قدم سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، أمس، واجب العزاء في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى خلفان محمد الرومي، وذلك خلال زيارته لمجلس العزاء في الشارقة. كما قدم واجب العزاء إلى جانب سموه، الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام. وأعرب سمو ولي عهد الفجيرة عن صادق تعازيه ومواساته لأشقاء وأبناء وأسرة الفقيد، داعياً الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. كما أدى العزاء في فقيد الوطن عدد من الوزراء والمسؤولين، وجمع غفير من المواطنين.وتواصلت لليوم الثاني على التوالي وفود المعزين في فقيد الوطن، وتقدم المعزين شخصيات بارزة إضافة إلى أصدقاء الراحل. وأوضح مسؤولون أن الراحل يعد من الرعيل الأول الذين تسلحوا بالعلم ومن القلائل في ذاك الوقت ممن نالوا الشهادات العليا والمعرفة الواسعة فلم يبخلوا بها، وانزلوها على أرض الواقع وعلموا الأجيال التي تلتهم، لافتين إلى أنه شخصية ليست عادية في مسيرته العملية أو حياته الشخصية وأنه لا بد لمراكز البحوث أن توثق لتلك السيرة العطرة حتى تتطلع عليها الأجيال الحالية والمقبلة وتهتدي بها، إضافة إلى الجوانب الإنسانية والخيرية التي لا يعرفها الكثيرون والتي تميز بها ويفعلها بصمت. وقال معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي وزير تطوير البنية التحتية، إنه من الصعب أن نلخص سيرة الراحل الرومي في كلمات وذلك نتيجة لإسهاماته الثرة في كل المجالات، لافتاً إلى أنه تتلمذ على يديه، فعرفه معلماً منذ أن كان طالباً، ووطنياً محباً لبلده ولمواطني الإمارات كافة دونما تمييز، فهو أبدع وأعطى عطاء حسناً في صنع المؤسسة الاتحادية، كان قمة في الأخلاق والشفافية، وعطاؤه في مجال الخدمة الوطنية يبقى نموذجاً يحتذى ويدرس، كما أنه من الذين خططوا ورسموا، فمهد البيئة لتبدع الأجيال من بعده ابتكاراً وإسعاداً، وإن أبرز ما يميزه قربه لأهله وأصدقائه وكل من عرفه. من جانبه؛ قال معالي محمد المر الرئيس السابق للمجلس الوطني الاتحادي، إن الإمارات فقدت ابناً باراً من أبنائها، وقامة سياسية وتربوية وإعلامية، عملت طوال العقود الماضية من أجل نهضة الوطن وتقدمه، لافتاً إلى أنه ربطته به مناسبات وفعاليات عديدة، فهو من الحريصين على متابعة الأنشطة والفعاليات، ويكفي له أن يكون من أبناء الوطن الذين حفروا في الصخر حتى ولد الاتحاد الذي نستظل بظله اليوم. وأوضح أحمد الرومي شقيق الراحل ومدير أعماله، أن المغفور له - بإذن الله تعالى - كان من الرعيل الأول الذين حملوا الشهادات العلمية العليا، وكان من القلائل الذين تلقوا تعليمهم الجامعي خارج الدولة، حيث تخرج في جامعة بغداد، ومن ثم عمل مدرساً للتاريخ في مدرسة حطين بالشارقة، لافتاً إلى أنه كان من طلابه، ومن ثم ترك التدريس وأصبح نائباً لمدير دائرة المعارف، وعندما تولى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وزارة التربية والتعليم، كان الرومي وكيلاً للوزارة، وكان من المؤسسين لها. جوانب خفية وأكد أن شقيقه كانت له علاقة حميمة مع الجميع يشوبها الاحترام المتبادل، فهو الشقيق الأكبر، وكان الأب والمعلم والمربي الذي نهلنا من مدرسته الكثير واستفدنا من خبراته الثرية في كل الميادين، فاهتدينا بها وأمست نبراساً أضاء لنا الطريق، وكان دائماً ما يحثنا على القراءة والاطلاع ونيل الشهادات العليا، فهو كتاب مفتوح، ومن يألفه يستأنس به كثيراً ويغرف من معينه، كما كان مجلسه مفتوحاً ودائماً ما يتحدث فيه عن الاتحاد ونشأته والجهود الدؤوبة التي بذلت حتى يتحقق، وضرورة المحافظة على المنجزات التي شهدتها الدولة في ظل الاتحاد الذي نستظل بظله، لافتاً إلى أنه كان قارئاً ومطلعاً نهما من خلال المكتبة الخاصة التي يقتنيها، فاهتم بأمهات الكتب والتراث، كما كان له اهتمامات بالغة باقتناء المصاحف القديمة والتي تذخر بها المكتبة، كما أن صداقاته تبقى مستمرة دونما انقطاع، سواء أكانت تلك الصداقات داخل أو خارج الدولة. ولفت إلى أن للفقيد جوانب إنسانية عديدة لا تعد ولا تحصى، فمن خلال إدارتي لمكتبه تبين لي الخير الكثير الذي يقدمه ولا يدري به أحد داخل وخارج الدولة، وقبل رحيله وجه بإنشاء شبكة للمياه في بعض المدن و40 قرية أفريقية، إضافة إلى مشروع ضخم عن دار الأيتام، ومساجد شيدت لم نعلم عنها إلا أخيراً. توثيق المسيرة ومن جانبه أكد معالي الدكتور حنيف حسن القاسم رئيس مجلس إدارة مركز جنيف لحقوق الإنسان، أن الفقيد (بو فيصل) شخصية ليست عادية في مسيرته العملية أو حياته الشخصية، لافتاً إلى أنه عاصره وخبره جيداً عن قرب، وأنه لا بد من توثيق مسيرته التي تقلد فيها العديد من المناصب السيادية، وتلك المحطات الرائعة والمشرقة في كل الميادين ومن الواجب على مراكز البحوث أن توثقها حتى تدرس للأجيال، الذين ينبغي عليهم أن يعرفوا كيف نشأ الاتحاد والجهود التي بذلت فيه، كما أن الفقيد شخصية تأسرك بسماحتها وتواضعها الجم، فهو قدوة لنا ولجميع من عرفه ودخل سجل الخالدين، ولا يمكن للذاكرة الوطنية أن تنسى فقيد الوطن الرومي ولا أبناءه البررة.
مشاركة :