لندن رويترز يسعى باحثون من السويد إلى جمع تمويل جماعي لاختبار نوع من «الإخصاء الكيماوي» للرجال ممَّن تفيد الفحوص بأن لديهم ميولاً قوية للاعتداء الجنسي على الأطفال. ويبحث فريق من معهد «كارولينسكا» فيما إذا كان عقار اسمه «ديجارليكس»، وهو علاج هرموني، يعطل إشارات المخ، التي تنشِّط عمل الخصيتين لإفراز التستوستيرون، يقلل من الشهوة الجنسية لدى الرجال. يقول كريستوفر رام، وهو استشاري سويدي في الطب النفسي، يشرف على هذه الدراسة المرتقبة: «على الرغم من أن الأشخاص الذين يميلون إلى ممارسة الجنس مع الأطفال لا يقدمون جميعاً على التحرش بهم، إلا أن الاعتداءات الجنسية على الأطفال تمثل مشكلة منتشرة حيث تطال طفلة من بين كل عشر طفلات، وطفلاً من بين كل عشرين طفلاً. ويقول الخبراء: إن هرمون التستوستيرون أساسي لثلاثة على الأقل من عوامل الخطر بشأن الانتهاك الجنسي للأطفال، وهي تهيج الإثارة الجنسية، وانعدام القدرة على التحكم في الذات، واللامبالاة، لذا فإن الحد من التستوستيرون قد يقلل من شهوة الرجال، وبالتالي من إقدامهم على التحرش بالأطفال. وقال رام: إن عدداً كبيراً من المرضى بالاضطرابات الخاصة بالتحرش بالأطفال في حاجة ماسة إلى المساعدة، لكنهم لا يعرفون كيف، وأين يجدونها. وأضاف أن من المشكلات الرئيسية عدم وجود علاجات وقائية، تستند إلى الأدلة، وعدم توفر أدوات موثوق بها لتقييم المخاطر. وقال للصحفيين في بيان صحفي في لندن: «ثمة ضرورة عاجلة لإجراء مزيد من البحوث». وأضاف أن معظم البحوث في هذا المجال تأتي في إطار ردود الفعل، وتبدأ «بوصفها تحصيل حاصل بعد أن يكون الضرر قد وقع بالفعل»، وتقف هذه البحوث عند حد منع الجناة من معاودة ارتكاب مثل هذه الأفعال. وعقار «ديجارليكس» يؤخذ عن طريق الحقن، وهو سريع المفعول، ويخفض هرمون التيستوستيرون إلى مستوى ضئيل في غضون 3 أيام، ويستمر مفعوله 3 أشهر. وفي حالة جمع الأموال اللازمة، فإن الدراسة ستُجرى خلال الفترة بين عامي 2016 و2018، وتشمل نحو 60 رجلاً، وستتم بصورة عشوائية بحيث لا يعرف الرجال، أو الباحثون ما إذا كانوا قد تعاطوا العقار أو مجرد عقار مموَّه آخر.
مشاركة :