آل الشيخ: تتبع الخلاف والشواذ من الأقوال وراء نوازل الأمة

  • 4/9/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الرياض الشرق أكّد عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن من أعظم الأسباب التي تصيب الأمة الآن هو تتبعهم للخلاف والشواذ من الأقوال، فكم من حرمات انتهكت بسبب الخلاف، وكم من أحكام عُطِّلت بسبب الخلاف، فإذا تليت آية أو حديث قالوا هذا فيه خلاف، ونسوا قول الله سبحانه وتعالى (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه)، والله تعالى أنزل الكتاب ليحكم بين الناس بالخلاف، وجعله حجة على الخلاف وليس الخلاف حجة على الكتاب، ومن تتبع الخلاف والشواذ من الأقوال جعل لنفسه ديناً مملوءاً بالشبهات والشهوات. وقال في خطبة الجمعة من جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض اليوم: إن الخلاف ليس حجة عند عامة علماء الأنصار، كما يقول بن عبدالبر، لأن الله يقول :(يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)، مفيداً أن على الأمة أن يأخذوا أحكام الإسلام بعزم وحزم، وألاّ ينظروا إلى تكاليف الشرع بأنها ثقال ويتحايلوا عليها بالتخفيف، بل إن شريعة الإسلام سبب من أسباب القوة، قال تعالى (خذوا ما أتيناكم بقوة)، وقال سبحانه (يا يحيى خذ الكتاب بقوة). ولفت آل الشيخ إلى أنه مما ينبغي التنبه إليه النداءات الإيمانية والمواعظ القرآنية، فعن جندب رضي الله عنه قال : قد رأيتنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان فتعلَّمنا الإيمان قبل أن نتعلَّم القرآن، فازددنا إيماناً، وفي البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها- أنها قالت: كان أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس في الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو أنه نزل أول ما نزل لا تقربوا الزنا لقالوا لا ندع الزنا أبداً، ولو أنه أول ما نزل لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبداً، ولو أن أول ما نزل لاتزنوا لقالوا لا ندع الزنا أبداً، فمن رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم- نبيًا ورسولاً، فقد كمل إيمانه وهو من كمال الإيمان فمن كمل إيمانه فقد كمل رضاه. وبيَّن أن من مظاهر الرضا ما نعيشه في هذه البلاد من أمن وأمان وراحة و اطمئنان، فهذه البلاد ولله الحمد بلاد الحرمين الشريفين تحكم شرع الله وترعى مصالح مواطنيها والمقيمين على ظهرها، وترعى مصالح المسلمين وقضايا العرب وقضايا العالم أجمع، ارضوا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم- نبياً ورسولاً تذوقوا حلاوة الإيمان ويرضى الله عنكم ويرضيكم، مشيراً إلى أن القناعة والرضا لا تمنع التاجر من أن ينمي تجارته ولا تمنع الموظف أن يتطلع إلى ترقيته ولا تمنع العامل أن يطلب مرتبه، يقول صلى الله عليه وسلم -: إن من سعادة المسلم الزوجة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح. فمن رضي طال عيشه ومن سخط طال طيشه. وأوضح أن الرضا عمل قلبي يتضمن الانقياد والقبول وهو قاعدة من قواعد الإيمان وشرط لصحة الإسلام، قال تعالى (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). وتابع إن الرضا هو مستراح العارفين وحياة المحبين وهو نعيم المشتاقين، وضده الاعتراض والكراهية لبعض الشرع أو كله، فمن الناس من يحكِّم عقله وهواه، ومن الناس من يحكِّم الذوق وتلاعب الشيطان به، و من الناس من يحكِّم مصالحه فيحل ما حرم الله ويحرم ما أحل الله، وإن السبب في ذلك هو اتباع الهوى، ولذلك أكثر الله في كتابه من ذم للهوى، فقال سبحانه (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله)، مبيناً أن الالتزام بشريعة الإسلام والتمسك بها قضية عقدية ومسألة إيمانية قبل أن تكون مسائل عملية وفروعاً فقهية، وأن السبب في ذلك هو بُعد الناس عن مذهب أهل السنَّة والجماعة في العقيدة والسلوك والأخلاق.

مشاركة :