محكمة روسية تتهم أربعة أشخاص بـ"القيام بعمل إرهابي"

  • 3/26/2024
  • 16:13
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الرياص - اسماء السيد - وجهت محكمة روسية اتهامات لأربعة رجال تقول إنهم هاجموا حفلا في العاصمة موسكو وقتلوا ما لا يقل عن 137 شخصا. واقتيد ثلاثة أشخاص سيرا على الأقدام، بينما سيق الرابع على كرسي متحرك إلى محكمة في موسكو، حيث واجهوا جميعا اتهاما بارتكاب عمل إرهابي. وكان تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية، أو داعش، أعلن أنه نفّذ الهجوم يوم الجمعة في قاعة احتفالات كروكاس سيتي، وقد نشر التنظيم فيديو بالهجوم. لكن مسؤولين روسيين، تحدثوا عن تورّط أوكرانيا في الهجوم، فيما تصفه كييف بـ"مزاعم عبثية". وحددت السلطات الروسية هوية المتهمين الأربعة على النحو التالي: داليردزون ميرزوييف، سيداكرامي مورودالي راتشاباليزودا، شمس الدين فريدوني، ومحمد سوبير فايزوف. وأظهر مقطع فيديو عناصر شرطية ملثمة وهي تقتاد ثلاثة من هؤلاء المتهمين سيرا على الأقدام إلى محكمة باسماني في موسكو. وتسربت فيديوهات لجلسات استجواب أجرتها قوات الأمن الروسية فيما يبدو. كما تشير تقارير إلى أن واحدا على الأقل من المتهمين "خضع للتعذيب بالصعق الكهربائي". وظهر المتهمان اللذان عرّفتهما المحكمة باسم ميرزوييف واسم راتشاباليزودا وبدت حول عيونهما هالات سوداء من ما بدى أنه تعذيب، فيما كانت هناك ضمادة كبيرة على أُذن راتشاباليزودا – والتي تعرّضت لقطع جزئي في أثناء توقيفه، بحسب ما تفيد تقارير. كما ظهرت ضمادة بلاستيكية ممزقة حول رقبة ميرزوييف. أمّا وجه فريدوني، فقد بدا منتفخا بشدة. وبخصوص المتهم الرابع، المسمّى فايزوف، فقد بدا فاقدا للوعي لدى إحضاره إلى المحكمة على كرسي متحرك وهو يرتدي رداء المستشفى أو ما يعرف بقميص المريض. وقد بدا المتهم الأخير وقد فقد إحدى عينيه، بحسب ما قالت وكالة رويترز للأنباء. وظهر الرجال الأربعة في المحكمة وراء قفص زجاجي، ومن حولهم عناصر شرطية ملثمة. وعلى تطبيق تليغرام للمراسلة، أفاد بيان من المحكمة إن ميرزوييف قد "اعترف بجريمته بشكل كامل"، كما اعترف راتشاباليزودا أيضا بجريمته. وجرى تحديد هوية المتهمين بأنهم مواطنون من طاجيكستان، بحسب وكالة تاس الروسية الرسمية للأنباء. وأضاف بيان المحكمة بأن المتهمين الأربعة سوف يُحتجزون على ذمة المحاكمة حتى الـ 22 من أيار (مايو) على أقرب التقديرات. وكانت السلطات الروسية قد ألقت القبض على هؤلاء المتهمين الأربعة في منطقة بريانسك الروسية بعد هجوم ليل الجمعة بنحو 14 ساعة، بحسب ما قال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (إف إس بي). وتقع بريانسك على مسافة نحو 400 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من موسكو. كما ألقت السلطات الروسية القبض على سبعة آخرين تشتبه في قيامهم بتقديم مساعدات لمنفّذي الهجوم. في وقت سابق من الشهر الجاري، حذرت الولايات المتحدة موسكو من هجوم محتمل ضد تجمعات كبيرة، قبل أن تصدر تحذيرا للرعايا الأميركيين في روسيا. لكن الكرملين اعتبر التحذير الأميركي حيلة دعائية ومحاولة للتدخل في الانتخابات الرئاسية الروسية. وبعد الهجوم، قالت واشنطن إنها لا تجد مبررا للتشكيك في مسؤولية تنظيم الدولة الإسلامية عن الهجوم. وليست هذه هي المرة الأولى التي يهاجم فيها تنظيم الدولة وحلفاؤه روسيا أو مصالح روسية في الخارج. ففي عام 2015، أعلن التنظيم الإرهابي مسؤوليته عن تفجير طائرة روسية في مصر، وكان على متن الطائرة 224 شخصا، معظمهم مواطنون روسيون. وفي 2017، أعلن تنظيم الدولة كذلك مسؤوليته عن هجوم في محطة مترو أنفاق سان بطرسبورغ، والذي سقط ضحيته 15 شخصا. ويقول خبراء أمنيون إن التنظيم يعتبر روسيا هدفا رئيسيا لعدد من الأسباب، بينها الدور الروسي في تدمير مراكز قوى تابعة له في سوريا في أثناء دفاع روسيا عن نظام بشار الأسد. ومن بين هذه الأسباب، أن روسيا شنّت حربين شرستين في الشيشان ذات الأغلبية المسلمة ما بين عامي 1994 و2009، فضلا عن غزو أفغانستان في زمن الاتحاد السوفيتي. وتقول وكالات استخباراتية أميركية وغربية إن هجوم موسكو اضطلع بتنفيذه فرع تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان (المعروف باسم ولاية خراسان)، والذي ينشط بشكل أساسي في أفغانستان وأجزاء من آسيا الوسطى. ويعدّ فرع خراسان من بين أكثر فروع تنظيم الدولة قوة ونشاطا، وقد كان مسؤولا عن هجمات انتحارية دامية في مطار كابول في أثناء الانسحاب الأميركي الفوضوي في آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر) من عام 2021. وقد دأب فرع خراسان على توجيه انتقادات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

مشاركة :