بلينكن يحذّر إسرائيل من عزلة أكبر في حال اجتياح رفح

  • 3/22/2024
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

القدس -  قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الجمعة إن أي هجوم على مدينة رفح بجنوب غزة سيهدد بفرض عزلة أكبر على إسرائيل والإضرار بأمنها على المدى الطويل. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد اجتماعه مع بلينكن إن إسرائيل مستعدة لمواصلة حربها ضد حماس وحدها، وسط توتر العلاقات بين الحليفين بشأن الصراع في غزة الذي دخل الآن شهره السادس. وأكد أنه أبلغ بلينكن أنه يقدر الدعم الأميركي في قتال حركة حماس وأن إسرائيل تعترف بأنه يتعين عليها حماية المدنيين، مضيفا "قلت أيضا إنه لا سبيل أمامنا لإلحاق الهزيمة بحماس يغير دخول رفح والقضاء على فلول الكتائب هناك. وأخبرته أن الأمل يحدوني في تنفيذ ذلك بدعم من الولايات المتحدة، لكن إذا اضطررنا، سنفعل ذلك بمفردنا". وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن واشنطن تتبنى هدف إسرائيل المتمثل في هزيمة حماس وضمان أمنها على المدى الطويل، لكنه أوضح أن "عملية عسكرية برية كبيرة في رفح ليست الطريقة المناسبة لتحقيق ذلك". وقال إن هذه العملية تخاطر بقتل المزيد من المدنيين كما تثير مخاطر من إحداث دمار أكبر للمساعدات الإنسانية وتهدد بفرض عزلة أكبر على إسرائيل حول العالم وتعريض أمنها ومكانتها على المدى الطويل للخطر". وقال بلينكن "سنكون قادرين على أن نعرض لهم بالتفصيل... كيف يمكن تحقيق هذه الأهداف على أفضل وجه من خلال خطة عسكرية وسياسية وإنسانية متكاملة"، مضيفا "سنضع كل ذلك على الطاولة. وبالطبع، سوف نسمع منهم أيضا". وتابع أنه ناقش أيضا مع المسؤولين الإسرائيليين "ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية واستدامتها لسكان غزة"، مستشهدا ببيانات تفيد بأن جميع سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد ويحتاجون إلى المساعدة الإنسانية. وبثت محطات تلفزة إسرائيلية  في وقت سابق مقاطع مصورة لوصول بلينكن إلى مطار بن غوريون قرب تل أبيب، قادما من مصر التي زارها الخميس ضمن الجولة التي قادته أولا إلى السعودية الأربعاء. وتطغى على الزيارة مساعي التوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى إسرائيليين وفلسطينيين وتحقيق وقف إطلاق نار مطول في غزة، فضلا عن بحث مخاطر تنفيذ عملية عسكرية برية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة المكتظة بالنازحين. وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9100 فلسطيني بحسب مصادر رسمية فلسطينية، فيما يلف الغموض أعداد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بغزة نظرا لرفض حماس الكشف عن الرقم "دون ثمن باهظ". وبينما يتحدث إعلام عبري عن 240 و253 أسيرا إسرائيليا، بينهم 3 تم تحريرهم و105 أفرجت عنهم حماس خلال صفقة تبادل في نوفمبر/تشرين الثاني، تتحدث الحركة الفلسطينية عن مقتل 70 آخرين جراء القصف الإسرائيلي. وكان بلينكن شدد في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة الخميس على الحاجة إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار مع إطلاق سراح الرهائن. وقال "لقد عملنا مع كل من مصر وقطر وإسرائيل لطرح اقتراح قوي وردت حماس على ذلك الاقتراح ويواصل المفاوضون العمل"، معلنا أن "الفجوات تضيق ولا يزال تحقيق الاتفاق يتطلب عملا صعبا، ولكنه لا يزال ممكنا". وفي خضم ذلك تتواصل الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة خلال شهر رمضان حيث قالت أستراليا وبريطانيا في بيان مشترك اليوم الجمعة إن هناك عواقب مدمرة محتملة إذا شنت إسرائيل غزوا بريا لمدينة رفح في غزة. وصدر البيان بعد اجتماع وزيري الدفاع والخارجية البريطانيين مع نظيريهما الأستراليين في مدينة أديليد بأستراليا. وجاء فيه انه "نظرا للعدد الكبير من النازحين الذين لجأوا إلى المنطقة وعدم وجود أماكن آمنة في غزة، عبر الوزراء عن قلقهم البالغ إزاء العواقب المدمرة المحتملة على السكان المدنيين نتيجة لشن عملية عسكرية إسرائيلية موسعة في رفح". وتقول إسرائيل إن الغزو البري لرفح ضروري للقضاء على حركة حماس، غير أن دولا منها الولايات المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على أكثر من مليون فلسطيني لجأوا إليها بعد نزوحهم من أماكن أخرى في قطاع غزة خلال الحرب. وتتواصل في الدوحة جولة جديدة من المفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، بوساطة قطر ومصر ومشاركة الولايات المتحدة، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل أسرى، مع حرب إسرائيلية مستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول 2023. وخلَّفت الحرب على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل، للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

مشاركة :