ضمن إصدارات هيئة البحرين للثقافة والآثار وبالتعاون مع المؤسسة العربية للدراسات والنشر، صدرت مؤخرًا رواية رقصة أخيرة على قمر أزرق للكاتب والروائي أحمد جمعة، والتي تأتي كجزء أخير ضمن ثلاثيته بيضة القمر وقمر باريسي. وقد أهدى لـ كل أبطال الثلاثية مذيلاً الإهداء باقتباسة الجنة مكان بارد، شأنه شأن النار، ومنوهًا في مقدمة روايته هذه إلى أن أحداث هذه الرواية من نسج الواقع الخيالي، وأي تشابه في الأسماء والأماكن والوثائق فهو بمحض الصدفة. نقرأ من أجواء الرواية كان الوقت مساء والبرد يأتي ويرحل كل دقيقة، فالطقس كان أقرب إلى بندول الساعة المتأرجح حين صعودها سلم الطائرة الصغيرة، وما زاد في توترها حالة الطقس، فبدأت تعرق وأحست بنوبة خفقان تكاد توقف قلبها عن النبض وهي تسمع ضرباته المتوالية، كانت تنظر من نافذة الطائرة الخاصة وخيل لها الطقس غائمًا يكتنفه الضباب، فامتنعت عن النظر. حدقت في البحر أسفلها ورشفت كأس الماء الذي انسكب بعضه عليها والتفتت نحوه ثم عادت تصلح من فستانها الزهري اللون مع فتحة صغيرة عند الصدر، بشرتها ظهرت متوردة وعيناها ساهمتان تميلان للنعاس كأنها ثملة، فاحت منها رائحة عطر خفيفة نفاذة ملأت الطائرة الصغيرة بنكتها وقد ساعد على انتشار رائحتها عدم وجود ركاب سواهما.
مشاركة :