يغلي الميدان في سوريا على مرجل التصعيد على جبهات عدّة، ففيما أقدم تنظيم داعش الإرهابي على اختطاف 300 من عمال ومقاولي شركة أسمنت في ريف دمشق، انتزع معارضون أبرز معابر التنظيم الإرهابي في حلب على حدود تركيا، في الأثناء تخطّط الأمم المتحدة لإجلاء واسع النطاق للجرحى والمرضى من البلدات المحاصرة. واختطف داعش، أمس، أكثر من 300 من عمال ومقاولي شركة أسمنت البادية شمال شرق منطقة أبوالشامات في ريف العاصمة السورية دمشق. وذكر مصدر في وزارة الصناعة في تصريح لمراسل وكالة الأنباء السورية، أنّ الوزارة استفسرت من إدارة الشركة عن وضع العمال المخطوفين، حيث أفادت بأنّ أكثر من 300 من عمال الشركة وعمال المقاولين لديها اختطفوا من قبل التنظيم الإرهابي. ولفت المصدر إلى أنّ الشركة أعلمت الوزارة بأنها لم تتمكن حتى الآن من التواصل مع أي من المخطوفين، مؤكداً أنّ الوزارة ستستمر في اتصالاتها مع الشركة والجهات المعنية للاستعلام عن مصير العمال، وبذل ما تستطيع من جهود لتحريرهم. استقبال هاربين في السياق، أوضح مسؤول المصالحة المحلية في منطقة جيرود نديم كريزان، أنّ الأهالي في البلدة القريبة من موقع شركة أسمنت البادية، رأوا سيارات تابعة لتنظيم داعش وبداخلها نحو 125 عاملاً، وهي تشق طريقها باتجاه تل دكوة على أطراف الغوطة الشرقية. وأبان كريزان أنّ لجنة المصالحة بالتعاون مع الأهالي في البلدة استقبلوا 106 عمال من المعمل الصيني الواقع في منطقة الضمير هربوا من داعش، منوّهاً إلى أنّه تمّ إيواء جميع العمال وتقديم المساعدات وتأمين مغادرتهم إلى مناطق سكنهم في مختلف المحافظات، بالتنسيق مع وحدات ونقاط جيش النظام العاملة في المنطقة. انتزاع معبر في الأثناء، سيطرت فصائل مقاتلة، أمس، على أبرز معابر تنظيم داعش في شمال سوريا مع تركيا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: سيطرت فصائل مقاتلة على معبر الراعي في محافظة حلب، مضيفاً أنّه أبرز معابر التنظيم باتجاه تركيا ويعد واحداً من آخر المعابر تحت سيطرته. وأضاف أن الفصائل التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر، استولت على معظم البلدة الواقعة في محافظة حلب. توتّر حدودي إلى ذلك، ذكرت مصادر أمنية أن نحو ثلاثة أشخاص أصيبوا إثر سقوط صاروخ أطلق من منطقة خاضعة لسيطرة تنظيم داعش في شمال سوريا على بلدة كلس الحدودية جنوبي تركيا. وأضافت المصادر أنّ القذيفة أصابت منزلاً بوسط البلدة. وأظهرت لقطات تلفزيونية السكان يرتدون ملابس النوم ويغطيهم غبار الأسمنت الرمادي، وهم يهرعون إلى خارج المنزل. وعلى الفور، ردّ الجيش التركي بقصف مواقع داعش في شمال سوريا. إجلاء محاصرين على صعيد متصل، أعلنت الأمم المتحدة اعتزامها البدء في عملية إجلاء واسعة النطاق للجرحى والمرضى من البلدات السورية المحاصرة خلال الأسبوع المقبل. وكشف يان إيغلاند الذي يرأس فريق مهمات إنسانية لسوريا، عن التخطيط للقيام بعملية إجلاء طبية كبيرة جداً لبلدتي مضايا والزبداني اللتين يحاصرهما النظام والمليشيات، وبلدتي الفوعة وكفريا اللتين يحاصرهما الفصائل المقاتلة شمال غرب سوريا. وأكّد إيغلاند، أنّ عدد الجرحى والمرضى قد يصل إلى 500 شخص، وأنّ عمليات الإجلاء ستبدأ خلال الأسبوع المقبل. وشدّد إيغلاند على ضرورة الخطوة، موضحاً أنّ ثلاثة صبية نزفوا حتى الموت أخيراً في مضايا، لأنّ حزب الله الذي يحاصر البلدة تجاهل دعوات ملحة لإجلائهم بعد إصابتهم في انفجار عبوة بعد لمسها، مردفاً: الصبيان توفوا دون أي سبب مبرّر، ومات شاب جوعاً في البلدة المحاصرة في الأيام الأخيرة وكان من الممكن إنقاذه. وأبان أنّ المشكلة تكمن في أنّ اتفاق إدخال المساعدات وعمليات الإجلاء من البلدات الأربع تعتمد على نظام الخطوة مقابل الخطوة، بحيث يتعين إدخال نفس عدد شاحنات الإغاثة إلى مختلف البلدات في وقت متزامن، وإجلاء نفس العدد من الجرحى والمصابين، مضيفاً: هذا النظام يقتل الناس. وأعرب إيغلاند عن خيبة أمله بسبب عدم التقدم في إدخال المساعدات لأعداد أكبر من المحاصرين البالغ عددهم نصف مليون شخص في البلدات التي تحاصرها قوات النظام وتنظيم داعش، مضيفاً أنّ خمس قوافل تنتظر منذ أربعة أيام لدخول مختلف المناطق، وبينها كفر بطنا في الغوطة الشرقية، إلّا أنّ المنطقة لا تزال مغلقة، و287 ألف شخص لم يتلقوا المساعدات الضرورية نتيجة ذلك. عودة مهجّرين في غضون ذلك، تستعد الدفعة الأولى من سكان مدينة تدمر للعودة إلى منازلها، السبت، بعد نحو أسبوعين من طرد تنظيم داعش. وقال مصدر حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية: بدأ تسجيل أسماء العائلات التي ترغب بالعودة إلى منازلها في تدمر السكنية في ريف حمص الشرقي، موضحاً أن الدفعة الأولى ستدخل غداً إلى تدمر قادمة من حمص، ليتبعها عدد من العائلات بشكل تدريجي طوال الأسبوع المقبل. ووفق المصدر نفسه، فإنّ 45 في المئة من الأحياء السكنية في المدينة دمرت. بدوره، أعلن محافظ حمص طلال البرازي أنّ أعمال الصيانة بدأت وتستمر شهراً كمرحلة أولى بهدف عودة المهجرين إلى أحيائهم ومنازلهم. طرد داعش من جهته، قال السفير الأميركي في أنقرة، إن مسؤولين أميركيين يبحثون مع الجيش والحكومة التركية كيفية تمكين المعارضة السورية المعتدلة من دفع تنظيم داعش نحو الشرق في سوريا. وأضاف السفير جون باس للصحافيين: حققنا بعض التقدم في الأسابيع القليلة الماضية مع دفع هذه الجماعات نحو الشرق أكثر على طول الحدود، سنواصل التركيز على هذه المنطقة، هناك حوار مع الجيش والحكومة في تركيا لبحث فرص تعزيز الدعم لهذه الجماعات ولدفع داعش شرقي الخط الحالي. ولفت إلى أنّ الولايات المتحدة لا تزود وحدات حماية الشعب الكردية السورية في القتال ضد داعش بأسلحة وذخيرة، مشيراً إلى أنّ واشنطن تعارض مساعي أي جماعة سورية لإحداث تغيير ديموغرافي بالمنطقة وراء ستار قتال التنظيم الإرهابي. دعم قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن العملية العسكرية الروسية في سوريا عزّزت الدولة والحكومة السوريتين، إلّا أنّ من السابق لأوانه الحديث عن تحقق انفراجة. وأضاف بوتين أنّ الجيش السوري يحرّر بدعم من روسيا مناطق جديدة من قبضة الإرهابيين.
مشاركة :