اكتشف علماء بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، نوعاً جديداً من البكتيريا، باستخدام تقنية تسلسل الجينوم الكامل، أُطلقوا عليه اسم "ستينوتروفوموناس رياض نسيس"، وهي خطوة تسهم في تطوير فهم أعمق لكيفية تفاعل البكتيريا مع الأدوية الحالية، وإيجاد إستراتيجيات علاجية مبتكرة تعزّز الجهود العالمية لمكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وهو ما يؤكّد القدرات البحثية المتقدمة لـ "التخصصي" ويعزّز مكانته في قيادة الاكتشافات العلمية وتعزيز الرعاية الصحية للمرضى. ويُسهم اكتشاف "رياض نسيس" في تأكيد قدرة اختبارات الجينوم على ابتكار أساليب واعدة للتشخيص والعلاج، وتطوير فهم أعمق لآليات مقاومة البكتيريا، خصوصاً في البيئات الحسّاسة، مثل غرف العناية المركّزة وشريحة المرضى الذين يعانون ضعف المناعة؛ ما يمثل قفزة في مكافحة مقاومة المضادات الحيوية، وتطوير العقاقير الطبية ومنع تفشي الأمراض. ولم يسبق للمجتمع البحثي والطبي التعرُّف على هذا النوع الجديد من البكتيريا، إذ اكتشفها العلماء وهم يحقّقون في تفشٍ محتملٍ في وحدة العناية المركّزة بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض في عام 2019، فنُسبت بدايةً إلى أحد أنواع البكتيريا المسبّبة للأمراض والمعروفة بمقاومتها لتأثير عددٍ من المضادات الحيوية وهي "الزائفة الزنجارية". وبعد إخضاعها لتحليل تسلسل الجينوم الكامل، أظهرت النتائج أنها لا تحمل ذات الخصائص المعروفة لعائلة البكتيريا "الزائفة" واقترحت، انتماءها إلى عائلة البكتيريا "ستينوتروفوموناس" كعضو جديد بتركيبة جينية وصفات شكلية مختلفة عن جميع الأعضاء الأخرين المثبتين علمياً. وقال الدكتور أحمد القحطاني، رئيس قسم أبحاث الأمراض المعدية والمناعة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث: "قد تؤدي الطرق التقليدية للتعرُّف على البكتيريا، إلى تحديد خاطئ بعكس تحليل التسلسل الجينومي الكامل الذي يقدّم نهجًا دقيقًا ومحددًا يضمن التعرُّف الصحيح عليها، إضافة إلى توفيره رؤى مفصّلة حول آليات مقاومتها، مما يثبت أهميتها في تحقيقات تفشي الأمراض وتحسين رعاية المرضى". وأشارت الدكتورة ريم المغربي؛ رئيسة قسم الأمراض المعدية والالتهابات في مركز التميز لزراعة الأعضاء بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، إلى أن الاكتشاف يؤكّد أهمية المراقبة المستمرة، واستخدام التقنيات المتقدمة مثل تسلسل الجينوم الكامل في تطوير طرق تشخيص أسرع وأكثر دقة، كما يضع أساساً للتعاون العلمي على المستويات كافة لتعزيز الجهود العالمية لمكافحة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية. ويُعد فهم أنواع البكتيريا الجديدة أمراً بالغ الأهمية، بما في ذلك مقاومتها للمضادات الحيوية التي تعد أساس الرعاية الصحية الحديثة، والوسيلة الرئيسة لمكافحة عدوى البكتيريا التي هي بدورها تطوّر قدرتها على المقاومة باستمرار، مشكّلة بذلك تهديداً كبيراً لصحة الإنسان.
مشاركة :