القتال يحتدم في غزة وغوتيريش يدعو إسرائيل إلى إزالة العقبات أمام دخول المساعدات

  • 3/24/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ورغم الضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة في ظلّ محادثات لا تُظهر أيّ تقدّم من أجل التوصّل إلى هدنة، يستمر القتال العنيف في غزة حيث تعهّدت إسرائيل مواصلة عمليتها البرية في أقصى جنوب القطاع الذي بات على شفا مجاعة تحذّر منها المنظمات الدولية وغالبية دول العالم. وأسفرت عمليات القصف في الساعات الـ24 الأخيرة عن مقتل 84 شخصاًَ، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس، خصوصاً في مدينة غزة الواقعة في شمال القطاع وفي مدينتي خان يونس ورفح الواقعتين في الجنوب. وغداة زيارته الجانب المصري للحدود مع قطاع غزة حيث دعا إلى وضع حدّ لـ"كابوس لا ينتهي" يعيشه الغزّيون، حثّ غوتيريش في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، إسرائيل على "إزالة ما يتبقى من عقبات" أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وقال "هذه المعاناة يجب أن تنتهي"، داعياً إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية" والإفراج الفوري عن "جميع الرهائن" المحتجزين في غزة منذ هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وبدء الحرب بين إسرائيل والحركة في قطاع غزة. "ضربات وصراخ" وقال حسن زعنون أحد سكان رفح الذي نجا من غارة ليلية، لوكالة فرانس برس الأحد "كلّ شيء ينهار فوق رؤوسنا". وأضاف "كنت أنا وأطفالي نائمين هنا. لم نسمع صوت صاروخ، لكن فوجئنا بكلّ شيء ينهار فوق رؤوسنا وضربات وصراخ. خرجت من تحت الأنقاض وأخرجت بناتي من تحت الأنقاض". على صعيد المساعي الدبلوماسية، غادر مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) بيل بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنيع الدوحة السبت، بعد جولة محادثات جديدة استمرت عدّة أيام في قطر من أجل التوصّل إلى هدنة، وفقاً لمصدر مطّلع على المفاوضات. وقال المصدر إنّهما سيقومان بـ"إطلاع فريقيهما على تفاصيل الجولة الأخيرة من المحادثات... التي ركّزت على التفاصيل ونسبة لتبادل الرهائن والأسرى"، مشيراً إلى أنّ "الفرق التقنية ما زالت في الدوحة". وفي اقتراح أرسلته حركة حماس إلى الوسطاء في منتصف آذار/مارس، أعلنت أنها مستعدة لهدنة مدّتها ستة أسابيع وإطلاق سراح رهائن مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. غير أنّ مسؤولاً في حركة حماس قال لوكالة فرانس برس السبت إنّ المواقف "متباعدة جداً" في مفاوضات الهدنة. وأوضح أنّ إسرائيل "ترفض التوافق على وقف إطلاق نار شامل، وترفض الانسحاب الكامل لقواتها من قطاع غزة... وتريد ان يبقى ملف الإغاثة والإيواء والمساعدات تحت سيطرتها الكاملة". وفي وقت تضاعف الولايات المتحدة ضغوطها على إسرائيل للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار يرافقه إطلاق سراح رهائن ودخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، يُنتظر وصول وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى واشنطن الأحد. وتحذّر الولايات المتحدة إسرائيل من شنّ هجوم على مدينة رفح، حيث يتكدّس حوالى 1,5 ملايين فلسطيني وفقاً للأمم المتحدة، غالبيتهم نازحون جراء الحرب. غير أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يكرّر تأكيده أنّ هجوماً برياً على رفح أمر ضروري من أجل تحقيق "النصر الكامل" على حماس. وبينما يواجه ضغوطاً متصاعدة من الرأي العام الإسرائيلي من أجل التوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن إطلاق الرهائن المحتجزين في غزة، نُظمت تظاهرة جديدة أمام وزارة الدفاع في تل أبيب تطالب الحكومة الإسرائيلية ببذل المزيد من الجهود في هذا المجال. وشهد التحرّك الذي شارك فيه أهالي الرهائن اشتباكات مع الشرطة. واندلعت الحرب إثر هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل والذي أدّى إلى مقتل 1160 شخصاً على الأقلّ، معظمهم مدنيّون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى مصادر إسرائيليّة رسميّة. كما خُطف حوالى 250 شخصاً ونُقلوا إلى غزّة. ولا يزال 130 رهينة محتجزين هناك، بينما تقول إسرائيل إنّ 31 منهم قتلوا. ورداً على ذلك، توعّدت إسرائيل بالقضاء على حماس وهي تنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع، ما أسفر عن مقتل 32226 شخص، غالبيتهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. "خسر حياته من أجل لا شيء" ميدانيا، أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد مواصلة عملياته البرية والجوية في خان يونس. وقال شهود لوكالة فرانس برس إنّ عشرات العربات المدرّعة والدبابات نفّذت توغّلاً عند حوالى الساعة الثانية فجراً، ترافق مع غارات جوية في وسط المدينة وفي محيط مستشفيي الناصر والأمل. وفي هذا السياق، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان مقتضب بأنّ "قوات الاحتلال تحاصر كلّاً من مستشفى الأمل ومستشفى ناصر وسط قصف عنيف جداً وإطلاق نار كثيف"، فيما قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إنّ "عشرات" الأشخاص قُتلوا أو جُرحوا. وفي الشمال الذي يشهد وضعاً إنسانياً كارثياً، أعلنت وزارة الصحة أنّ 21 فلسطينياً كانوا ينتظرون قافلة مساعدات بالقرب من مدينة غزة قُتلوا السبت "بنيران إسرائيلية"، الأمر الذي نفاه الجيش الإسرائيلي. وتفرض إسرائيل حصاراً مطبقاً على القطاع منذ بداية الحرب، كما تقيّد دخول الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية، والتي تصل بشكل رئيسي من مصر عبر معبر رفح بكميات غير كافية على الإطلاق، نظراً إلى الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة. وأشار بلال هزيلة إلى أنّ ابن أخيه كان من بين الفلسطينيين الذين قتلوا عند نقطة توزيع المساعدات. وقال لوكالة فرانس برس "أراد أن يأخذ الدقيق والطعام. لديه ابن عمره شهرين ويعتمد عليه 11 شخصاً. ليس لديهم ما يأكلونه (...) لقد خسر حياته من أجل لا شيء". وفي غرب مدينة غزة، يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته التي بدأها في 18 آذار/مارس في مجمع الشفاء الطبي والأحياء المحيطة به. وأعلن أنّه "قضى على أكثر من 170" مقاتلاً واعتقل "480 آخرين"، فيما أفاد عن العثور على "أسلحة" في المستشفى. وبحسب سلطات حماس، تعرّضت ثلاثة مبانٍ تؤوي مئات النازحين والمرضى والجرحى للقصف الأحد.

مشاركة :