الشركات البريطانية «عينها» على الزبائن المسلمين

  • 4/9/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بعيداً عن الجدل المستعر في فرنسا، يتوجه مقاولون من الشباب والشركات الكبرى في بريطانيا مباشرة إلى المسلمين مع منتجات خاصة بهم منها الملابس وبطاقات المعايدة، فضلاً عن جلسات رياضية عبر الإنترنت. وتقترح ماركات شهيرة مثل وينكلو وماركس آند سبنسر، ملابس مراعية تجمع بين الموضة والاحتشام، الأمر الذي أثار جدلاً في الفترة الأخيرة في فرنسا. وقد ندد مسؤولون سياسيون وشخصيات في أوساط الموضة في فرنسا بهذا الميل، ورأوا فيه نمط حياة يخالف الحرية وحقوق المرأة. أما في بريطانيا، حيث تعمل نساء محجبات في الإدارة العامة، أو يظهرن في برامج ناجحة عبر هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، فلا يثير الموضوع الكثير من الجدل. وسوق هذه المنتجات منتشرة في الكثير من المجالات. ويقول رؤوف ميرزا مسؤول التسويق في ذي مسلم لايفستايل إكسبو، التي تنظم معارض مكرسة لنمط حياة المسلمين في إنجلترا مفهوم الحلال لا ينطبق فقط على الأغذية، بل أيضاً على أخلاقيات العمل أو حتى الملابس. وقد جمعت الشركة خلال هذا الأسبوع للمرة الأولى 150 مقاولاً وخبيراً ومسؤولاً في شركات كبرى وسط لندن لتبادل النصح حول الطريقة الفضلى للاستفادة من هذه السوق، التي تشهد توسعاً كبيراً. وأطلقت بطاقات للاحتفال بالمناسبات الكبرى في الحياة من ولادات وزواج والحصول على شهادة سوق... مع لمسة مسلمة. وأطلقت دروساً في اللياقة البدنية تحت اسم ذي هيلثي حجاب وأغلبية الزبائن من المحجبات اللائي لا يذهبن إلى النوادي الرياضية لأنهن لا يشعرن بالارتياح للتدرب إلى جانب رجال. وتثير سوق المنتجات الإسلامية الكثير من الاهتمام خارج إطار المسلمين. فقد أسس الكندي ديفيد هورن غير المسلم شركة هي بمثابة نتفليكس للمسلمين متواجدة في 39 بلداً. وهي تبث أفلاماً وأشرطة وثائقية حول السكيتبورد في كابول أو مسابقة للمؤذنين الأتراك. وإلى جانب هذه الشركات الناشئة التي تحاول أن تفرض نفسها، لا تتردد مجموعات غربية كبرى من التوجه مباشرة إلى زبائن مسلمين. وخبراء التسويق يقولون إذا كانت لديك ماركة عالمية فكيف بإمكانك تجاهل 1.6 مليار شخص؟. ففي بريطانيا التي تضم جالية مسلمة كبرى بأغلبيتها من شبه القارة الهندية، أطلقت متاجر تيسكو الكبرى عروضاً وإعلانات بمناسبة شهر رمضان. أما المقاولون الفرنسيون الذين يسعون إلى تحسين موقعهم في هذه الأسواق الجديدة فيأتون إلى لندن للحصول على أفكار جديدة وتبادلها. ويقول علي جديد صاحب منصة زينارا للتجارة الإلكترونية المخصصة للموضة المحتشمة ومقرها في باريس في بريطانيا نلمس براغماتية فيما يتعلق بهذه المواضيع التي ينظر إليها من المنظار الاقتصادي فقط أي على أنها فرصة اقتصادية. أما في فرنسا فلدينا هذه الموهبة في تسييس النقاش فوراً. ويضيف هذا المحلل المالي السابق لا شك أن ثمة سوقاً تشهد نمواً، ونحتاج إلى التكيف مع أنماط الاستهلاك الحديثة. (أ.ف.ب)

مشاركة :