عمان - أطلقت الشرطة الأردنية الغاز المسيل للدموع لمنع مئات المتظاهرين الأردنيين من التوجه نحو السفارة الإسرائيلية في عمان الأحد احتجاجا على اقتحام إسرائيل للمستشفيات في غزة في الآونة الأخيرة وتزايد الوفيات بين المدنيين. وكانت السلطات قد نشرت في وقت سابق قوات الأمن لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا في مسجد الكالوتي بالعاصمة والذين كانوا يخططون للتوجه نحو السفارة الإسرائيلية الشديدة التحصين القريبة منه. وقال شهود إن عددا من المتظاهرين تعرضوا للضرب واعتُقل عدد آخر في أثناء محاولتهم اجتياز الطوق الأمني المشدد حول السفارة. ودائما ما كانت السفارة الإسرائيلية، حيث يتجمع المتظاهرون يوميا، نقطة اشتعال للاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في أوقات الاضطرابات في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة. وتشهد المملكة بعضا من أكبر المسيرات السلمية في أنحاء المنطقة مع تصاعد المشاعر المناهضة لإسرائيل بسبب ما يحدث من مذابح في غزة. وتسمح السلطات بالاحتجاجات لكنها تقول إنها لا تستطيع التساهل مع أي محاولة لاقتحام السفارة أو التحريض على الاضطرابات المدنية أو محاولة الوصول إلى منطقة حدودية مع الضفة الغربية المحتلة أو إسرائيل. وألقت السلطات القبض على مئات النشطاء والمتظاهرين بدعوى انتهاك القانون منذ الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. وكانت وزارة الخارجية الأردنية أعلنت في بيان السبت الماضي أنها تتابع أنباءً تداولتها وسائل إعلام إسرائيلية، تفيد باعتقال مسلحين اثنين في قرية "فصايل" الفلسطينية، بعد اجتيازهما حدود المملكة. وليست هذه المرة الأولى التي تحدث فيها هذه الاختراقات بعد التشديد الأمني من الجانبين وهو ما جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يعلن في سبتمبر/أيلول الماضي أن إسرائيل تعتزم بناء سياج حدودي مع الأردن على غرار السياج مع مصر. من جانب اخر تعددت محاولات تسلل اشخاص من الجانب الإسرائيلي الى الأردن حيث ألقت السلطات الأردنية القبض على عدد من الإسرائيليين قبل اعادتهم وفق تفاهمات مع الجانب الإسرائيلي. وبعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول فر جنود من الخدمة العسكرية الى الأردن على الأرجح في ظل الحرب المستعرة في قطاع غزة. وتندد السلطات الأردنية باستمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فيما ساهم الجيش الأردني بإنزال المساعدات الإنسانية بمساعدة العديد من الدول خاصة الولايات المتحدة. وشهد الأردن احتجاجات واسعة ضد الحرب الإسرائيلية على غزة ووجهت قيادة المملكة انتقادات حادة لإسرائيل وسحبت سفير عمّان من تل أبيب ورفضت عودة السفير الإسرائيلي إلى المملكة. وفي 7 أكتوبر/تشرين أول 2023 قُتل في هجوم حماس نحو 1200 إسرائيلي وأسرت الحركة حوالي 240 لمبادلتهم مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها حاليا ما لا يقل عن 8800 فلسطيني. وقتل الجيش الإسرائيلي في غزة 32 ألف فلسطيني معظمهم أطفال ونساء وفق السلطات الفلسطينية. كما تسببت الحرب على غزة في دمار هائل وكارثة إنسانية ضخمة ونقص حاد في إمدادات الغذاء والماء والدواء مع نزوح نحو 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 85 بالمئة من السكان، بحسب الأمم المتحدة.
مشاركة :