أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إنشاء جسر بري بين السعودية ومصر عبر البحر الأحمر؛ فيما اقترح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إطلاق اسم الملك سلمان على الجسر. وقال خادم الحرمين الشريفين في كلمة له عقب لقاء جَمَعَه بالرئيس المصري قبل قليل: الجسر البري بين مصر والسعودية سيرفع التبادل التجاري بين البلدين والجسر منفَذٌ دولي للمشاريع الواعدة بين السعودية ومصر. وأضاف الملك: أتقدم بالشكر للرئيس السيسي والشعب المصري على حفاوة الاستقبال، وزيارتي لمصر تأتي تعزيزاً للعلاقات التاريخية بين البلدين، والزيارة تصبّ في مصلحة التعاون المشترك ودعم الأمن والسلام. ومن جهته قال السيسي: هذه الزيارة تأتي توثيقاً للعلاقة بين البلدين وترسي أساساً للشراكة الاقتصادية بينهما، والتنسيق مع السعودية يمثل نقطة انطلاق حقيقية لحل المشكلات في المنطقة، والعلاقات الراسخة بين السعودية ومصر ستمكننا من مواجهة التحديات والتهديدات المستقبلية. وأضاف الرئيس المصري: 90 مليون مصري يرحب بكم، ولا ننسى يوماً مواقفكم النبيلة ودوركم في مواجهة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، والمنطقة العربية والإسلامية تمر بمرحلة دقيقة والتنسيق المصري السعودي يعد نقطة انطلاق لعبور هذه المرحلة. كلمة الرئيس المصري : بسم الله الرحمن الرحيم أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة. إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم على أرض الكنانة في هذه الزيارة التاريخية التي تحلون فيها أخاً كريماً وضيفاً عزيزاً في بلدكم وبين أهلكم، الذين يحرصون دوماً على أن ينقلوا إليكم مشاعر الود والأخوة والإعزاز التي يكنها الشعب المصري لكم وللشعب السعودي الشقيق. إن هذه الزيارة إنما تأتي توثيقاً لأواصر الأخوة والتكاتف القائمة بين بلدينا وتُرسي أساساً وطيداً للشراكة الاستراتيجية بين جناحيّ الأمة العربية مصر والمملكة العربية السعودية، وتفتح المجال أمام انطلاقة حقيقية بما يعكس خصوصية العلاقات الثنائية خاصة في مجال العمل المشترك، وبما يسهم في مواجهة التحديات الإقليمية غير المسبوقة التي تواجهها الأمة العربية. تمر أمتنا العربية والإسلامية بمرحلة دقيقة نتحمل فيها مسئولية كبرى أمام شعوبنا وخاصة الأجيال القادمة، وأثق أن خصوصية العلاقات المصرية السعودية، وما تنطوي عليه من عمق ورسوخ سوف تمكننا سوياً من مواجهة التحديات المشتركة والتعامل الجاد مع كل من يسعى للمساس بالأمن القومي العربي أو الإضرار بالمصالح العربية، أو تهديد الأمن والاستقرار الذي تتطلع إليه شعوبنا. إن ثقتي كاملة في أن التنسيق المشترك بين مصر والمملكة العربية السعودية يمثل نقطة انطلاق حقيقية لمعالجة العديد من أزمات المنطقة على نحو ما نشهده في القضية الفلسطينية واليمن وليبيا وسوريا وغيرها من الأزمات. ورغم ما تعانيه بعض دول المنطقة من صعوبات نتيجة احتدام الصراعات، فإن زيارتكم تدفعني إلى التفاؤل بأن نُعيد معاً الاعتبار لمفهوم الدولة الوطنية الجامعة للوقوف في مواجهة الإرهاب والتطرف اللذين يقوضان الاستقرار ويُمثلان خطراً على مستقبل الإنسانية بأسرها. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يرحب بكم اليوم تسعون مليون مصري عهدوا فيكم أخاً محباً وداعماً لمصر وشعبها، فالشعب المصري لم ينس يوماً مواقفكم النبيلة، وتطوعكم مع أشقائكم في القوات المُسلحة المصرية في التعبئة العامة لمواجهة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ودوركم في دعم المجهود الحربي إبان حرب الاستنزاف التي تكللت بنصر أكتوبر المجيد، وهي مواقف تنم عن أصالة وشهامة عربية خالصة كانت وستظل دائماً محل إعزاز وتقدير من شعب مصر الوفي لشخصكم الكريم. واليوم ندشن معاً صفحة جديدة على درب العمل العربي المشترك، ونضيف لبنة في صرح العلاقات المصرية السعودية ونسطر سوياً فصلاً جديداً سيُسجله التاريخ وستذكره الأجيال القادمة، فزيارتكم إلى وطنكم الثاني مصر إنما تفتح آفاقاً ممتدة لمجالات التعاون الثنائي حيث نشهد اليوم التوقيع على اتفاقيات في العديد من مجالات التعاون المشترك، وهو الأمر الذي يمثل نقلة نوعية في إطار سعينا الدؤوب لتأمين المستقبل المشترك للأجيال القادمة من أبناء البلدين الشقيقين. ولقد جاء تقليدكم يا خادم الحرمين الشريفين أرفع الأوسمة المصرية، قلادة النيل، تعبيراً عن مشاعر الإخاء والإعزاز والمحبة التي تكنها لكم مصر، رئيساً وحكومة وشعباً. كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فخامة الأخ العزيز الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة أصحاب المعالي والسعادة الحضور الكرام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يسرنا اليوم ونحن نزور أرض الكنانة ، بلد التاريخ والحضارة والعلم والثقافة ، أن نتقدم بالشكر لفخامتكم وللشعب المصري الشقيق على ما لقيناه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة ، إن زيارتنا هذه تأتي في إطار سعينا لتعزيز صرح العلاقات التاريخية الوطيدة بين بلدينا الشقيقين ، والتي تصب في خدمة شعبي البلدين ، وتوثيق عرى التعاون المشترك ، وخدمة قضايا أمتنا العربية والإسلامية ، ودعم الأمن والسلم الإقليمي والدولي. فخامة الأخ الرئيس : لقد حرص الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله على ترسيخ أساس صلب للعلاقات السعودية المصرية. وكانت زيارته إلى مصر عام 1946م هي الزيارة الخارجية الوحيدة التي قام بها طيلة فترة توليه الحكم ، مما أكد الأهمية الكبيرة التي كان يوليها رحمه الله لهذه العلاقة الفريدة والمتميزة ، ولقد وقفت المملكة العربية السعودية منذ ذلك التاريخ إلى جانب شقيقتها جمهورية مصر العربية بكل إمكاناتها وفي مختلف الظروف ، مما جعل بلدينا حصناً منيعاً لأمتنا العربية والإسلامية. فخامة الأخ الرئيس : أيها الأخوة الكرام : إننا إذ نشيد بما نشهده اليوم من إبرام العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية والتي ستعود بالخير بحول الله على بلدينا وشعبينا الشقيقين ، نود أن نعبر عن تقديرنا لرئيسي وأعضاء الجانبين في مجلس التنسيق السعودي المصري لما بذلوه من جهود موفقة للارتقاء بمستوى العلاقات في مختلف المجالات ، وفقاً لما تم الاتفاق عليه في إعلان القاهرة ، وخدمة لمصالح بلدينا وتطلعات شعبينا الشقيقين. وامتداداً لهذه الجهود المباركة فقد اتفقت مع أخي فخامة الرئيس على إنشاء جسر بري يربط بين بلدينا الشقيقين اللذين يقعان في قلب العالم. إن هذه الخطوة التاريخية ، المتمثلة في الربط البري بين القارتين الآسيوية والأفريقية ، تعد نقلة نوعية ذات فوائد عظمى ، حيث سترفع التبادل التجاري بين القارات إلى مستويات غير مسبوقة ، وتدعم صادرات البلدين إلى العالم ، كما سيشكل الجسر منفذاً دولياً للمشاريع الواعدة في البلدين ، ومعبراً أساسياً للمسافرين من حجاج ومعتمرين وسياح ، إضافة إلى فرص العمل التي سيوفرها الجسر لأبناء المنطقة. إننا فخورون بما حققناه من إنجازات على كافة الأصعدة والتي جعلتنا نعيش اليوم واقعاً عربياً وإسلامياً جديداً تشكل التحالفات أساسه ، فلقد اتحدنا ضد محاولات التدخل في شؤوننا الداخلية ، فرفضنا المساس بأمن اليمن واستقراره والانقلاب على الشرعية فيه ، وأكدنا تضامننا من خلال تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب شمل 39 دولة هو الأقوى في تاريخ أمتنا الحديث ، وبعثنا قبل أيام برسالة إلى العالم عبر رعد الشمال ، نعلن فيها قوتنا في توحدنا. وقد كانت جمهورية مصر العربية وكعادتها من أوائل الدول المشاركة بفاعلية في هذه التحالفات وهذا التضامن الذي دشن لعصر عربي جديد يكفل لأمتنا العربية هيبتها ومكانتها. كما نأمل أن تكلل بالنجاح الجهود المبذولة لإنشاء القوة العربية المشتركة. وختاماً ، أدعو الله عز وجل أن يبارك جهودنا ، وأن يوفقنا إلى ما فيه خير شعوبنا وأمتنا العربية والإسلامية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عقب ذلك شهد خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم وتعاون بين البلدين في عدد من المجالات. 1 اتفاقية قرض مشروع جامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز بمدينة الطور ضمن برنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء ، وقعها من الجانب السعودي وزير المالية رئيس مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف فيما وقعها من الجانب المصري وزيرة التعاون الدولي الدكتوره سحر نصر. 2 اتفاقية قرض مشروع التجمعات السكنية ضمن برنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء ، ووقعها من الجانب السعودي وزير المالية رئيس مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف فيما وقعها من الجانب المصري وزيرة التعاون الدولي الدكتورة سحر نصر. 3 اتفاقية قرض بشأن مشروع توسعة محطة كهرباء غرب القاهرة ، حيث وقعها من الجانب السعودي وزير المالية رئيس مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف فيما وقعها من الجانب المصري وزيرة التعاون الدولي الدكتورة سحر نصر. 4 اتفاقية قرض بشأن مشروع مستشفى قصر العيني حيث وقعها من الجانب السعودي وزير المالية رئيس مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف فيما وقعها من الجانب المصري وزيرة التعاون الدولي الدكتورة سحر نصر. 5 اتفاقية بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية مصر العربية لتجنب الازدواج الضريبي ولمنع التهرب الضريبي في شأن الضرائب على الدخل ، ووقعها من الجانب السعودي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف ، فيما وقعها من الجانب المصري وزير المالية الدكتور عمرو الجارحي. 6 اتفاقية للتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية مصر العربية ، ووقعها من الجانب السعودي رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم بن عبدالله يماني ، ومن الجانب المصري رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور عاطف عبدالحميد عبدالفتاح. 7 اتفاقية تعاون بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية في مجال النقل البحري والموانئ ، ووقعها عن الجانب السعودي ، وزير النقل المهندس عبدالله بن عبدالرحمن المقبل وعن الجانب المصري وزير النقل الدكتور جلال مصطفى سعيد . 8 مذكرة تفاهم في التعاون في المجالات الزراعية بين وزارة الزراعة في المملكة العربية السعودية ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في جمهورية مصر العربية ، ووقعها من الجانب السعودي وزير الزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي فيما وقعها من الجانب المصري وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الدكتور عصام فايد. 9 مذكرة تفاهم تنفيذية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية في مجال الكهرباء، ووقعها عن الجانب السعودي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين ، وعن الجانب المصري وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور المهندس محمد شاكر المرقبي. 10 مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الإسكان بين وزارة الإسكان في المملكة العربية السعودية ووزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية في جمهورية مصر العربية ووقعها من الجانب السعودي وزير الإسكان الأستاذ ماجد بن عبدالله الحقيل فيما وقعها من الجانب المصري وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الدكتور المهندس مصطفى كمال مدبولي. 11 مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التجارة والصناعة بين وزارة التجارة والصناعة في المملكة العربية السعودية ووزارة التجارة والصناعة في جمهورية مصر العربية ، ووقعها من الجانب السعودي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة فيما وقعها من الجانب المصري وزير التجارة والصناعة المهندس طارق قابيل. 12 مذكرة تفاهم في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد بين الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في المملكة العربية السعودية وهيئة الرقابة الإدارية في جمهورية مصر العربية ، ووقعها عن الجانب السعودي رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الدكتور خالد بن عبدالمحسن المحيسن وعن الجانب المصري رئيس هيئة الرقابة الإدارية الأستاذ محمد عرفان جمال الدين. 13 مذكرة تفاهم في مجالات العمل بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية مصر العربية ، ووقعها من الجانب السعودي وزير العمل الدكتور مفرج بن سعد الحقباني ، فيما وقعها من الجانب المصري وزير القوى العاملة الأستاذ محمد سعفان. 14 برنامج تنفيذي تربوي تعليمي بين وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية ووزارة التربية والتعليم في جمهورية مصر العربية ووقعها من الجانب السعودي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى فيما وقعها من الجانب المصري وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور الهلالي الشربيني. 15 البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي بين وزارة الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية ووزارة الثقافة بجمهورية مصر العربية ، ووقعها من الجانب السعودي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي فيما وقعها من الجانب المصري وزير الثقافة الأستاذ حلمي النمنم. 16 برنامج تنفيذي للتعاون في مجال الإذاعة والتلفزيون بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية مصر العربية ، ووقعها عن الجانب السعودي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون المكلف الدكتور عبدالملك بن عبدالعزيز الشلهوب فيما وقعها عن الجانب المصري رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأستاذ عصام الأمير. 17 اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ، ووقعها عن الجانب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع فيما وقعها عن الجانب المصري دولة رئيس الوزراء السيد شريف إسماعيل ، حضر مراسم التقليد وتوقيع الاتفاقيات أصحاب السمو الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء أعضاء الوفد الرسمي والمرافق لخادم الحرمين الشريفين في زيارته الحالية لجمهورية مصر العربية.
مشاركة :