وكالات (الاتحاد) أصدرت بارك جيون هاي رئيس كوريا الجنوبية قراراً بتشكيل مجلس مهمته تقديم التوصيات اللازمة لتعديل عملية البحث العلمي والتنمية وتحسين الإنتاجية على مستوى الدولة، وشددت على أن «الذكاء الصناعي يمكن أن يكون نعمة للمجتمع البشري، وأنه الثورة الصناعية الرابعة». وأضافت أن «الشعب الكوري الجنوبي محظوظ بالمفارقات، وبفضل صدمة ألفا جو (برنامج الذكاء الصناعي من جوجل) تعلمنا أهمية منظمة العفو الدولية قبل فوات الأوان». وخصصت وزارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الكورية الجنوبية بالفعل 863 مليون دولار (100 مليار وون) لتطوير أنظمة كمبيوتر فائقة القوة (سوبر كمبيوتر) في ظل تزايد الاهتمام بهذا القطاع من التكنولوجيا، بعد أن هزم «ألفاجو» اللاعب الكوري الجنوبي «لي سي-دول» المتفوق في مسابقة للألعاب اللوحية «جو» منتصف الشهر الماضي. واحتاج «الفاجو»، الذي صممته وحدة (ديب مايند) التابعة لجوجل، إلى أكثر من 4 ساعات بقليل للفوز بالجولة الثالثة على التوالي من مباراة مؤلفة من 5 جولات في سيؤول، ملحقا هزيمة كبيرة ببطل العالم في اللعبة منذ عقد، والحاصل على 18 بطولة دولية فيها. وكان «لي سي-دول» قد أعرب عن ثقته بالفوز قبل بدء المباراة. وقال بعد انتهاء المباراة وآثار الهزمية بادية عليه «لا يسعني أن قول أي شيء لكن ينبغي علي أولا أن أقدم اعتذاري». وكانت لعبة «جو» نشأت في الصين قبل 2500 عام. وقالت وزارة العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتخطيط المستقبلي الكورية الجنوبية إنها تعتزم استثمار 10 مليارات وون سنويا على مدار السنوات العشر المقبلة لتسريع وتيرة تطوير تقنيات الذكاء الصناعي ومراكز البيانات الكبرى و«إنترنت الأشياء» وغيرها من الصناعات الصاعدة من خلال أنظمة الكمبيوتر فائقة القوة. وأشارت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء إلى أن كثيرين اعتبروا هذه المباراة بداية لمرحلة جديدة من مراحل تطور تكنولوجيا الذكاء الصناعي، التي ستؤدي إلى تسريع وتيرة نمو صناعة الكمبيوتر فائق القوة. وتعتزم وزارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الكورية تطوير كمبيوتر قادر على معالجة البيانات بسرعة «بيتافلوب» خلال أول 5 سنوات، ثم زيادة سرعته إلى 30 «بيتافلوب» بحلول 2025. والـ «بيتافلوب» مقياس لسرعة معالجة البيانات الرقمية ويعني معالجة ألف تريليون رقم في الثانية. وقال علماء كوريون جنوبيون، إنه وفقا للخطط الموضوعة كان من المقرر افتتاح معهد بحثي في الذكاء الصناعي العام المقبل. وقال وزير العلوم والتكنولوجيا كيو يونج-سو إنه «من المقرر افتتاح المعهد البحثي في أقرب وقت فرصة، إلا أن الوقت المحدد يعتمد على الشركات المنفذة، موضحا أن مقره يقع في بانجيو جنوب سيؤول». إلا أن المبادرة بإنفاق هذا المبلغ الضخم لم تلق ترحيبا كبيرا في الأوساط البحثية، لأنها «قصيرة النظر، وصدرت كرد فعل غير محسوب»، حسب ما قال كوون هيوك تشول الباحث في الذكاء الصناعي بجامعة بوسان الوطنية، فيما قال باحث آخر طلب عدم كشف هويته «شعرت بالأسف بعد سماعي أن الحكومة مهتمة بإنفاق مبالغ كبيرة على الصناعة وليس على الجامعات». وأضاف «ربما تحصل الصناعة على فرصة لتطوير بعض البرامج أو المنتجات إلا أن هذا يعني أنها غير مهتمة أساسا بالبحث نفسه». تجدر الإشارة إلى أن كوريا الجنوبية تستثمر بالفعل وتنفق بسخاء على برنامج «إكسو براين» الذي تسعى إلى أن يكون منافسا لبرنامج «واتسون» من شركة «آي بي إم».
مشاركة :