قراءة في كتاب "معجم مدينة الرياض"

  • 3/25/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أبرز الباحث خالد بن أحمد السليمان -رحمه الله- أحياء ومواضع مدينة الرياض في كتاب بعنوان "معجم مدينة الرياض" واستهدف الكتاب الأحياء القديمة حتى عام 1380هـ. ويقع هذا الكتاب في 117 صفحة من خلال طبعته الثالثة الصادرة من دارة الملك عبدالعزيز، وفيه رصد للمعالم الجغرافية في "مدينة الرياض" التي تضم عدداً كبيراً من الأحياء والمواضع المهمة التي تعاقبت عليها كثير من العصور التاريخية؛ حيث كانت مهداً للحضارات التي انطلقت من وسط الجزيرة العربية وواصلت حضورها التاريخي عندما أصبحت عاصمة للدولة السعودية الثانية في عام 1240هـ واستمرت إلى اليوم عاصمة للمملكة العربية السعودية بعد استرداد الملك عبدالعزيز لها في عام 1319هـ ومن ثم جعلها منطلقاً لتأسيس الدولة السعودية الحديثة. وبين الباحث أن الاسم القديم لمدينة الرياض هو "حجر" وهي عاصمة إقليم اليمامة كله، وفي عهد دهام بن دواس كانت الرياض منفصلة عن بقية الإمارات في نجد، وفي عهد الإمام تركي بن عبدالله كانت الرياض هي عاصمة الدولة، وفي عهد الملك عبدالعزيز كبرت وكثرت أحياؤها مما كان له الأثر في اتساعها وزيادة سكانها. وأوضح أنه اعتمد في جمع مادة كتابه على المصادر التاريخية القديمة وعلى الوثائق ومرويات المعمرين من سكان الرياض القدامى، ورتب موضوعاته وفقاً لحروف المعجم العربي، مبيناً قدر الإمكان اسم الموضع أو الحي في القديم والحديث وسكانه وسبب مسماه والوقائع التاريخية التي حدثت حوله وما قيل فيه من الشعر. ومن المواضع التي رصدها الباحث "جبل أبو مخروق" الذي يقع في حي الملز، ويعد من أشهر معالمه وحوله المتنزه الشهير لسكان مدينة الرياض، ويقول عنه: إن اسمه "الخربة" نقلاً من معجم البلدان لياقوت الحموي. وقال عن أم قبيس: "إنها موضع قديم يقع غرب البطحاء، اشتهر بالعديد من المعالم المهمة مثل: قصور الأمراء ودار الكتب الوطنية وهي في الأصل مزرعة للإمام عبدالله بن فيصل". أما "الحبونية" فذكر أن ابن بشر أشار إليها في حوادث 1162م، ولعلها التي قال عنها ياقوت الحموي: إنها مقر سكن والي حجر علي بن المهاجر. ويعود "حي خنشليلة" حسب ما ورد في الكتاب إلى أكثر من خمسة قرون، وذلك نسبة إلى امرأة كريمة تسمى "جليلة" وهي ابنة الوجيه "عبدالمحسن بن سعيد الدرعي الحنفي"، وكانت "جليلة" قد أعدت وقفاً أو نزلاً للحجاج القادمين من المشرق، وابتغت بذلك وجه الله سبحانه، فأسموه الحجاج "خان جليلة"، ليتحول الاسم فيما بعد إن -صحت الروايات- إلى "خان شليلة". وذكر أن هنالك سوقاً قديمة وسط مدينة الرياض أطلق عليها سوق "الخان"، إلاّ أن مبانيها اختفت واندثرت معالمها. وأورد أن "غبيراء" حي مشهور يقع في شرق منفوحة مما يلي العود، ولعله المعني في قول الشاعر محمد بن علي الطبري: ويحسب الناس من أهل البديع ومن أهل السليمية الغبرا ومعكانا وبما أن "معكان" أو "معكال" ورد في البيت الشعري السابق، فتجدر الإشارة إلى أنه معمور منذ أكثر من سبعة قرون، وكان يشكّل مع "مقرن" ما يعرف بالرياض في القرن الثاني عشر الهجري، واسم "معكال" قديم يعود إلى عصور الجاهلية؛ لكنه برز بعد أن اختفى اسم حجر. ويقول: "إن حي الفوارة وهو جزء من حي الفاخرية الحالي وسط الرياض، يعود اسمه إلى زمن النبي -محمد صلى الله عليه وسلم- وذلك حينما وهبه إلى الصحابي الجليل "مجاعة بن مرارة الحنفي"، إلاّ أن اسمه حين ذاك كان "الفورة"، كما عند ياقوت في معجمه، وقال الحفصي: "الفورة بالضم روض ونخل". والمعيقلية الواقعة في قلب العاصمة، حي مشهور بدأت عمارته في زمن الإمام فيصل بن تركي، ولازال يحتفظ باسمه إلى هذا اليوم، ومثله حي الظهيرة. وعن "حي العجلية"، يقول الباحث نقلاً من الشيخ إبراهيم بن محمد بن عثمان: إنها تنسب في الأصل إلى بني عجل بن لجيم الذين جاوروا بني حنيفة في سكنى حجر، وهو الآن حي عامر، شمال الرياض القديمة، يحده شرقاً طريق الملك فهد، وغرباً حي الشعبة، وشمالاً مرتفعات الوشام، وجنوباً القرينين. الجدير ذكره أن الباحث توصل في آخر كتابه بعد أن رصد 343 موضعاً إلى أن كل حي من أحياء الرياض قد تميز بسمة حضارية مغايرة للحي الآخر مثل: "دخنة" التي كانت مركزاً للعلم والعلماء، و"المريقب" وكانت مقراً للمحاربين، و "صياح" وشهرته بالزراعة، و "الظهيرة" التي عرفت بأنها مقر للخويا، و "المعيقلية" وكانت مقراً للمهن والحرف، كما أحصى 35 بئراً قديمة اندثر أكثرها ومنها: أحمدة، فيصلة، شدية، سويلمة، البابية، فضة، شايقة، العودة، ركية، الوسيطي، الصويلاني، قلبان القري وغيرها.

مشاركة :