قال الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، إن «المنطقة تمر بوقت عصيب في مكافحة التطرف والإرهاب، وإن شراكتنا مع أميركا تظل ضرورية لمواجهة هذه التحديات». جاء ذلك، خلال استقبال الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في قصر القضيبية، أمس، جون كيري وزير الخارجية الأميركي، بمناسبة زيارته للبحرين، للمشاركة في الاجتماع الوزاري المشترك مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي. وأوضح ملك البحرين، خلال كلمته في اللقاء، أن زيارة وزير الخارجية الأميركي، تمثل منعطفا هاما في تاريخ المنطقة والعالم، لتؤكد أهمية الشراكة التاريخية المتجذرة بين البحرين والولايات المتحدة.. «فالعلاقة التاريخية بين بلدينا لم تكن وليدة لاتفاقيات بين الحكومات ولكن من خلال الصداقة بين الشعوب، وهي تعود لعام 1893 حينما قامت مجموعة من الأميركيين الشجعان بالسفر لبلاد نائية وأنشأوا فيها مستشفى لا يزال يقدم خدماته لشعبنا حتى يومنا هذا. وخلال العقود التي أعقبت ذلك، ازدهرت العلاقة وأصبحت اليوم تشمل العلاقات الأمنية والاقتصادية والثقافية، والمستمرة في التطور عامًا بعد عام». وقال الملك حمد آل خليفة، إن «المنامة رحبت في أواخر الأربعينات من القرن الماضي، بإنشاء القوة الأميركية لـلشرق الأوسط في البحرين، وهي عبارة عن مرفق بحري صغير لتقديم الدعم اللوجيستي والاتصالات للقوات البحرية في المنطقة، فكان حجر الأساس في بناء التعاون الأمني مع البحرين والمنطقة برمتها، وعلى مدى السنوات تطورت علاقاتنا الأمنية لتصبح كما هي عليه الآن، حيث يؤدي الأسطول الأميركي الخامس، ومقره المنامة دورًا محوريًا في تأمين الملاحة البحرية في مياه الخليج العربي في التزام مع دول مجلس التعاون لمصلحة الأمن والتجارة العالمية». وأشار ملك البحرين إلى المنامة بصفتها حليفًا هامًا غير عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو).. «فقد قمنا بتنفيذ كثير من التمارين العسكرية المشتركة والمشاركة مع القوات الأميركية في العمليات العسكرية والإنسانية في أفغانستان، فضلاً عن ذلك، عملنا سويًا على تأمين مياه الخليج العربي، والحفاظ على مضيق هرمز باعتباره شريان التجارة الحيوي في المنطقة، وفي مكافحة القرصنة في خليج عدن». وذكر أن البحرين «تقف في مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل، وعملنا من أجل السلام العالمي، وقد كانت العملية المشتركة الأكثر أهمية هي عملية قوات درع الجزيرة وعاصفة الصحراء والتي كانت مشاركة البحرين فيها تلي مباشرة مشاركة السعودية في عملية تحرير دولة الكويت». وأضاف: «لتأكيد أهمية الجهود المشتركة، فقد عرضت علي ذات مرة صورة تظهر فيها أربع حاملات طائرات أميركية في المياه الإقليمية للبحرين في الوقت ذاته ضمن عملية تحرير الكويت»، وهي أكبر التزام بحري على الإطلاق. فيما أكد جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، في كلمته، أن «المنطقة تواجه حاليًا تحديات كبيرة، ولقد تطرقتم للتو لكثير منها، وأنا أتفق أن البحرين كان لديها دومًا مساهمات كبيرة في مواجهه هذه التحديات، وما زال هناك تحديات في المستقبل وأنتم تدركون ذلك». ورحب كيري، بالخطوات التي اتخذتها البحرين بدءًا من عام 2001 بإقرار ميثاق العمل الوطني بمساندة من ولي العهد وغيره من المعنيين للدفع بالعملية السياسية في البحرين قدما، والتزامها الصادق للتقدم. وأضاف: «نقدر عملكم معنا في أفغانستان وفي التحالف الدولي، ونحن نتقدم ونؤمن بأنه بإمكاننا تحقيق المزيد، وأنا أتطلع إلى أن نتطرق اليوم إلى بعض الخطوات المستقبلية، ولكنني وأمام هذه الجمع أؤكد لكم أن الولايات المتحدة والبحرين، ترتبطان بروابط قوية وصلبة لمحاربة الإرهاب والتطرف معًا، وللعمل على التحولات الاقتصادية، وسنشهد تواصلا لهذه العلاقة القوية بين البلدين في المستقبل، ونشكركم على التزامكم بها».
مشاركة :