خطيب الحرم المكي: من روائع الأمل ما سطرته السعودية من الحزم لرد عصابات البغي

  • 4/9/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه إذا كان من سنن الله الكونية وجود بعض الفرق والمناهج الضالة، فلقد سخر الله لدينه من يحميه، ويذود عنه ويفديه، وإن اشتد الوطيس بنفسه وما ملك يفتديه، وإن من روائع الأمل وبديع التفاؤل ما سطرته بلاد الحرمين الشريفين في هذا المضمار الأشم من الحزم والعزم لرد عدوان عصابات البغي والطغيان، التي مردت على الظلم والعدوان، ثم التحالف الإسلامي العسكري أداء لواجب حماية الأمة ممن يعيث في الأرض فسادا، فكان بفضل الله تحالف خير وبركة على الأمة. وأوضح في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام أمس، أن التحالف يعلن بجلاء براءة الإسلام من إلصاق تهمة الإرهاب به، ولا سيما منهج أهل السنة والجماعة السائرين على عقيدة السلف الصالح، رضي الله عنهم، ومنهج الدعوة التجديدية الإصلاحية في هذه البلاد المباركة. وبين أن "عاصفة الحزم" و"رعد الشمال" أنموذج مشرف في ردع الظالم ونصر المظلوم ورد الإرهاب وفلوله، والتصدي لمحاولات نشر العنف والفوضى، والغلو والتطرف، وتقويض الوحدة والأمن والاستقرار، والتنمية والمقدرات والمكتسبات، لتحقيق الأمن والسلم الإقليميين والدوليين. وأضاف "هنيئا لجنودنا البواسل، وأبطالنا الأشاوس، جنود الإسلام، وصمام الأمان هنيئا لكم الجهاد والرباط في حماية الثغور وعظيم الأجور، فأنتم أقوياء بربكم، ناصرون لمقدساتكم، نلتم ثقة ولاة أمركم، مخلوفون في أهلكم، مسددون في رأيكم ورميكم، لا لانت لكم قناة، ولا فت لكم عضد، ولا أخطأت لكم رمية ولا شلت يد، ولكم علينا حق الدعاء والمؤازرة والنصرة، وأبشروا وأملوا، واعلموا بكل يقين وقناعة، أن النصر صبر ساعة". وأفاد بأنه من أطلق مسارح لمحاته، وأطرق في مسايح غدواته وروحاته، وتألقت بصيرته في السعي والجولان، بين أحداث التاريخ ووقائع الزمان، ترأرأت له الأخبار، وانكشفت له بعد ازورار، أنه منذ بعثة النبي عليه السلام، وأمة الإسلام المرهوبة تعاني ممن يتلونون تلون الحرباء، وينفثون سمومهم كالحية الرقطاء، ينتسبون إلى دينها، وهم خنجر مسموم في ظهرها، وطعنات نجلاء في خاصرتها، وأخطر الأعداء وألد الألداء؛ من يتسمى بالإسلام وهو منه براء، ورغم أن أمتنا بحر لا تكدره الدلاء، إلا أنه هؤلاء الضغمة الضالة كالعر يكمن حينا ثم ينتشر، والحازم من يعرف عدوه ويحذره على كل حال. وبين أن من سنن الله الكونية ما يكون بين الحق والباطل من نزاع، وبين الهدى والضلال من صراع، ولكل أنصار وأتباع، وذادة وأشياع، وكلما سمق الحق وازداد تلألؤا واتضاحا، ازداد الباطل ضراوة وافتضاحا، وهكذا بعد المحن المطوحة، والصروف الدهم المصوحة، يذهب النور بذيول أهل الفجور، فتنكشف مخاريقهم الزمعة، وتعود النبل إلى النزعة. وأكد أن الدين الإسلامي دين الجلال والكمال، لا يقبل التشكيك أو التقليل أو حتى المزايدة، ولا يصح بل لا يقبل من أحد أن يتنقصه، أو يسيء إليه، فهو دين الله الذي ارتضاه للعباد، وشريعته إلى يوم المعاد، فمن رمى الشريعة بالنقصان فهو من عقله في حرمان، ومن دينه في ضلال وخسران، فلقد حوت شريعتنا في أصولها ومبادئها ما يتواكب ومصلحة البشرية في كل زمان ومكان، وما يحقق مصالح العباد في المعاش والمعاد. وأضاف الدكتور السديس في خطبته "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تركنا على محجة بيضاء نقية، فمن ادعى محبة النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابته أو آل بيته ولم يتبع سنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، فقد تجاوز الفرى عدا، وجاء إدا، وجار عن القصد جدا، ولم يصدق في جليل ولا حقير، وأنى له بالصدق وليس من أحلاسه وإننا لنشهد الله وملائكته والناس أجمعين على حبه، وحب رسوله وآل بيته الأطهار، وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، وصحابته الأبرار المهاجرين منهم والأنصار". وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن العاقل ليعجب من ضلال تلك العقول التي اتخذت وراءها ظهريا المعقول والمنقول، قلوبهم بالأذحال ممنوة، وبالمشاقة مملوة، مخططاتهم واضحة مكشوفة الأهداف، وضلال منهجهم باد ليس بخاف، ولكنها سنة الله في الكون. وأوضح الدكتور عبد الرحمن السديس أنه في زمن انتشرت فيه ظواهر اختطاف العقول باسم الدين، والصراع بين الأيديولوجيات والأجندات، ما أفرز تناقضات سلوكية وانتماءات فكرية، تحتم وتوجب معرفة الضوابط والأصول والمقاصد الشرعية للتمسك بالثوابت في زمن المتغيرات، وللسلامة من عواصف الحيرة، والحفاظ على الهوية الإسلامية الصحيحة، التي يدعيها أهتار وأغمار، وكل من ليس له في الإسلام سابقة إعمار، أو مكنونة فخار، وحتى يسلم أبناء الأمة من نفثات من يتوشحون رداء الدين وهم هوادي الضالين، وأئمة المضلين، الذين حازوا في الافتراء قصب السبق، وانحرفوا عن أداء واجب الحق، يتاجرون بالدين، ويخالفون سنة سيد المرسلين، يمتطون الإسلام لتحقيق مآرب سياسية وأطماع توسعية خفية. وتساءل هل يعي ذلك الزاعمون التحقق بالدين وهم طعانون في فضلاء الأمة وأخيارها، متنقصون لسلفها ورموزها، والأدهى والأمر مناصرتهم البغاة الطغاة الذين أحالوا شعوبهم إلى البوار، واعتسفوهم بالحديد والنار، وغير ذلك من مظاهر تخفى وراءها عرر تقشعر لها الأبدان، وعلل تثلم الأديان، فيا غرب الأحزان، لهذا العتو والطغيان، وما أفعالهم في بلاد شتى بخاف على كل ذي عينين؛ في بث الفرقة والخلافات والإرهاب والطائفية والعنف وسفك الدماء، والأطماع الخفية في المنطقة برمتها، وما المجزرة الوحشية في الغوطة الشرقية عنا ببعيد، ولا تسل عن حال إخواننا في الفلوجة الأبية. وشدد في خطبته على أنه من الواجب الوقوف بحزم وعزم في التعامل مع هؤلاء الأفاكين، ولا يجوز إعطاء الآذان لكل من هب ودب، أو تطاول بعنقه واشرأب، فكيف بمن افترستهم أفكار الضلال، واستقطبتهم موجات الوبال، وضجت الخضراء والغبراء من جرائمهم، وعانت الأمة من أحقادهم وجرائرهم، فلم يتخذهم التاريخ إلا مثالا قاتما للطغيان الغشوم، ومسردا للاستبداد الظلوم، يتوارى قادتهم خلف شعارات براقة، وكلمات مستعذبات دفاقة، ظاهرها الرحمات الغداقة، والقلوب المشفقة العلاقة، وما هي إلا كشيش أفعى أجمعت لعض، فهي تحك بعضها ببعض انعدمت غرائرهم، وأقبلت علينا بكلكلها هرائرهم، تنبو عن قبولهم صحائح الطباع، وتتجافى عن استماع كلماتهم الأسماع، فأقوالهم كهذيان المحموم، وسوداء الهموم، وأثقل من الجندل، وأمر من الحنظل. وقال إنه من شناعات أولئك؛ استغلالهم وسائل الإعلام الجديد في النيل من الدين القويم، وبلاد الحرمين ومقدساتها، وقياداتها المخلصة، وعلمائها الربانيين، ورموزها الثقاة، في حرب إعلامية قذرة، تذكي الحروب والصراعات، وتعتمد الشائعات والمزايدات، ما يجب أن يتصدى له بخطط إعلامية محكمة وقوية وعالمية لإحقاق الحق ودحر الضلال والباطل. وفي المدينة المنورة تحدث الشيخ الدكتور عبد المحسن القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي، عن الفضائل التي يحويها هذا الدين العظيم وأركانه. وبين خلال خطبة الجمعة في المسجد النبوي، أمس، أن إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له أصل كل خير وفلاح، موردا ما أعده الله لعباده المتقين من خير وكرامة في الدنيا والآخرة إذا ما عملوا واتقوا وصبروا.

مشاركة :