تنطلق الانتخابات الرئاسية التونسية خلال الخريف المقبل، حيث يمثل الاستحقاق الرئاسي الخطوة الأخيرة نحو إرساء مشهد سياسي جديد بلا جماعة الإخوان، لكن حركة النهضة الإخوانية تصر على ترويج الأكاذيب والادعاءات المغرضة، في ظل تنامي الرفض السياسي والشعبي لممارساتها، لا سيما فيما يتعلق بمحاولاتها الرامية لتعطيل وتشويه سباق الانتخابات. وشددت الأستاذة في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والتصرف بالجامعة التونسية سلمى السعيدي، على أنه لن يكون للنهضة وجود في المشهد السياسي بعد الانتخابات الرئاسية، ولن تنجح محاولاتها في تعطيل مسيرة الاستحقاق الذي سيتم في موعده، حسب تأكيدات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. وسبق أن أكد رئيس الهيئة العليا للانتخابات التونسية، فاروق بوعسكر، على أن الاستحقاق الرئاسي سيجرى في موعده بين شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين، وبمجرد الانتهاء من تشكيل المجلس الوطني للجهات والأقاليم خلال شهر أبريل ستصدر هيئة الانتخابات قراراً بتحديد الجدول الزمني لموعد الانتخابات وقبول الترشحات. كما سبق أن أكد الرئيس التونسي، قيس سعيد، أن الانتخابات الرئاسية ستتم في موعدها، مشيراً إلى أن من دعوا إلى مقاطعة انتخابات مجلس نواب الشعب والجهات والأقاليم يعدون العدة بالوسائل كلها للموعد الانتخابي المقبل؛ لأن لا هم لهم سوى رئاسة الدولة. وأوضحت السعيدي في تصريح لـ «الاتحاد» أن الحركة انتهت تماماً، ولم يعد لديها أي ظهير شعبي في الشارع التونسي، وبالتالي فإن البلاد تتجه نحو إرساء مشهد سياسي بلا إخوان، بعدما لفظ الشعب الحركة الإخوانية، وأصبحت مكروهة. وأشارت إلى أن الوعي التونسي بمعركة التحرير والثقة في الرئيس قيس سعيد تظهر من خلال نتائج الاستطلاعات، وهو مؤشر إيجابي على تفاعل المجتمع مع الأحداث السياسية الحالية، بحسب ما أظهرته نتائج الاستطلاعات، رغم العديد من محاولات الضغط وحملات التشويه الممنهج من بعض الجهات المعارضة للتأثير في التصويت في الانتخابات الرئاسية. وبحسب دستور يوليو 2022، فإن انتخاب رئيس الجمهورية يتم لمدة 5 سنوات بالاقتراع العام في الأشهر الثلاثة الأخيرة من فترة الرئاسة، بأغلبية مطلقة من الأصوات. وبدوره، أوضح الناشط السياسي التونسي، صهيب المزريقي، أن ممارسات الإخوان دمرت الدولة التونسية خلال «العشرية السوداء» التي سيطروا فيها على المشهد السياسي، وهو ما جعل الشعب يساند بقوة إجراءات وقرارات الرئيس من أجل دحر الإخوان ومشروعهم الظلامي. وقال المزريقي في تصريح لـ «الاتحاد»: «إن حركة النهضة الإخوانية تروج ادعاءات وأكاذيب لا أساس لها من الصحة، ضد الانتخابات الرئاسية بهدف تشويه التجربة الديمقراطية»، مضيفاً إلى أنها دائماً تلجأ إلى «المظلومية» المفتعلة، واستجداء الدعم من القوى الخارجية المعادية، بدليل انخراط الإخوان وأذرعتهم الإعلامية في استراتيجية توجيه رأي عام دولي لتشويه تونس، بل إنهم كانوا جزءاً من الأزمة مع صندوق النقد الدولي.
مشاركة :