حظيت قبرص بمكانة رفيعة على الخريطة السياحية على مدى قرابة 120 قرناً. وعلى الرغم من كونها جزيرة في وسط البحر، كانت قبرص على الدوام وجهة للزوار من الصيادين والباحثين عن المحصولات الغذائية منذ 10 آلاف عام قبل الميلاد، حيث نشأت في المنطقة مجتمعات قروية منذ العام 8200 قبل الميلاد. تعد لارنكا أقدم مدينة أهلت بالسكان بشكل متواصل في جزيرة قبرص، وقد تأسست في العام 6000 قبل الميلاد. وفي القرن الثالث عشر قبل الميلاد أصبحت هذه المدينة ميناء تجاريا مهما لتجار المايسينيا وهي إحدى الحضارات الإغريقية القديمة والتي أطلقت على المدينة اسم كيتيون. وبحلول القرن التاسع الميلادي، وقعت لارنكا في قبضة البيزنطيين الذين حكموا قبرص حتى أواخر القرن الثاني عشر. أما في العام 1191، فقد وقعت المدينة في قبضة الملك الإنجليزي ريتشارد الأول والذي قام ببيعها في السنة اللاحقة، ثم تعرضت المدينة للغزو لمرات عدة على مدى القرون السبعة التالية على أيدي الإغريق والفرس والمصريين والرومان وسكان البندقية والعثمانيين. ثم غزا البريطانيون قبرص في العام 1878 ليبدؤوا هذه المرة فترة احتلال ثانية أطول بكثير انتهت بحصول قبرص على استقلالها في العام 1960. ولكن بعد فترة من التوترات المتصاعدة بين الجاليتين التركية والقبرصية في الجزيرة، اندلعت الحرب في العام 1974 عندما اجتاحت القوات التركية قبرص، واحتلت معظم الجزء الشمالي للجزيرة. أما اليوم، ورغم بقاء قبرص مقسمة، لا تزال المفاوضات لإحلال السلام فيها مستمرة لسنوات عدة، غير أنه لم يتم التوصل لأي اتفاق بعد. وعلى الرغم من ذلك يبقى الجزء الجنوبي لقبرص مكاناً آمناً للزيارة. وتواصل لارنكا ترحيبها بالناس من مختلف أنحاء العالم، رغم كونهم من السياح فقط هذه المرة، إذ يفد إلى المدينة ما يزيد على ثلاثة ملايين زائر سنوياً للتمتع بالأجواء المشمسة على مدار العام في هذه الجزيرة. سوف يتمتع المسافرون الذين يصلون على الرحلات المتجهة إلى لارنكا بالتناغم المدهش ما بين الجمال الطبيعي والتاريخ القبرصي في هذه الجزيرة المتوسطية النموذجية. وبعد وصول رحلتك إلى لارنكا يمكنك الاسترخاء على أي من شواطئ المدينة الثلاثة، أو القيام باكتشاف الآثار القديمة في هذه الجزيرة التاريخية. ويمكن للزوار الذين يتطلعون للاسترخاء وتجديد نشاطهم بعد وصول رحلاتهم إلى لارنكا التمتع ببعض من أفضل النوادي وفعاليات الترفيه المسائية في منطقة البحر الأبيض المتوسط في هذه الوجهة السياحية الرائعة. ويوجد في لارنكا ثاني أكبر ميناء بحري في الجزيرة، وأكبر مطار دولي في البلد، وهو مطار لارنكا الدولي. وقد حققت لارنكا نمواً اقتصادياً كبيراً منذ منتصف عام 1970، وخاصة بعد ازدياد الدخل الناتج عن ازدهار السياحة. وتتركز معظم المكاتب السياحية القبرصية ووكالات السفر في لارنكا، وقد ساهمت هذه المكاتب في تعزيز قطاع السفر في المنطقة، وأحرزت المدينة أيضاً تقدما كبيراً في الثقافة المعاصرة، والفن والرياضة. كما تعتبر مدينة لارنكا أيضاً واحدة من أكثر المدن السياحية التي تتسم بحسن الضيافة. وكانت لارنكا تعرف باسم كيتيون وتعد أقدم مدينة في جزيرة قبرص حيث يرجع تاريخها إلى ما يقارب من 6000 سنة. أقامت لارنكا لنفسها ميناء رئيسيا مع وصول اليونانيين خلال القرن 13 قبل الميلاد، حيث حدث العديد من الثورات والاعتداءات والاجتياحات من عدة دول مثل غزو الكثير من الأتراك واليونانيين والفرس والمصريين والرومان والفرنسيين والبريطانيين، وقد أدى هذا إلى تنوع الثقافة في لارنكا. شهدت لارنكا أهم حقبة في تاريخها وهي الفترة البيزنطية، التي تركت وراءها العديد من الآثار والنصب التذكارية والهندسة المعمارية. بعد غزو تركيا في عام 1974 أصبحت لارنكا واحدة من أهم المدن الرئيسية التي قامت باستقبال اللاجئين من الشمال، ما جعل المدينة تنمو نموا سريعا في وقت قصير للغاية. وتنظم الإمارات للعطلات رحلات وبرامج سياحية تناسب كل الأذواق والميزانيات. أبرز المعالم ويتوجه معظم الزوار إلى قبرص لقضاء عطلة على سواحلها الشهيرة، ولزيارة أشهر الأندية والمطاعم مثل منتجع آييا نابا. وفيما تمتلك لارنكا بعضاً من الشواطئ الجميلة لكن هذه المدينة تفخر بامتلاكها لتاريخ يمتد لنحو ثمانية آلاف عام. ويمكنك أن تبدأ رحلتك من متحف لارنكا للآثار حيث يمكنك تتبع تاريخ المقتنيات الأثرية التي تم العثور عليها من خلال عمليات التنقيب المحلية. وبعد الانتهاء من ذلك، يمكنك الانطلاق في جولة سيراً على الأقدام لمشاهدة بقايا مدينة كيتيون القديمة، حيث يمكنك الإطلاع على عمليات التنقيب بنفسك. ويقع في منطقة بامبولا خمسة معابد يعود تاريخ بنائها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، كما يمكنك مشاهدة الجدران السيكلوبية. وعلى بعد مسافة قريبة من هذا المكان، تقع بحيرة لارنكا المالحة التي تمتلئ بمياه الأمطار وتستقطب نحو 10 آلاف من طيور الفلامنجو خلال فصل الشتاء. وتجف هذه البحيرة بحلول شهر يوليو (تموز) لتتحول إلى طبقة من الملح بسماكة 10 سنتيمترات ويحل مكان طيور الفلامنجو الوردية طبقة لامعة من البياض الوامض. وتقع على الحافة الغربية للبحيرة تكية مسجد هالة سلطان العريق وضريح الصحابية الجليلة أم حرام. وإلى الجنوب من تكية هالة سلطان تقع طريق تؤدي إلى شاطئ ماكينزي الرملي الشهير. ويمكنك التوقف هنا لقضاء يوم تحت أشعة الشمس الدافئة أو استئجار قارب يأخذك إلى موقع العبارة زنوبيا الذي يعد واحداً من أفضل عشرة مواقع الغوص الخاصة بحطام السفن الغارقة في العالم. فعلى بعد ثلاثة كيلومترات من الشاطئ وعلى عمق يصل من 18إلى 42 متراً، غرقت العبارة السويدية في العام 1980 خلال رحلتها الأولى، ولا يزال بإمكانك مشاهدة حمولة السيارات التي تحملها العبارة. المطاعم تشتهر لارنكا بكونها وجهة بارزة للعطلات وهي توفر عدداً كبيراً من خيارات تناول المأكولات. أما بالنسبة لحياة السهر فيها، فإنها لا تتميز بذلك النشاط كما هي الحال بالنسبة للمدن السياحية القريبة الأخرى، لكن هذه المدينة توفر قدرا كافياً من الترفيه يرضي أذواق الجميع باستثناء عشاق السهر لساعات الفجر الأولى. وينتشر العديد من مطاعم لارنكا على امتداد شواطئها الثلاثة وهي أماكن مناسبة لمشاهدة الناس وتناول الطعام بالقرب من ساحل البحر. ولا يتعين أن يكون الطعام بالضرورة على قدر مساو لروعة المناظر الطبيعية، فيما تزدحم أفضل الأماكن هنا بالقبارصة عوضا عن السياح. وتتميز الأطباق القبرصية بكونها شهية، وهي خيار أفضل بكثير من جميع وجبات الفطور الموجودة بشكل دائم والتي يتم تقديمها لك في بعض من أكثر المواقع السياحية التي يتجنبها الزوار. وتنتشر النوادي والمقاهي على امتداد الكورنيش البحري وفي الحي القديم الذي يسمى بلايكي ييتونيا. وتزخر هذه المنطقة المخصصة للمشاة بفرص الترفيه المسائية، لكن أبرز الفعاليات لا تبدأ إلا في الساعات المتأخرة من الليل. أما بالنسبة للزوار الذين ينشدون قضاء وقت ممتع في النوادي الكبيرة التي تفتح أبوابها طوال الليل، فإنه يمكنهم ركوب سيارة أجرة في رحلة لمدة 15 دقيقة باتجاه الشمال الغربي إلى منطقة آييا نابا التي توفر مجموعة من النوادي والمقاهي، وهي من الوجهات المفضلة لدى السياح. ما وراء لارنكا تقع شبه جزيرة رأس جريكو للحياة البرية على بعد 30 كيلومتراً إلى الشرق من لارنكا. وتسهم الكتل الصخرية الساحرة والمشاهد الطبيعية العجيبة والعدد الكبير من أنواع الحياة النباتية والحيوانية النادرة في جعل هذه المنطقة وجهة مفضلة لقضاء يوم كامل فيها. ويتضمن هذا الشريط الساحلي الجميل محمية طبيعية ومنطقة حماية ترعاها الحكومة، وهو يشتهر بالفرص الرائعة لممارسة رياضتي الغطس في المياه الضحلة والغوص في المياه العميقة. السفر إلى لارنكا تهبط رحلات طيران الإمارات المتجهة إلى لارنكا، في مطار لارنكا الدولي الذي يبعد مسافة خمسة كيلومترات إلى الجنوب من لارنكا و36 كيلومتراً عن العاصمة القبرصية نيقوسيا، كما يمكن للمسافرين القادمين على الرحلات المتجهة إلى لارنكا استخدام حافلات المدينة للوصول إلى وجهتهم النهائية، غير أنه من السهل الترتيب لخدمة حافلات الفنادق المنتظمة أو استدعاء إحدى سيارات الأجرة. وتستغرق الرحلة من المطار إلى مركز المدينة في لارنكا أقل من 10 دقائق، وحيث إن عدادات سيارات الأجرة لا تستخدم إلا نادراً، فإنه من الأفضل الاتفاق على التعرفة مقدماً.
مشاركة :