القاهرة - حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من خطورة قطع بعض الدول دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، معتبرا أنه “يعد عقاباً جماعياً للفلسطينيين الأبرياء”، فيما تتحرك مصر لإيجاد توافق بين اسرائيل وحماس للتوصل إلى وقف إطلاق النار. واستعرض السيسي خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، “الجهود المكثفة للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار وتبادل المحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بالقدر الكافي لإغاثة المنكوبين بالقطاع، سواء بالطريق البري بالتنسيق مع الأجهزة الأممية ذات الصلة، أو من خلال الإسقاط الجوي لاسيما لمناطق شمال القطاع”. وأعلنت العديد من الدول المانحة للأونروا في وقت سابق وقف تمويل الوكالة بعد مزاعم من جانب إسرائيل بأن 13 من موظفي الأونروا تورطوا في الهجمات التي شنتها حركة "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول. وأضاف البيان أنه اللقاء بين السيسي وغوتيريش "تناول العديد من الموضوعات الدولية والإقليمية، مع التركيز على تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وشهد اللقاء تطابقا في المواقف بشأن خطورة الموقف وضرورة تجنب تغذية العوامل المؤدية لاتساع نطاق الصراع، وكذلك الرفض التام والقاطع لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، والتحذير من أي عملية عسكرية في رفح الفلسطينية، بما لها من تبعات كارثية على الوضع المتدهور بالفعل". وأقر الكونغرس الأميركي السبت، مقترح ميزانية مؤقتة يوافق على تقديم مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل ويوقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) حتى مارس/آذار 2025. وتعتبر وكالة الأونروا شريان حياة رئيسيا لسكان القطاع حيث دأبت على مدهم بالمساعدات، لكن اتهامات إسرائيلية لعدد من موظفي الوكالة الدولية بالضلوع في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي دفع الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية إلى قطع تمويل الوكالة، رغم عدم ثبوت الادعاءات الإسرائيلية. من جانبه، أشاد غوتيريش بالجهود المصرية للدفع نحو وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحرص مصر على إبقاء منفذ رفح البري مفتوحاً بشكل متواصل على مدار الشهور الماضية منذ بدء الأزمة الراهنة. وقال غوتيريش الأحد، في منشور على حسابه عبر منصة إكس، “أي هجوم جديد في قطاع غزة سيجعل الأمور أسوأ بالنسبة للمدنيين الفلسطينيين والرهائن ولجميع شعوب المنطقة”. وأضاف إن “الرعب والجوع يلاحقان سكان غزة”. وحثّ غوتيريش إسرائيل على “إزالة ما يتبقى من عقبات” أمام دخول المساعدات إلى الفلسطينيين في قطاع غزة ، مشيرا إلى ضرورة زيادة المعابر لهذا الغرض. وأوضح غوتيريش خلال مؤتمر صحافي في القاهرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري أن “الطريق البري هو الأكثر فاعلية وكفاءة في نقل البضائع الثقيلة”، مؤكدا على أن وصول المساعدات “يتطلب وقفا فوريا لإطلاق النار لأسباب إنسانية”. وتقترب الحرب بين اسرائيل وحركة حماس من شهرها السادس. ورأى الأمين العام أن الوضع الحالي في غزة أشبه “بفرسان نهاية العالم الأربعة الحرب والمجاعة والغزو والموت” مستشهدا بسفر رؤية يوحنا في الكتاب المقدس. وكان غوتيريش وصل السبت إلى العريش بمحافظة شمال سيناء، حيث عاد المصابين الفلسطينيين الذين يتلقون العلاج في المستشفى العام بالمدينة المصرية. وقال أثناء زيارته الجانب المصري للحدود مع قطاع غزة إن “الفلسطينيين من أطفال ونساء ورجال يعيشون كابوسا لا ينتهي”، لافتا إلى أنه أتى إلى مدينة رفح المصرية “حاملا أصوات الغالبية العظمى من دول العالم التي سئمت ما يحدث” في القطاع الفلسطيني المحاصر. ومعبر رفح الحدودي هو نقطة العبور الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في الجانب الآخر من مدينة رفح حيث يتكدس 1.5 مليون فلسطيني وهو ما يثير الخوف من العواقب الكارثية لهجوم بري تعد له إسرائيل. واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عقب هجوم شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 1160 شخصا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة. وتقدّر إسرائيل أنّ نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 33 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصا اختطفوا في هجوم حماس. وتعهدت القضاء على حماس ونفّذت حملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع، ما أسفر عن مقتل 32226 شخصا غالبيتهم نساء وأطفال، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
مشاركة :