"داعش" يعلن مسؤوليته عن هجوم موسكو

  • 3/23/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو - أعلن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أن أربعة من مقاتليه كانوا مسلَّحين ببنادق رشاشة ومسدّس وسكاكين وقنابل حارقة نفّذوا هجومًا في مركز تجاري في موسكو قضى فيه ما لا يقلّ عن 133 شخصًا وفق حصيلة جديدة للسلطات الروسية. وقال التنظيم في بيان نشره على تلغرام "اقتحم المقاتلون القاعة وشرع ثلاثةٌ منهم بإطلاق النار على الحشد، في حين انهمك المقاتل الرابع بإضرام النيران بواسطة قنابل حارقة"، مشيرًا إلى أن الهجوم "يأتي في السياق الطبيعي للحرب المشتعلة بين الدولة الإسلامية والدول المحاربة للإسلام". وقال مسؤول أميركي في وقت سابق إن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية تؤكد إعلان تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن هجوم بالرصاص أسفر عن سقوط قتلى استهدف حفلا موسيقيا قرب موسكو أمس الجمعة. وظهر تنظيم الدولة الإسلامية - ولاية خراسان في شرق أفغانستان أواخر 2014 وسرعان ما ذاع صيته بسبب وحشيته الشديدة، واستمد اسم خراسان من كلمة قديمة أطلقت على منطقة شملت أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان. وشهد عدد أعضاء التنظيم، وهو أحد أكثر التنظيمات الإقليمية التابعة للدولة الإسلامية نشاطا، انخفاضا منذ تسجيله أعلى مستوياته في 2018 تقريبا. وألحقت حركة طالبان والقوات الأميركية خسائر فادحة بالتنظيم. وقالت الولايات المتحدة إن قدرتها على زيادة النشاط الاستخباراتي ضد الجماعات المتطرفة في أفغانستان مثل الدولة الإسلامية-ولاية خراسان تراجعت منذ انسحاب القوات الأميركية من البلاد في 2021. ولدى الدولة الإسلامية - ولاية خراسان تاريخ من الهجمات، منها هجمات استهدفت مساجد داخل أفغانستان وخارجها. وفي وقت سابق من العام الجاري، اعترضت الولايات المتحدة اتصالات تؤكد أن التنظيم نفذ تفجيرين في إيران أسفرا عن مقتل قرابة 100 شخص. وفي سبتمبر/أيلول 2022، أعلن مسلحو التنظيم مسؤوليتهم عن تفجير انتحاري تسبب في سقوط قتلى بالسفارة الروسية في كابول. وكان التنظيم مسؤولا عن هجوم على مطار كابول الدولي في 2021 أدى إلى مقتل 13 جنديا أميركيا وعشرات المدنيين خلال عملية الإجلاء الأميركية الفوضوية من أفغانستان. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال أكبر جنرال أميركي في الشرق الأوسط إن الدولة الإسلامية-ولاية خراسان يمكن أن تهاجم مصالح أميركية وغربية خارج أفغانستان "خلال أقل من ستة أشهر ودون سابق إنذار". ورغم أن الهجوم الذي نفذته الدولة الإسلامية-ولاية خراسان في روسيا أمس يمثل تصعيدا كبيرا، فإن خبراء قالوا إن التنظيم عارض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السنوات القليلة الماضية. وقال كولين كلارك من مركز سوفان وهو مجموعة بحثية مقرها واشنطن "ركز تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان اهتمامه على روسيا على مدى العامين الماضيين وتضمنت دعايته مرارا انتقادا لبوتين". وقال مايكل كوجلمان من مركز ويلسون الذي مقره واشنطن إن تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان "يرى أن روسيا متواطئة في أنشطة تضطهد المسلمين باستمرار" مضيفا أن التنظيم يضم أيضا بين أعضائه عددا من المسلحين القادمين من آسيا الوسطى الذين لديهم معالمهم الخاصة حيال موسكو. في المقابل ذكرت وكالة إنترفاكس نقلا عن جهاز الأمن الاتحادي الروسي أن أربعة من المشتبه في ضلوعهم في هجوم قرب موسكو كانوا يتجهون نحو الحدود مع أوكرانيا عندما تم اعتقالهم في وقت مبكر اليوم السبت. وأضافت أنهم كانوا على اتصال مع أشخاص على الجانب الأوكراني. وقال جهاز الأمن الاتحادي إن الهجوم تم التخطيط له بعناية بينما نفى ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي الجمعة أي صلة لكييف بالهجوم. موسكو - قتل 90 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 100 آخرين مساء اليوم الجمعة في هجوم شنه مسلحون مجهولون داخل قاعة للحفلات في ضاحية موسكو، وفق ما أفاد جهاز الأمن الفدرالي الروسي 'اف اس بي'، فيما دعت موسكو المجتمع الدولي إلى التنديد بما أسمته "هجوم إرهابي دام". وفتح المحققون الروس تحقيقا في "عمل إرهابي" إثر إطلاق النار والحريق الداميين اللذين قام بهما مسلحون مجهولون في قاعة للحفلات في ضاحية موسكو. وأعلن رئيس بلدية موسكو سيرجي سوبيانين اليوم الجمعة إلغاء جميع الفعاليات الرياضية والثقافية وغيرها من الأحداث العامة الكبيرة في موسكو مطلع الأسبوع المقبل بعد حادث إطلاق النار. ودعت وزارة الخارجية الروسية المجتمع الدولي إلى "إدانة الهجوم الإرهابي"، فيما أعلنت وزارة الصحة الروسية عن إرسال 50 فريق إسعاف لتقديم الرعاية الطبية لضحايا الهجوم. ونفت مجموعة مؤلفة من مقاتلين روس يحاربون إلى جانب أوكرانيا اليوم الجمعة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في قاعة للحفلات الموسيقية بالقرب من موسكو. وقال "فيلق حرية روسيا" الذي ينتمي مقاتلوه إلى القوات المسلحة الأوكرانية في بيان إن "الفيلق ليس في حالة حرب مع الروس المسالمين"، متهما قوات الأمن الروسية بالتخطيط للهجوم. ونفت أوكرانيا أن تكون وراء الهجوم، واصفة الواقعة بـ"العمل الإرهابي" وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك عبر تلغرام "لنكن واضحين أوكرانيا ليست لها أي علاقة بهذه الأحداث". وقدم البيت الأبيض تعازيه إثر سقوط ضحايا في إطلاق نار داخل صالة للحفلات الموسيقية في موسكو، معلناً أنه لا يملك مؤشرات إلى ضلوع أوكرانيا في الهجوم الدامي. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين "نبدي تعاطفنا مع ضحايا هذا الهجوم المروع. الصور مروعة ومن الصعب مشاهدتها"، مضيفا "ليس هناك مؤشر حتى الآن إلى أن أوكرانيا أو أوكرانيين ضالعون في إطلاق النار". وتابع "لا أستطيع تقديم مزيد من التفاصيل"، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تسعى للحصول على مزيد من المعلومات، قائلا "لا أنصح في مثل هذه المرحلة المبكرة بربط الأمر بأوكرانيا". ولفت إلى أن "هناك أشخاصا في موسكو وروسيا يختلفون مع الطريقة التي يحكم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، مضيفاً "لكنني لا أعتقد أنه من الممكن الربط بين الهجوم والدوافع السياسية في المرحلة الحالية".

مشاركة :