تسع سنوات مرت على جراحة تدبيس المعدة التي أجريتها، وما زلت أعاني من الآلام والغثيان والهبوط ونقص الفيتامينات، ومعي الكثير من الصديقات اللائي خضعن لذات العلمية لفقد الوزن، إضافة إلى وفاة ثلاث منهن بسببها، كان آخرهن صديقة انتقلت إلى رحمة الله تعالى قبل شهر، بعد أن أنهت العملية بنجاح، وفقدت الكثير من وزنها في وقت زمني قصير وبعد إتمامها السنة الثانية من العملية تزوجت وحملت وفي الشهر السادس توفي الجنين في رحمها، لأن الغذاء لا يصله بشكل كاف. ولأن الأمومة هاجس كل امرأة حملت صديقتي من جديد، وطمأنها الطبيب بأنه لا دخل للعملية بالحمل والجنين، وبعد أن عاشت سبعة أشهر من معاناة الحمل، تمثلت في وهن وثقل وإعياء أنهك جسدها، دخلت المستشفى، وتوفي الجنين في بطنها ولحقت به الأم بعد أن ضعفت أمام آلام الحمل وضغط تدبيس المعدة. وللأسف أن غالبية المستشفيات والأطباء لا يصارحون المرضى بأخطار عمليات التدبيس، وعواقبها المستقبلية التي من أهمها عدم مقدرة الأنثى على الحمل والإنجاب الطبيعيين دون رعاية خاصة ومتابعة ربما تكون أسبوعية، إضافة إلى أخطار تساقط الشعر والأسنان وهشاشة العظام وغيرها. وللأسف أن الطب أصبح مهنة تجارية بحتة، خصوصا في مجال التجميل، ولكن ما يزيد الطين بلة أن الجهات المختصة لا تجري أي نشاط توعوي حول خطورة هذه العمليات، إضافة إلى أن غالبية أفراد المجتمع يهملون دور الرياضة في بناء الجسم السليم، ويجب أن تهتم المدارس بالرياضة، وتجعلها جزءا من ثقافة الفتيات، فالسمنة ومرض البدانة أصبحا مزمنين، ويلتهمان عددا كبيرا من أفراد المجتمع. وما يؤلم القلب أكثر هو واقع الرياضة النسائية التي همشت بطريقة دفعت فتياتنا للتسلي بالأكل والتهام الوجبات السريعة، بدلا من الحركة، حتى ذهبت نساؤنا بين هاجس تخسيس وتدبيس وفي النهاية رحنا فطيس! سوسن الحاج
مشاركة :