حوار - هناء صالح الترك: حصل على شهادة الثانوية والتحق للعمل بالقوات المسلحة كمرشح ضابط، وتابع تعليمه في الفترة المسائية بمعهد الإدارة ومعهد اللغات.. ابتعث إلى بريطانيا للدراسة وأكمل دورة "كوماندوز" بالكلية العسكرية، إلى جانب دورات على المستوى المحلي في قطر، ساعدته في الترقي إلى رتبة ملازم ثاني ومن ثم إلى ملازم أول، بعد ذلك إلى رتبة نقيب حتى بلغ رتبة رائد.. استمر في القيادة العامة بالقوات المسلحة 28 عاما، ليحال في عام 2000 إلى قوات الاحتياط.. خلال عمله في خدمة الوطن انتسب إلى جامعة بيروت العربية كلية الحقوق لميله إلى دراسة القانون وحصل على ليسانس في القانون عام 2001.. لم يكن عازما على العمل بعد انتهاء خدمته العسكرية، لكن بعد مضي ستة أشهر شعر بالملل الشديد وقرر الاستفادة من شهادته في القانون وخاض تجربة العمل في مجال المحاماة، فتدرب بمكتب المحامي راشد ناصر النعيمي.. يتطلع أن يكون هناك مجمع خاص للمحاكم في مبنى واحد تتوفر به جميع الخدمات والمرافق ومواقف السيارات والاستراحات الخاصة بالمحامين مع وجود أجهزة كمبيوتر حديثة.. إنه المحامي الأستاذ عبد الكريم محمد صالح آل إبراهيم.. التقيناه وسجلنا معه أهم المحطات التي واكبت مسيرته الحياتية والعملية بما فيها من نقلة نوعية بين الحياة العسكرية والعمل بالمحاماة.. فإلى تفاصيل الحوار: > كيف كانت النشأة ومراحل التعليم الأولى؟ - كانت أيام الطفولة عادية مثل أقراني في تلك المرحلة، ودرست حتى الصف الرابع في مدرسة عمر بن عبدالعزيز القريبة من المنزل في مدينة الوكرة، حيث كنا ولا نزال نعيش بالمنطقة، ثم انتقلت إلى مدرسة خالد بن الوليد ومدرسة صلاح الدين الأيوبي الابتدائية. وفي المرحلة الإعدادية توجهت للدراسة في مدرسة الدوحة الإعدادية للبنين وكنا ننتقل إلى المدرسة بالباصات التابعة لوزارة التربية والتعليم كوني في منطقة بعيدة نوعا ما عن الدوحة، كذلك تابعت الثانوية في مدرسة الدوحة الثانوية القسم الأدبي. > وماذا تتذكر من تلك المراحل؟ - أتذكر أن جميع الطلاب كانوا يحبذون الألعاب الرياضية ويشاركون فيها عبر المدرسة حيث يتم تكوين فريق مدرسي للعب كرة القدم وكرة السلة وكنا نحب الرياضة ونتمتع بالنشاط والحركة. > وماذا بعد المرحلة الثانوية؟ - بعد حصولي على شهادة الثانوية مباشرة التحقت للعمل بالقوات المسلحة، وتابعت تعليمي في الفترة المسائية بمعهد الإدارة ومعهد اللغات، وذلك للاستفادة من اللغة ولم تكن شرطا للترقية. > وهل شاركت في دورات عسكرية أهلتك للترقية في الرتب؟ - أثناء العمل في القوات المسلحة ابتعثت إلى بريطانيا للدراسة في إحدى الجامعات، وأكملت دورة عسكرية وكذلك دورة "كوماندوز" في الكلية العسكرية، إلى جانب دورات على المستوى المحلي في قطر، بالطبع هذه الدورات كان لها دور بلا شك في المساعدة في الترقيات الوظيفية وفي الرتب، حيث دخلت القوات المسلحة كمرشح ضابط ورقيت إلى رتبة ملازم ثاني ثم ملازم أول، بعد ذلك إلى نقيب ومن ثم إلى رائد. > وماذا عن الحياة العسكرية وما هي أهم مميزاتها؟ - الحياة العسكرية هي الحياة والصحة والنشاط والقوة، تعلمنا منها الكثير بحيث يشعر الإنسان أثناء العمل بأنه أصبح إنسانا مجاهدا يعمل بهمة ونشاط وحزم لخدمة بلده ومواطنيه. > وكم استمرت خدمتك العسكري؟ - استمررت في خدمة بلدنا الحبيب قطر في القوات المسلحة مدة 28 عاما في القيادة العامة وسنة 2000 أحلت إلى قوات الاحتياط، وكنت حينها أكمل دراستي الجامعية.. خلال عملي في خدمة الوطن انتسبت إلى جامعة بيروت العربية كلية الحقوق لأنني كنت أميل إلى دراسة القانون وأرى أن جميع الوزارات والكليات كانت تحتاج إلى حقوقيين إداريين والحمد لله أتممت تعليمي وحصلت على ليسانس في القانون سنة 2000-2001. > وكيف كانت تلك الفترة الانتقالية؟ - صراحة الإنسان عندما تنتهي مدة خدمته وخاصة من العسكرية تكون فترة صعبة جدا، وكنت عازما على أن لا أعمل ولكن بعد مضي ستة أشهر شعرت بملل شديد وبأنني سأواجه الموت لشعوري بالفراغ، عندئذ فكرت في العمل بمهنة المحاماة كوني حاصلا على شهادة ليسانس في القانون من كلية الحقوق بجامعة بيروت العربية، فتدربت بمكتب الأستاذ المحامي راشد ناصر النعيمي، وتعلمت كيفية المرافعة في المحاكم، لأنني في البداية كنت أرى الأمور جميعها صعبة، ولم يكن لدي الألفة للعمل في قاعات المحاكم بادئ الأمر، وهذا برأيي ينطبق على أي مجال جديد يدخله الإنسان. > ومتى بدأت عمليا بالمرافعة؟ - بعد التدريب مباشرة بدأت بالمرافعة ووجدت أن العمل يعتمد على إمكانية الشخص نفسه وتكيفه وتأقلمه مع الواقع، ورأيت أن العمل في مجال المحاماة أصعب نوعا ما من العمل العسكري واليوم نعيش بين مطرقة المحاكم وسندان الموكلين، ونحن في هذا الإطار نعمل على وضع جميع الحقائق والبيانات القانونية أمام هيئة المحكمة للفصل في الدعوى، ومن هنا نقول إن المحامي لا يستطيع أن يعطي موكله النتيجة النهائية. > وهل تتذكر تحديدا بداية عملك بالمحاماة والدرجات المختلفة؟ - في شهر يوليو 2003 التحقت بالتدريب بمكتب الأستاذ المحامي راشد ناصر النعيمي، وفي شهر يوليو 2005 تم قيد اسمي في جدول المحامين المقبولين أمام محكمة أول درجة، وفي يوليو 2010 أيضا تم قبول قيد اسمي في جدول المحامين المقبولين إلى محكمة الاستئناف وفي عام 2015، تم قبول قيد اسمي في جدول المحامين المقبولين أمام محكمة التمييز وهي أعلى درجة في المحاكم. > وفي أي الدعاوى كانت حياتك ومسيرتك القانونية؟ - بدأت في الدعاوى على اختلافها من مدني وجنائي وأسري وهذا منحني المرافعة في مختلف درجات المحاكم وفي كافة الدعاوى ودائما نعمل وفق متطلبات سوق العمل. > وهل لديك قضايا تتوقف عندها وتشعر بالراحة لأنك حققت العدالة فيها؟ - أذكر قضية متهم حكم عليه بالمؤبد، فقدم طعنا عن حكم أول درجة بمحكمة الاستئناف، وبعد تداول القضية في عدة جلسات تم تخفيف الحكم إلى ثلاث سنوات بالتأكيد لفت نظري عدالة المحكمة وشعرت أن هذا الإنسان أخذ حقه ورفع الظلم عن موكلي. وأتذكر قضية إدارية تتعلق بالمجلس الأعلى للقضاء باعتبار أن المجلس أجرى عقدا إداريا يتعلق بمكتب للطباعة وتبين لي أن كل نصوص العقد تدل على أنه مبنى مدني وليس إداريا ورفعت الأمر إلى هيئة المحكمة التي أنصفت موكلي وهذه أعتبرها من الدعاوى المميزة، ونحن أمام عدالة القانون نرفع القضية على أي شخص حتى على الوزير بصفته، وهذا يبرهن أن قطر دولة القانون ولا يوجد بها محسوبيات والكل سواسية أمام القانون ومن حق أي مظلوم أن يرفع مظلمته إلى عدالة المحكمة. > نلاحظ اليوم تزايدا في أعداد الدعاوى بالمحاكم.. ما السبب برأيك؟ - بالفعل اليوم الدعاوى كثرت لأن الناس بدأت تتجرأ في رفع الدعاوى والشكاوى والبلاغات حيث يجدون أن هناك جهات قضائية تحكم بالعدل وتعطي كل ذي حق حقه، ففي الماضي لم يكن لدى الكثيرين رغبة في دخول المحاكم ومراكز الشرطة وكانوا يحاولون قدر الإمكان حل خلافاتهم بين الأسر والجماعات وكان المرجع الأساسي كبير العائلة الذي يعمل على حل معظم الخلافات والمشاكل بالتحاور والتراضي والأطراف كانت تقبل ذلك. لذلك نقول إن العولمة أثرت على الجميع ولم تعد أسرنا متماسكة مثل السابق ووجود الكثير من الجاليات الأجنبية ساهم بلا شك في حدوث الكثير من المشاكل وخاصة العمالة غير المثقفة. > وما أبرز اختلافات المحاكم.. وأوجه التطور الذي تشهدها اليوم والتطلعات المستقبلية؟ - المحاكم في السابق كانت جميعها شرعية وهي موجودة في الدوحة القديمة، واليوم تطورت المحاكم مع وجود أسباب التطور من شركات المقاولات والأيدي العاملة والطفرة الاقتصادية.. نتطلع أن يكون هناك مجمع خاص للمحاكم في مبنى واحد يتوفر به جميع الخدمات والمرافق ومواقف السيارات لأننا نعاني من مشاكل التنقل بين المحاكم لبعدها عن بعضها بالإضافة إلى عدم وجود مكان للمحامين داخل المحاكم مثل استراحة للمحامين مع وجود أجهزة كمبيوتر حديثة.. نطالب بالإسراع في بناء مجمع المحاكم الذي سمعنا به منذ وقت كبير وتوفير جميع الخدمات المطلوبة والملحة للمحامين وتأمين استراحات في أرجاء المحاكم مزودة بأحدث التقنيات والتكنولوجيات. > وما أهم هواياتكم.. وهل تمارسونها؟ - أهوى الرياضة والسباحة والقراءة والاطلاع على كل جديد في مجال القوانين لتطوير ذاتي وإثراء ذاكرتي بالمعلومات القانونية المستجدة. > هل لديكم أبناء جذبهم حب مهنة المحاماة؟ - لدي أبناء وبنات يعملون في مختلف المجالات، لكن ابني الأصغر يدرس الآن في السنة الثالثة قانون، يتطلع أن يكون البديل لي في مكتبي بعد تخرجه إن شاء الله.
مشاركة :