيسن (هولندا)، إل السيد (فرنسا)، إيان بيرنز (الولايات المتحدة)، عبدالرحمن النغيمشي (السعودية)، فينسنت حافظ (فرنسا)، طلال الزيد (السعودية)، كاميلو روجاس (الولايات المتحدة)، أندروفان دير ميرو (جنوب إفريقيا)، سامح إسماعيل (مصر)، أليكساندر توبورويكز (بولندا)، باميلا بولسرود (الولايات المتحدة)، ثريا السيد (المملكة المتحدة)، لولوا الحمود (السعودية)، محمد أبو النجا (مصر)، محسن غريب (البحرين)، رامين شيردل (إيران)، ضياء البطل (المملكة المتحدة)، علي رزا أستانة (إيران)، هان زانغ (الصين)، نرجس نور الدين (لبنان)، هانز كريتيان بيرج (فنلندا)، إيريك ومارتن ديمين (الولايات المتحدة)، كارلوس مارس (الولايات المتحدة)، بوكراس لامباس (روسيا)، شاروي تساي (تايوان)، ستيفن ساجميستر (النمسا)، ريو شيميزو (اليابان)، شفق أحمد (باكستان)، بابلو ليمان (ألمانيا). ويلقي المعرض الضوء على مجموعة من الأعمال الخطية والحروفية التي تمزج بين التيار التشكيلي المعاصر وقواعد الحرف الكلاسيكية المتعارف عليها، حيث يبذل الفنانون في هذا المعرض جهداً في اختبار أساليب ومسطحات بصرية تستخدم فيها الكثير من المواضيع والمساحات اللونية والتقنيات المتعددة، بما في ذلك الأحرف والكلمات، في علاقة مرئية وحوار خطي يمتلك خصوصية لجهة اللوحة الحروفية وعناصرها التشكيلية، حيث تستخدم بعض الأساليب والمفردات في سعي لإبراز القوة الروحية للخط ودوره في الكشف عن جماليات وفلسفة النقطة. تضيء الأعمال المشاركة على النقطة وحركتها وتناغمها الجمالي في اللوحة المرسومة من خلال بحث جمالي معاصر، يتجاوز في كثير من مواضعه أطر التوظيف اللغوي، نحو صياغات بصرية راهنة تستلهم طاقته وحيويته، ضمن فضاء تشكيلي تبرز من خلاله مختلف فنون الصورة الخطية، مفاهيمياً وفراغياً، بتقنيات متعددة، التي تؤكد هويته الجمالية الراسخة، الهوية المتفردة التي تمنح المضمون عمق المعنى وتضفي على النص زخم التلقي. وتبرز العديد من التجارب التي عملت على إعادة تكوين اللوحة على أساس بصري ورمزي محاولة الوصول بالحرف إلى قيمة بذاته، وهذه المعالجة إنما تطلق الحرف كقيمة حضارية لا تختص بالحضارة العربية، رغم كون الحرف عربي الدلالة، إلا أنها تنتمي إلى الأفق الأوسع في الحضارة الإنسانية ممتدة من الماضي إلى المستقبل مروراً بالحاضر. وتستخدم أعمال أخرى مزيجاً من الكلمات العربية والإنجليزية، كما في عمل إريك ومارتن ديمين من الولايات المتحدة عبر تصميم وابتكار منحوتات من الورق المطوي والعديد من المطبوعات في محاولة لتوضيح التفسيرات الفنية للخط. بينما تؤكد أعمال أخرى تلك الموسيقى الغنائية الخفية الناتجة عن إيقاعات الحروف بنسبها وألوانها وتبادلاتها، في تكوينات وصيغ إبداعية جديدة، مستخدمة المؤثرات الصوتية والفيديو آرت وانعكاسات الضوء على الحروف والنقط بغية الوصول إلى المعنى المراد، ومن جانب آخر تربط بعض الأعمال بالخط العربي في أدائه الوظيفي للتعبير عن الأفكار والمواضيع كوسيلة لغوية، وضمن منطقها الجمالي الذي توارثه الخطاطون في قواعده وأصوله.
مشاركة :