قال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون "إن العدد المتزايد من المفاجآت في سوق النفط أدى إلى حقبة جديدة من عدم اليقين فيما يتعلق بالتنبؤ بأسعار الخام، في ظل الاعتماد المفرط على توقعات النمو الاقتصادي". ولفت المحللون إلى أن الطاقة الفائضة في أوبك سيتم استخدامها في الوقت المناسب وهي عنصر مهم لأمن الطاقة في الأعوام المقبلة، حيث أكدت أوبك مرارا وتكرارا أنها لا تنوي العدول عن تخفيضات الإنتاج وضخ مزيد من الإمدادات حتى ترى سوقا متوازنة وطلبا أقوى ومن ثم أسعارا أعلى معززة للاستثمارات. وفي هذا الإطار، قال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، "إن أسعار النفط الخام تظل صامدة وقوية وتواصل الارتفاع متحدية كثيرا من العوامل العكسية". وأشار إلى أنه ربما يكون النفط السلعة الأكثر مرونة في العالم بسبب استخداماته المتعددة، وحتى عندما يتباطأ الاقتصاد الأمريكي وهو الأكبر عالميا فإن تأثير الركود على الطلب في النفط لن يكون ملحوظا بقدر ما سيكون على السلع الأخرى. من ناحيته، أوضح ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، أن نمو الطلب فاجأ المحللين في العام الماضي وكذلك كان الأمر بالنسبة إلى الإمدادات ولا سيما من الولايات المتحدة. وذكر أن وكالة الطاقة الدولية كانت قد توقعت انخفاض الطلب على النفط بفضل زيادة اعتماد السيارات الكهربائية، لكن لم يتحقق أي من هذه التوقعات حتى مع وصول مبيعات السيارات الكهربائية إلى مستوى قياسي العام الماضي. من جانبه، قال ماثيو جونسون المحلل في شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، "إن سوق النفط الخام ما زالت أكثر تركيزا على الصين من المعتاد، وقد أظهر الطلب الصيني على النفط مرونة ونموا أقوى من المتوقع، حيث إن معظم التوقعات ربطت بشكل مباشر بين آفاق النمو الاقتصادي واتجاهات الطلب على النفط". وفيما يخص الأسعار، اقترب خام برنت من 86 دولارا للبرميل اليوم الإثنين مع تصاعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا والصراع في الشرق الأوسط. وخلال التعاملات، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 40 سنتا لتصل إلى 85.83 دولار للبرميل، وزادت العقود الآجلة للخام الأمريكي 40 سنتا أيضا أو 0.3 % لتصل إلى 81.03 دولار للبرميل. وسجل كلا الخامين ارتفاعا بشكل مطرد هذا العام، مع زيادة برنت بنحو 11 % وخام غرب تكساس الوسيط بنحو 12.5 % بحلول التسوية يوم الجمعة.